احتجاج على الوعود المنكوثة

الثلاثاء 22 حزيران 2010

معرض وعد و مكتوب لايرك غوتسمان

بقلم ريما الصيفي

تصوير لينا عجيلات

كم من الوعود اعطيت لك و أخلفت؟ كم من الوعود قطعتها ونكثت بها؟ تجزل الكلمات و تتكاثر، تقف على طرف لسانك …هل ستخبرعن ذاك الوعد الذي أثقل القلب؟ أم ستصمت ؟

هل سبق أن  تساءلت عما سيكون عليه الحال لو تحققت تلك الوعود ؟؟

كان موعدنا يوم الثلاثاء في مكان – جبل اللويبدة .

broken promises_07
تدخل الى قاعة العرض ليواجهك ما سماه العرب بوعد بلفور، وما سماه الغرب باعلان بلفور، معلقا من السقف متوسطا القاعة الأولى لمكان. على الجدران علقت وعود قطعت و أخلفت، خطها ناكثيها أو من قطعت لهم تلك الوعود… بأيديهم …

فترى أن هناك ما زال بداخلهم أثر لتلك الوعود …

و تدخل الى عمق المكان فترى وعودا طبعت بالألة الكاتبة معلقة على الحائط الأيمن و يقابلها  عدة  كتيبات معلقة على الحائط الأيسر … كل كتيب مربوط بحبل من مسمار و كل كتيب يحمل مجموعة من الوعود المنكوثة طبعت بالآلة الطابعة  جمعت من مكان واحد..
كتيب من الوعود التي جمعت من موقع الانترنت وأخرى من أماكن مختلفة في عمان  …
تختلف  النظرة  الى الوعد من الناكث أو المتلقي للوعد و طبيعة ذلك الوعد ..ومن المكان الذي جمعت الوعود منه ..

broken promises_09

broken promises_13

broken promises_12

في غرفة أخرى …فيديو  لألة طباعة قديمة ..ينقر وعد قطعته العاصفة لمحمود درويش …بنبيذ و أقواس قزح ….
أهي دعوة من الفنان ايريك غوتسمان لرفض الموت والاستسلام لتلك الوعود المنكوثة و التطلع الى وعود أسمى ….كما اراد محمود درويش في تلك القصيدة؟

broken promises_03

كان لي اللقاء التالي مع ايريك غوتسمان

broken promises_15س: كيف نشأت تلك الفكرة لديك ؟
ج: لقد نشأت تلك الفكرة عندما أدركت  أن “اعلان بلفور ” سمي ب”وعد بلفور”
فأصبح لدي الهاجس للبحث أكثر بتاريخ هذا الوعد و الرسائل التي بعثها مكماهن الى الشريف حسين  بالعربية تعده بالسلطة العربية على فلسطين …فوعد بلفور كان وعدا قد تحقق أما الوعد الأخر فقد نكث.
فبدات بالتساؤل عما يعنيه أن يحمل الناس وعودا منكوثة معهم و ما يعني أن يحملوا تاريخهم معهم و مع ذلك ان يستمروا بالحباة ..و المضي قدما

س :هل وصلت الى جواب عن تساؤلك ؟
ج: لا لم أصل …بل أصبح لدي تساؤلات أكثر. ولكن أصبح لدي ملاحظات فمعظم الشباب أو صغار السن كانوا قد كتبوا وعودهم باللغة الانجليزية ..و أن كلا من الرجال و النساء كانت وعودهن عن الحب و عروض الزواج و المال ..لكن لكل منهم كانت وجهة نظر مختلفة حيال نفس الوعد…و لكن هناك استنتاج لا ادري لن كان ملا حظة او استنتاج ..ان الناس يشعرون بقوة حيال تلك الوعود و لا ينسوها  بل يستبقوها لديهم و مع ذلك فهم يستمرون بالعيش و التقدم …

س: إذن ما الفرق بين الوعد والاعلان؟
ج: من حيث المعنى  فالاعلان ..المعلن يزعم السلطة لمتلقي الاعلان . اما الواعد فهو يعطي الموعود سلطة على قاطع الوعد. فالسؤال الجيد هو عن تبعات الوعد والاعلان و تأثيرات السلطة المترتبة عن ذلك.

س: بدءا بما أوحى اليك بفكر ة المعرض، هل تلاحظ معي تناقض فكرة الاعلان مع وعد بلفور حيث أن اليهود آلت اليهم السلطة ؟
ج: …أعتقد ان الملفت للانتباه هنا هو تلك رحلة في الزمن والنظر الى الأمور من ظل ذلك الضوء…حيث أن لكل شخص وجهة نظره الخاصة …و رايه فيما يتعلق بالمسألة …
لكن في تلك الفترة قبل 1915 كانت العلاقات العربية اليهودية جيدة …ماذا لو تحقق وعد ماكمهان ….و المستقبل من ذلك المنظور؟
فكان التساؤل  بالنسبة لي …ماذا لو تحققت الوعود و اخذنا مسؤولياتنا على عاتقنا؟

س: لماذا اخترت مقطع من قصيدة درويش العاصفة لعرض تكرارعملية طباعته؟
ج: لقد اخترته بعد فكرة و عد بلفور …فأنا من أكبر معجبي محمود درويش وأعتقد أنه افصح شعراء المقاومة بالعالم، و يمكنك الاتصال مع فكرة وعد النبيذ واقواس قزح . فهي صور تعكس الحياة و الوطن..
فأنا قد قطعت لي وعود بنيت حياتي حولها و أخلفت …

س: كيف كانت ردة فعل المشاركين ..؟
ج :لقد استغربت من عدد الناس الذين  أرادوا المشاركة، و سرعة كتابتهم لها….بعضهم تحمس ..و الأخر لم يود أن يظهر اسمهم أو خطهم في الوعد .. ولكن هناك  قلة أبت ذلك..

س: ماذا ستفعل بهذه الوعود؟
ج : لم أقرر ماذا سأفعل بها بعد …قد اكرر التجربة أيضا في الولايات المتحدة.

س : لماذا علقت الوعود بهذا الشكل ؟
ج: لقد أردنا اضافة بعد أخر للوعد من حيث تجميعها وفقا لمنشأها و أنا أحب شكل الكتاب …فكان التصميم على شكل كتاب وتعليقه للحائط.

س: ماذا كان الايحاء الحقيقي للمشروع …هل هو سبب شخصي ؟
ج: نعم …وعد أعطي الي و أخلف …و أردت أن يصبح لدي تفهم أكبر للوعد و ترتباته.

وعد ومكتوب هو مشروع فنيّ تفاعليّ يتحرّى في معنى “الوعد” وكيف أنّه مختلف عن “الإعلان” أو “الطموح،” كما يبحث في تبعات عدم إيفاء أحدهم بما وعد القيام به.

إيريك غوتسمان فنان تعاونيّ يستعمل التصوير الفوتوغرافيّ والفيديو. يعمل منذ عشر سنوات مع ’سادن فلورز‘ (زهور مفاجئة) وهي جمعيّة فنيّة للأطفال في أديس أبابا في أثيوبيا والتي شارك بتأسيسها. حصل على الدعم لأعماله من مؤسسات مثل أوبن سوسايتي وصندوق أوبرتيونيتي ومركز الدراسات التوثيقيّة في جامعة ديوك كما حصل على منح وجوائز من عدّة مؤسسات. هو مصمم الكتاب ’لعلّ أفضل ما في العالم يصاحبك دوما!‘ يسكن إيريك في الأردن حاليّا حيث يقضي فترة منحة بحث فولبرايت 2009-.2010

يستمر المعرض حتّى 29 حزيران، ساعات العمل في مكان من 2:00 – 7:00 مساء، ايام الأحد – الأربعاء

broken promises_08

broken promises_11

broken promises_16

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية