التغيير والهوية

الأحد 06 آذار 2011

بقلم علاء طوالبة

لا اعرف من أين أبدأ. أنا شخص عبثي وكل مرة أفكر فيها بالكتابة أتوقف لشعوري بعبثية فكرة المشاركة خصوصا مع شعوري عادة بالانسلاخ عن أبناء جيلي بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، لكن الآن تغير الموقف.

أنا جد سعيد ومتحمس لما يحصل في الأردن حاليا من حركات تطالب بالإصلاح وخصوصا تحرك الشباب من أبناء جيلي. ومع أني لم أشارك بأية مظاهرة (لأني عبثي) إلا أني اشعر بالتغيير القادم عن طريق متابعتي للمدونات والمواقع الإخبارية على الشبكة.

يجب أن اعترف أنني لست ناشطا سياسيا ولست خبيرا بالسياسة أو الاقتصاد، وأنا لا اعتبر نفسي مثقف. أنا مجرد قارئ و أخيرا أنا أعاني من الكتابة باللغة العربية لتعودي على استخدام اللغة الانجليزية على الشبكة ولذلك أرجو أن تتحملوا أخطائي وهفواتي إذا أمكن.

الحراك الذي يطالب بالتغيير في الوطن العربي عموما والأردن خصوصا رائع ويثبت أننا ما زلنا أحياء واستطعنا أن نتخلص من عقد النقص التي توارثناها عن آباءنا نتيجة لأخطائهم و سوء قراءتهم للظروف العالمية حولهم. ونجحنا بإعادة الثقة إلى أنفسنا وبالإيمان  بقدرتنا على تغيير الواقع الذي نعيش فيه.

لكن أتساءل , إلى أين نحن متجهون؟ ما هي القاعدة الفكرية التي نبني عليها حراكنا هذا كشباب غير تابع لأي من الأحزاب التي أثبتت فشلها خلال السنوات السابقة؟ كشباب حر بلا أيديولوجية سياسية أو أفكار حزبية مسبقة، ماذا نريد وإلى أين نتجه؟

يعني ماذا نريد غير دستور 52 والمطالب الإصلاحية الأخرى؟ هل نحن مستعدين ثقافيا وأيديولوجيا لتحمل المسؤولية الناتجة عن الحرية التي نطالب بها؟ هل نملك المقومات لبناء مجتمع حر متحضر والحفاظ على هويتنا (مهما كانت) بنفس الوقت؟ و أصلا ما هي هويتنا في الوقت الحاضر؟

أريد أن اسأل كمواطن أردني أولا و عربي ثانيا ما معنى ذلك الآن؟ ما يعني أن أكون أردني وعربي هنا والآن؟

أنا أشعر بوجود قطع معرفي كبير، فانا لا استمتع بمعلقة امرؤ القيس لأني غير قادر على فهمها وبنفس الوقت  أشعر بتفاهة الفنانين العرب  الجدد على طراز أغاني الpop الأمريكية، ولا أستمتع برقص الهيب هوب ولا أغاني الراب العربية على سبيل المثال، مللت من المسلسلات التاريخية التي تمجد زمانا مضى، و بنفس الوقت المسلسلات “الحداثية” لا تظهر سوى حالة مجتمع مسلوخ يحاول تقليد الثقافة الغربية ببلاهة.

أنا لست ضد الثقافة الغربية أبدا، و احترمها بشدة حتى مع النواحي التي اعترض عليها. لكن المشكلة هي حالة ضياع الهوية والتقليد الأعمى للغرب الذي نراه الآن حولنا.

الغرب طور هويته وثقافته ليصل إلى الحالة الموجودة حاليا. أوروبا مرت بحروب مدمرة وفترات قاتمة في تاريخها لتصل إلى ما وصلت إليه الآن. هم لم يستوردوا الليبرالية والحرية والعلمانية وغيرها  بل طوروها على مدى قرون من الزمن.

وأين نحن؟ نحن متمزقون ما بين من يريد إعادتنا إلى 1400 سنة إلى الوراء وبناء نظام ديني شمولي لا يصلح للزمن الحالي وبين رجال الإعمال الذين باعوا الدنيا بحجج الليبرالية والتقدم والاقتصاد الحديث.
نحن كشباب ما موقفنا حيال هويتنا وفلسفتنا ووجودنا؟

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية