مراجعة لكتاب صنع الله ابراهيم: اللجنة

الخميس 10 آذار 2011

مجموعة “انكتاب”

ربما كانت الثورات العربية وتتابعها هي السبب و راء اختيار إنكتاب – نادي حبر للقراءة لرواية “اللجنة” للكاتب المصري صنع الله ابراهيم في لقائهم الأول، كرواية شاهدة على النظم التي ثار العرب ضدها.

وتشكل “اللجنة” “المنشورة عام 1981 مادة دسمة للنقاش بالرغم من صغر حجمها نسبياً وتعد من أشهر روايات الكاتب صنع الله ابراهيم والتي يعرض فيها نقداً ساخراً لدول المنطقة العربية وما تنتهجه من سياسة انفتاح على السلع الأجنبية متخذاً من “الكوكاكولا” رمزاً ليدلل عن طريقة معاملة الدول لمواطنيها.

مع أنها كانت قد كتبت منذ أكثر من ثلاثين عاما إلا أن ديناميكية أسلوب السرد وسلاسة تتابع الأحداث والتفاصيل العديدة والرمزية والجدل الذي يتولد داخلنا و نحن نقرأ تلك الرواية تجعلها أخاذة وعصرية. فهي تشدك منذ اللحظة الأولى من العنوان (كما قال بعض النقاد عن عنوانها الذي هو مبتدأ بانتظار الخبر) تضعك في الحدث فلا تدرك المكان او الزمان. والراوي غير معني بإخبارنا عنهم بل تتوالى علينا المواقف فنكون مع بطل الرواية المثقف الذكي بانتظار دخوله على اللجنة ونشعر معه عند مواجهتها وتشدنا الرموز والنقاش.

يبدأ اللقاء الأول بين بطل الرواية “مجهول الاسم” و اللجنة التي نفترض أن مهمتها اختبار شخصيته واختبار معلوماته وثقافته فتطلب منه أن يستعرض افضل منجزات العصر. فيستعرض الانجاز الأكثر إلهاما بالنسبة له و هو “الكوكاكولا “. ومن ثم تكلفه اللجنة بالبحث عن ألمع شخصية عربية في ذلك الحين لاستكمال حكمها عليه.

خلال عملية البحث يكتشف البطل عدداً من الأسرار ويتوغل إلى الحد الذي يدفع اللجنة للتدخل من جديد في تصحيح المسار مما يزيد من تطور الاحداث بالرواية. وبين تارة وأخرى تظهر الكوكاكولا وعلاقتها بالشخصية الألمع الدكتور. و يتكشف تأثير الكوكاكولا بالأحداث حتى يصل ماء الحنفية لتظهر برمزية بالغة لمدى تاثر الدول العربية بسياسة الانفتاح الاقتصادي.

وتتأزم الأحداث لتصل إلى وقوف البطل امام اللجنة مرة أخرى بانتظار حكمها، الذي لا ندري هل تصدره هي أم يصدره هو.

و حتى بعد انتهائنا من قراءة الرواية، لا سبيل لنا لمعرفة من هي اللجنة على وجه التحديد، و على الرغم من الرمزية العالية في محتوى هذه القصة، يمكننا القول بأن اللجنة مثلت بلا شك سلطة حاكمة من الطراز الثقيل. فلربما هي هيئة مخابرات محلية كما حلل بعض النقاد، و لكنها أيضا تشبه الوزارات الحكومية، و لم يستبعد بعضنا أن تكون منظمة عالمية تحكم وتتحكم عن بعد وبشيء مضلل من السرية. اللجنه على رأي بعضنا أيقونه يومية؛ أصبح المواطن العربي يألفها في كل حديث يهدف لثنيه عن رأيه، تفكيره، منطقية حواره، لتأكيد ضعف موقفه بأن اللجنه “تمنع، لاتعتقد، لاتوافق، تريد، لا تريد”. تبرز تهميش المواطنين حتى أكثرهم كفاءة.

و الجدير بالذكر ان الرواية العربية ظهرت في عام 1912، وقد شبه مجموعة من الناقدين رواية “اللجنة” التي ألفها صنع الله إبراهيم ما بين إبريل 1979 و ديسمبر 1980 بالروايات الجديدة الإنجليزية والفرنسية المعروفة بأسلوب المونولوج الداخلي.

عن ويكيبيديا:

صنع الله إبراهيم، 1937، روائي مصرى يميل إلى الفكر اليسارى ومن الكتاب المثيرين للجدل وخصوصاً بعد رفضه استلام جائزة الرواية العربية عام 2003 والتي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة.
سُجن أكثر من خمس سنوات من 1959 إلى 1964 وذلك في سياق حملة شنّها جمال عبد الناصر ضدّ اليسار.
تتميز أعمال صنع الله إبراهيم الأدبية بصلتها الوثيقة التشابك مع سيرته من جهة، ومع تاريخ مصر السياسي من جهة أخرى. من أشهر روايات صنع الله إبراهيم رواية “اللجنة” التي نشرت عام 1981، وهي هجاء ساخر لسياسة الانفتاح التي أنتُهجت في عهد السادات. صوّر صنع الله إبراهيم أيضاً الحرب الأهلية اللبنانية في روايته “بيروت بيروت” الصادرة سنة 1984.
حصل صنع الله إبراهيم على جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية