في سبيل المواطنة كناظم للحراك الجماهيري

الخميس 10 آذار 2011

بقلم ابراهيم الجمزاوي

إذا ما انطلقنا الآن من داخل الحراك الجماهيري بالشارع والأهداف والرؤيا المطروحة، نرى تبعثراً كبيراً سواء بالقوى السياسية أو بالحراك الجماهيري فيه ولا يمكن فصل ما يحدث عن الشعارات التي تطرحها القوى كافة.. وأين مراكز القوة في الشعارات ؟ وأين مراكز الضعف فيها ؟ وحول أي الشعارات تلتف الجماهير ؟ ومن أي الشعارات تنفر الجماهير؟

لعل محاربة الفساد والتعديل الجوهري في الدستور على أرضية دستور 1952 وإلغاء القوانين المؤقتة وتداول السلطات والمطالبة بالملكية الدستورية كان إجماعاً في بداية الحراك لمعظم القوى ، ولكن مع الإطاحة بحكومة سمير الرفاعي كل وقف أمام نفسه وأعاد حساباته الآنية ، لعل ابرز النقاط الواجب التقاطها أن الحراك الجماهيري معظمه اضطرابات مصلحيه تقوم على مراعاة المصالح الشخصية والجماعية للقوى التي تقوم بهذه الاضطرابات ، فتراجع مطالب العديد من القوى عن أهدافها الرئيسية التي رفعتها هو أكبر دليل على ذلك

* أين يكمن الخلل؟

الجماهير تتفاعل أكثر مع القوى التي تطرح شعاراً واضحاً ومبدئياً وتتدرج في سلم المطالب حسب قوتها وقدرتها ، والخلل يكمن في عدم وجود بنية شعاراتيه واضحة تسير نحو المطالب وفقر شديد نحو تعزيز المواطنة لدى الفرد. فمعظم الفعاليات التي تقوم بها القوى تخلوا من الناظم الحقيقي بين الفرد والدولة والتوجيه لذلك ، المواطنة في الحراك الجماهيري وخصوصاً في الحراك الشبابي تدعو إلى المبدئية في الأهداف و وحدة في التحركات الجماهيرية وإعطاء الدور الكبير للشباب كونهم بناة وطن قادم أجمل.

المواطنة في الحراك الجماهيري تعني توحيد الانتماءات الضيقة مقابل الالتفاف نحو الوطن الموحد للجميع ، وإذا التفاصيل السياسية الضيقة تشتت الجهود والقوى والأحزاب فإن المواطنة والنضال من أجلها وجعلها مطلباً يعبر عن قاسم مشترك عريض وصبغ التحركات الجماهيرية بها كفيلة بتوحيد القوى والرؤيا. وتوحدهم على حراك جماهيري فعال قابلة أهدافه للإنجاز يتغلغل بين الجماهير نحو محورين:

* تحقيق المطالب الشعبية بطرح المناسب في الوقت والمكان المناسب

* تبني المواطنة كواجهة حقيقية للعمل

نصل بذلك بشكل ايجابي إلى احتجاجات خالية من الاحتجاج والاضطرابات المصلحية ونعمل جميعاً من أجل هدف مبدئي جامع وحاضن للمطالب المشروعة مثل محاربة الفساد والتداول السلمي للسلطات وصياغة دستور وطني وعصري يحمي الوطن والمواطن قائم على أرضية دستور 1952 وصولا إلى الملكية الدستورية.

إن المواطنة كعنوان عريض للحراك الجماهيري تعني عدم وجود حواجز بين الحركات والقوى في تشكيل تيار عريض مفتوح للجميع ببرنامج القواسم المشتركة حزبيين كانوا أم غير ذلك ، لأن عدم تدارك الوضع الجماهيري سيكون مسبباً رئيسياً في فوضى جماهيري غير مدروسة منتجة لغياب واضح في الهوية الوطنية والسياسية منتجة أيضا لعدم ثقة نهائية من قبل الجماهير بالعمل الوطني مطلقاً.

جهد الجميع للجميع ، والتبعثر الحاصل هو حجر عثرة أمام التقدم الجماهيري الخالص نحو الأهداف.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية