ديمقراطية الجامعات

الأربعاء 20 أيار 2009


لا شك في أن الجامعات هي الرافد الأساس للمجتمع ، فهي التي تخرّج قادة المستقبل ورموز البلاد سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وغيرها من الأصعدة. وعليه فان جامعاتنا الأردنية مسؤولة عن بناء الانسان الأردني وتثقيفه وتعزيز مفاهيم الديمقراطية والتعددية والمشاركة السياسية لديه.

ولعل انتخابات اتحادات الطلبة في جامعاتنا تشكل ميداناً واسعاً لافساح المجال لابداعات الطلبة وتركهم ليعبروا عن رأيهم في اختيار ممثليهم لتصقل بذلك من شخصية الطالب الجامعي وتعطيه تلك الجرعة الكافية ليتشرب مفاهيم الديقراطية ويسقطها على جوانب حياته المختلفة بعد التخرج.

وجامعاتنا ” يخزي العين عنها ” كرست تلك المقولات وترجمتها واقعاً ملموساً ، فالمتابع لانتخابات الاتحادات يجد الممارسات الديمقراطية في أبهى صورها وأجمل معانيها، فلا داعي للتزوير المخفي لأنه بصير عينك عينك ، ولا داعي للمنافسة الشريفة لانه العمادات ستوصل من تريد، ولا معنى لاتجاهات الطلبة الفكرية لانه قديش بتكون تافه بتنجح وبتوصل.

 

 

 


ليس من الغريب أن تستنسخ الجامعات التجربة ” الناجحة ” للحكومة في قانون الصوت الواحد ، ولا من العجيب أن ترى أيادٍ خفيةً تعبث في ارادة الطالب في ليلة وضحاها…ليس غريباً أن يكون عدد المصوتين أكبر من عدد طلاب القسم …ولا أن ترى اًصوات الطلاب تشترى وتباع في الجامعات !!!.

كل هذا يأتي في ظل جهل الطالب الجامعي الذي سمح لغيره أن يتلاعب في ارادته…نعم ، لقد قاد ذلك الجهل الطلاب الى نقل السطوة العشائرية الى الجامعات ، وبقدر ما يدعو هذا الموضوع الى الضحك بقدر ما يدعو الى الاستهجان في نفس الوقت.

اللامبالة والثقافة الضحلة قادتا الطالب الجامعي الى ان يكون بعيداً كل البعد عن أية أيدلوجية معينة أو حراك سياسي داخل جامعته وليفسح المجال بعدها الى ” البلطجة والبلطجيين ” من الطلاب الذين لم يتوانوا عن استخدام العنف داخل الحرم الجامعي وبشكل مقزز وغير حضاري .

 

 

 


اذن فالفجوة ما بين التنظير والتطبيق في جامعاتنا آخذة بالاتساع، فرغم كل الدعوات الرسمية لتفتح أبواب العمل السياسي والحزبي للطلاب في الجامعات نجد ان الواقع بعيد كل البعد…ولنا في تجربة الجامعة الأردنية ما يبعث الأمل مجدداً وينشر رسالة الى باقي الجامعات مفادها :
” اتركوا الطلاب ليعبروا عن آرائهم ، وينشطوا في توجهاتهم …وليقودوا الوطن الى المستقبل المنشود …”

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية