موسيقى عالمية على مسرح سوق جارا

الثلاثاء 13 تموز 2010

بقلم ريما الصيفي

بدينارين فقط  نشتري بطاقات العرض الساعة الخامسة و النصف في أقصى سوق جارا، قبل مو عد العرض المنتظر بساعة. ننتهز هذه الفرصة لنعود ونلقي نظرة على المعروضات في السوق  ونستقر في منطقة الطعام لنطفىء ظمأنا بعصير بطيخ ونأكل بيتزا الحطب وتجاذب أطراف الحديث مع الأصدقاء.

الساعة  السادسة و النصف، نقف على بوابة ساحة العروض تنتظر افتتاح العرض في موعده  الساعة السادسة والنصف  مساءا، لكن الموعد يتأخرساعة كاملة نظرا لصعوبات فنية. يتوافد الحضور و يضيق بنا المكان في تلك الأمسية الصيفية من أمسيات صيف عمان الدافئة التي بخلت علينا بها عمان بتلك النسمات التي كانت قد عودتنا عليها، فيزداد التذمر والتنبؤ بما سيكون عليه العرض.

الساعة السابعة والنصف … يتسارع الحضور لأخذ مواقعهم و التهيؤ لبدأ العرض. نتأمل المكان المطل على جبل القلعة ومسرح مهرجان الأردن حيث ستقدم فرقة “El Divo” العالمية عروضها الأوبرالية في نفس الليلة.

تعتلي المسرح فرقة كلام  التي تتألف من أربع شباب يافعي الطلة. الحماس واضح، يبدؤون بالغناء  بنشوة الهواة على حافة الاحتراف…يغنون بحماس أغاني روك وبوب وريجيReggae  عربي من تأليف الفرقة ويبدع عازفي الغيتار الكهربائي في  “مشتاق”، “معقول”، “ما بيك “و غيرها من الأغاني كان بالنسبة لي أجملها “روحي” أغنية مرحة شابة وموسيقاها نضرة …ربما سيكون لفرقة كلام مستقبل جيد اذا واظبوا على التجديد و تطوير تلاؤم الكلمة مع الموسيقى .بشكل عام كان في  حماس الفرقة تعويضا لقلة خبرتها .

كان العرض التالي لفرقة أمين وحمزة الثنائي التونسي العالمي عارفي العود والقانون على التوالي ترافقتهم غناء وسام القاسم و فردريك من السويد ايقاع. بدأ العرض بتوأمة لموسيقى لأوتار  تفجر مكنون النفوس، قوية و مثيرة، تتجادل أوتار الآلات و يتحاكى العازفان بأنغم تخيطها تلك الأوتار بنكهة عربية حديثة تحمل أصالة الزمن الجميل و صخب الواقع، بجمل تدهش السامع و تقنعه، فلا اقنعة، الموسيقى تحكي اصدق المشاعر الإنسانية…بقوتها و هشاشتها …بارقاها و أدناها ….تصل بك الى  النجوم و ترحل معها الى اعمق نفسك …

يحيينا الموسيقيان بعد المقدمة الموسيقية القوية التي كانت بعنوان “6 AM” التي قال حمزة عازف القانون أنها تمثل صباحاتهم ويقدم الأغنية التالية بعنوان “الصبر” …تقول كلماتها “الصبر ما الصبر ..قتلني صبرو …مر أمر من المر فات حدو …و سلام عسلام ماشبعت منه.” غنتها وسام بقوة ..ربما طغت عليها قوة الموسيقى وجدل الأوتار ..فتغلي المشاعر لتروي عن مر الصبر ..ثم نعود ليهتاء البال بمقاطع حالمة.

Ameen &Hamza

وبين الفقرات الموسيقية نسمع أصوات اوبرالية قادمة من جبل القلعة…أي  أصوات هذه التي تخترق ليل عمان بين جبل وأخر …وأي قوة و جمال و بهاء هذا …الذي ساد عمان  تلك الليلة …يعلق عازف العود أمين أن “El Divo” تتبع لعرض سوق جارا مع اختلاف السعر.

وتخطر في الأذهان سؤال ما رأي سكان جبل  في هذه الثقافة المفروضة عليهم فرضا …؟؟

ولكن أوتار امين وحمزة وصوت وسام يعيدنا الى التجلي بهذه الموسيقى و نسموا بها. “ما تكون قاسي …ماني ناسي ” … و نذهب لنفكر ماذا سيحدث لو فقدنا القدرة على التعبير في “يا ناري “….أمين و حمزة موسيقى تحاكي الروح.

يتأخر الوقت و يبدأ الجمهور بالانسحاب لكن قوة العرض القادم تستوقفنا … يبقى 20 مشاهد لعرض فرقة بارانا التركية الهولندية البولندية الألمانية العالمية  التي تواجه مشاكل فنية مع الصوت. هذه الفرقة كانت قد قدمت عرضا في نفس اليوم لألفين مشاهد في سوريا. لكن الحماس و الاحتراف لم يتأثر بقلة عدد الحاضرين ….و أبدع والعازف التركي بهجت أوفيز والموسيقي الهولندي ستيفن كامبرمان. كانت الأغنية الأولى تدعى “الفتاة ذات القميص الأبيض” و كانت قوية و فرحة، ثم نتعرف الى أغنية حزينة بعنوان غربة، ونعود الى المشاكسة بأغنية  لابنة  بهجت المراهقة.

نضطر للمغادرة فبل انتهاء الحفل لتأخر الوقت والخوف من الازدحام المروري الخانق  في شارع الرينبو…لكن ذكريات الأمسية تبقى معنا في لليلة ساحرة من ليالي صيف عمان.

منقول عن الفعالية:

بدعم من أورانج رد وبالشراكة مع مسرح جارا وبالتعاون مع السفارة الهولندية ومؤسسة المورد الثقافي

أمين وحمزة مرايحي:

بدأ الإخوان مرايحي بعمر مبكر بالموسيقى العربية الكلاسيكة؛ والتي في جانب منها تتداخل مع الموسيقى التركية، مع العود والقانون ليطورا تمكنهم واستيعابهم للآلتين الموسيقيتين وخلال فترة، تعرفوا وعملوا مع انماط موسيقية متنوعة مثل الجاز والفلامنكو والموسيقى الهندية والفارسية.

أمين وحمزة مبتدعي صوت جديد في المشهد الموسيقي العربي، يعتمد التقاليد الموسيقية العربية الكلاسيكية العريقة ومفتوح على الانماط الموسيقية المتنوعة في العالم. هي موسيقى جيل جديد، عربي تونسي؛ بالعود والقانون واللغة والموسيقى، قادرة على ايصال الرسالة للمستمعين في أنحاء العالم، موسيقى عربية تونسية معاصرة.

بارانا:

بارانا هي خلاصة تجربة المغني والعازف التركي بهجت أوفيز والموسيقي الهولندي ستيفن كامبرمان، إبتداء من العام 2002، حين بدأ العمل سوية ولغاية مرحلة التأليف والكتابة للفرقة الكبيرة، بارنا وشركائها.
موسيقى الفريق مليئة بالارتجالات التي يتميز بها الجاز مع جذور الألحان التركية الشرقية الموغلة في التاريخ. والمزيج الناتج هو عابر للبلدان والقارات لناحية تفاعل واستمتاع الجمهور في مختلف دول العالم. وبارانا بالتركية تعني لقاء الموسيقيين والشعراء للعزف والغناء وبحيث يشارك الجميع في تقديم ماعنده للآخرين.

فرقة كلام:

تأسست فرقة كلام مع صبح بقاعي، فرقة روك وموسيقى “سوفت” مع بعض التأثيرات الشرقية.

كلام: اسم الفرقة من الطريقة التي تخاطب بها جمهورها، بالرغم مم ايحاء ذلك بالمباشرة في الطرح، فصبح بقاعي؛ قائد الفريق، يخاطب الجمهمور ويشرح له، بان الأغنية، الواقع، هي كلام محكي مليء بالنغمات وبلحن
خاص

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية