جووووووول… أسمع ولا أرى

الأحد 11 تموز 2010

بقلم داود كتاب

Courtesy of AmmanNet

Courtesy of AmmanNet

وفرت ثورة الاتصالات، بما أحدثته من تغيرات تكنولوجية، فرصة نادرة لكثير من الأردنيين لمتابعة فريقهم المفضل الذي يتنافس للحصول على كأس العالم.

وللمرة الثانية في ثماني سنوات، حُرم مشجعو كرة القدم في الأردن، من متعة مشاهدة مباريات كأس العالم هذا العام على شاشات التلفزيون الأردني.

قد تكون مشاهدة المباريات متوفرة للأردنيين، ولكن ليس من دون رسوم. فمن أجل مشاهدة مباريات كأس العالم أنت تحتاج إلى صحن للأقمار الصناعية، وكذلك إلى بطاقة خاصة يتم شراؤها من قناة الجزيرة الرياضية التي امتلكت الحقوق الحصرية للمباريات في العالم العربي.

فيما حاول سمو ولي عهد الأردن التخفيف من المشكلة من خلال توفير شاشات ضخمة في مواقع رئيسية في جميع أنحاء البلاد. وكل من كان على استعداد للذهاب إلى أحد المطاعم أو الأماكن العامة الأخرى التي تقدم المشروبات والطعام كان باستطاعته أيضاً مشاهدة مباريات كأس العالم.

ومع ذلك، فإن عددا كبيرا من المشجعين الأردنيين ظلوا غير قادرين على متابعة المباريات. ووسط هذا الفراغ من البث الأرضي، تدخلت محطة إذاعية محلية في الأردن وهي “راديو البلد” وبدأت تبث التعليق على المباريات، في غضون فترة زمنية قصيرة، تمتعت المحطة بجمهور هائل من المستمعين، من سائقي سيارات الأجرة ورجال الشرطة والمتسوقين في محلات السوبرماركت المحلية والأفراد والجماعات الذين تحجب عنهم طبيعة عملهم المشاهدة أو لا يمكنهم الحصول على البث المشفر.

لقد حاول البعض إيجاد طرق مبدعة في البحث عن البث الدولي للمباريات، والبعض الآخر استخدم البث من بعض الدول الأوروبية لمشاهدة المباريات، كاتمين الصوت في جهاز التلفزيون ومستمعين إلى تعليق الإذاعة المحلية.

وقد أظهرت الصور المرسلة من قبل مجموعة من الشباب الذين كانوا يشاهدون المباريات كيف يستخدمون البث الإذاعي من خلال الهاتف المحمول المتصل بسماعات كبيرة ليستمعوا إلى التعليق بينما يشاهدون المباريات على شاشة التلفزيون من محطات غير محطة الجزيرة التي لا تتطلب رسوماً.

لم يدم البث الإذاعي للمباريات طويلاً إذ زار محامي الجزيرة الرياضية المحطة الإذاعية وأصروا على وقف فوري للبث المأخوذ عن تلفزيونهم. مدير راديو البلد ، محمد أبو عرقوب، قدم للمحامي نسخ عن الرسائل الإلكترونية والعديد من الفاكسات التي أرسلت إلى قناة الجزيرة في الدوحة قبل أشهر طالبين شراء حقوق البث من دون أي رد إيجابي أو سلبي.

في غياب بث تعليق قناة الجزيرة وبوجود جمهور أردني متعطش لمتابعة المباريات، استمر أصحاب المحطات في البحث عن البديل وأخيراً تم العثور على بديل واحد إذ استطاعت محطة إذاعية في رام الله بالضفة الغربية، تأمين طريق خاص اخترقت من خلاله النظام.

وكان “راديو الأجيال” وهو محطة إذاعية تجارية فلسطينية، قد خلق هجيناً من نوع ما وتمكن من الحصول على صوت المباريات من جنوب أفريقيا وتعاونوا مع صحفي رياضي استعد لمشاهدة المباريات والتعليق عليها من استوديوهات رام الله مع الأصوات المختلفة الصادرة من الملاعب في جنوب أفريقيا.

وبعد اتصالات هاتفية قليلة، وافقت الإذاعة الفلسطينية أن يتم بث تعليقها في الأردن، ولم يتمكن الفنيون في وادي صقرة في عمان، من التقاط إشارات الراديو الفلسطيني لكنهم نجحوا في الحصول على إشارة الإنترنت. وبعد أن فاتهم بعض المباريات بسبب منع قناة الجزيرة أصبح الأردنيون مرة أخرى قادرين على متابعة مباريات كأس العالم الآن وحتى المباريات النهائية.

تبقى مشكلة واحدة فقط ألا وهي أن البث من جنوب أفريقيا إلى فلسطين ثم التقاط البث بالانترنت في الأردن يعني أن بث المباريات الموسع في الإذاعة في عمان يسبب تأخير مدته ثلاث دقائق، وهذا يعني أن على أي شخص يرغب في مشاهدة المباريات على التلفزيون وسماع التعليق الإذاعي أن ينتظر حوالي ثلاث دقائق بعد رؤية تسديد هدف ليسمع كلمة جووووووووووووووول

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية