الثورة الجنسية في العالم العربي

الأربعاء 16 كانون الأول 2009

haifa

 
 

 

 

بقلم مريم أبو عدس

مؤخرا عم بشوف كتير فيديو كليبات لأغاني عربية. و كلما اشوف اغاني اكتر بستغرب من الجرأة الواضحة في الأغاني. كتير واضح بالنسبة إلي انه في تيار مقاومة لقواعد الحرام والعيب الصارمة اللي بتحكم حياتنا في الشرق الأوسط،  اللي بتجبرنا انه نعيش بمعايير أخلاقية كتير عالية ومش واقعية في بعض الأحيان. تيار المقاومة هذا بدور حول شيء واحد …الجنس!

لسا التلفزيون هو وسيلة الإعلام الأكتر استعمالا في العالم العربي، والتناقضات التي تظهر من هذه  الوسيلة يمكن وصفها انها هائلة. في نفس الوقت اللي البنات البريئات بتعرضوا للقتل عشان الشرف، الرموز الجنسية العربية بتحركوا بأجسامهم المليانة و فساتينهم القصيرة على التلفزيونات الوطنية العربية بشكل دائم تقريبا، و لسعادة الغالبية العظمى من الشعب العربي و منهم الرجال اللي بيقتلوا اخواتهم للشرف. فبتساءل إذا كنا على عتبة ثورة لجنسية في العالم العربي؟

في اشي  جديد عم بصيرعلى الشارع العربي، شيء له  صبغة ثورية. الغريب بالموضوع أنه ما كان في عملية تطورية واضحة و بطيئة، التغيير صار فجأة و بسرعة ،  خلال العشر سنوات اللي مضوا، نتيجة للعولمة وثورة تكنولوجيا المعلومات. الشباب العرب اكتشفوا  مجال جديد بيسمح لهم يتجاوزوا القواعد الاجتماعية الصارمة. الاف اذا مش ملايين، من الشباب العرب عم بيلجأوا لعالم الإنترنت و المنتديات ومواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك ، والدردشة، ونشر ومشاهدة فيديو على يوتيوب وإكبس و التدوين والكتابة.  ومعظمهم بعبروا عن مواضيع هم محرومين انهم يعبروا عنها او يستكشفوها بشكل علني، و اكيد هاي المواضيع معظمها اجتماعية و جنسية. (على عكس ما العالم بفكر.. انه الشباب العربي ملهي بالسياسة)

والسؤال اللي بطرح نفسه هون، هو كيف بتأثر هذه الثورة على المجتمعات العربية ، وخاصة انه المناقشة الفكرية حول موضوع الجنس لسا مش متماشية مع اللي بصير على أرض الواقع؟

إذا أخذنا لمحة سريعة ،  بنشوف أنه التربية الجنسية لسا لا تعتبر أولوية في النظم التعليمية  في العالم العربي. المدرسين ما يزالوا غير مؤهلين انهم يحكوا و يدرسوا هدا الموضوع بطريقة مبنية على اسس علمية. العرب لسا عندهم شعور زائف بالأمان، و يمكن هذا السبب في أنه الشرق الأوسط هو ثاني أسرع منطقة بصير فيها انتشار لوباء فيروس نقص المناعة البشرية في العالم (الإيدز). اليوم في حوالي 380 ألف حالة معروفة. السنة الماضية كان عدد الحالات الجديدة في العالم العربي تقريبا 36 ألف حالة اصابة جديدة بالمقارنة مع 15 ألف في قارة أوروبا كلها! القارة  اللي بنتهمها بالليبرالية والحرية والإباحية و السفالة!

وين نحنا؟ شو تداعيات هذه الثورة على مجتمعاتنا العربية؟ هل يا ترى رح نلحق بركب أسلافنا في عز الإمبراطورية الإسلامية؟ اسلافنا اللي احتفلوا بالجنس وفهموا قيمة المناقشة الفكرية حول الجنس؟  شو عم بنعمل حتى نحمي شبابنا من الأمراض الجنسية لأنه خط الحماية الأول (أي الثقافة والتقاليد والدين) اللي كنا معتمدين عليه عم بيفشل انه يوفرلهم الحماية؟

و هلأ بمناسبة الحديث عن الجنس وفيروس نقص المناعة البشرية، بوصيكم تحضروا فيلم “كل شيء عن أمي” – “All about my mother” لأني بعتقد ان المخرج المودوفار هو الوحيد الذي بيقدر ان يحكي عن هذي المفاهيم بطريقة  كتير مبدعة وخلاقة.

 

 

 

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية