غياب الحب في زمن المادة

الثلاثاء 21 أيلول 2010

مراجعة مسرحية: أوبرا بثلاث قروش – بروفة جنرال
اخراج : زيد مصطفى تاليف و توزيع موسيقي : مراد دمرجيان

بقلم ريما الصيفي، تصوير ياسمين دقة

تمتلء القاعة بالحضور فاليوم هو يوم افتتاح موسم الصيف المسرحي وبعد المقدمات والترحيب بالمشاركين . و بالأذهان السؤال : كيف سيكون العرض ؟

تفتح الستارة و الأذهان متربصة …
فلنحتفل بالجوكر …رمز الحب والحياة، فلنقم الحفلة على شرفه — لكن دعونا لا نشركه في احتفالنا .هو الحب ولكن الحب لن يكون له مكان الا المنصة ..

أوراق اللعب تود ان تقدم لجوكرها حفلا تمثيليا لمسرحية برخت أوبرا بثلاث قروش، فنكون في الأحداث و نكون
في القصة ونكون البروفة وايضا يستخدمنا الممثلين في شكوى حالهم …

الشخوص هم أوراق اللعب: القص (التغير الذ يجري وراء مصلحته)، بنت الكبة او البستوني كما تريد، شيخ الكبة : الشحادين، الولد: أبو سكين و الفرقة الموسيقية و الجوكر الذي يلعب به كما يشاء على شرفه يكون الاحتفال. الممثلون ،المغنون و الراقصون : خليل مصطفى ، حيدر كفوف ، عبد الرحمن بركات ، يوسف كيوان ، بيسان كمال خليل .

بروفة الأوبرا تختبر بها اوراق الشدة أنواع الغناء و التمثيل ..الطرق المتعددة لسرد القصة تظهر تعبهم و ارهاقهم وضيق حالهم، فهم يعملون…وهم وراء لقمة العيش .يعاتبهم الجوكر أين أنا من كل هذا… ولكنهم يستمرون فلقمة العيش تنادي.

تشدنا اصوات معبرة لشخصياتها ..تشدو أغان لواقعنا ربما تروي تلك الحكاية لكنها تروي حقيقتنا ..فنحن ببروفات أوراق الشدة لأوبرا الثلاث قروش لبرخت الذي يقول “من حق الانسان أن يكون سعيدا” وهو أيضا صاحب المقولة الشهيرة “الأفتراس يأتي اولا ثم العبرة” ” Erst kommt das Fressen Dann kommt die Moral” . اذن ما الطريق للسعادة …ان لم يكن المال؟

المال الذي تتقرب في سبيله بنت الكبة لأبو سكينة و لاجله تبيعه بعدها ، وبسببه يخشى شيخ الكبة من فقدانها. و لأجله يجتهد الممثلين بعملهم ..بغض النظر عن قيمته .و هو هدف طاولة قمار الحياة ونكون أورقها ونُغيب الجوكر.

و تبرز رؤية الموسيقي مراد دمرجيان للعمل خلال مزيج الألات الشرقية و الغربية لتقيق الرؤية البرختية مستخدما فيها تييم تعكس اردنية العرض تتحلى بالغناء الرائع لشخوص المسرحية. البداية موال القانون وافتراض عدالته ان طبقت ، فأحداث المسرحية تتداخل بها الموسيقى ان كانت رومانس او هزلية أو جاز باسخدام مقامات شرقية حتى أغنية النهاية “وجعكم وجعنا ..بس انتو سرقتوا جاجتنا ….القصة مش قصة صوص… القصة لوايح و نصوص “. الموسيقيون : حسن الميناوي ،محمد طه ، أوس مرجي ، قصي كمال، جوزيف ومراد دمرجيان.

عرض غنائي تمثيلي شيق يمثل مادية الواقع و‘يبقي الحضور متأهبا محكما لعقله. وعلى الرغم من قوة الموضوع المطروح وحساسيته فالمسرحية لا تخلو من الفكاهة والاستعارات من البيئة الاردنية أضفت جوا من الألفة.

فيديو من المسرحية:

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية