الرفاق المناضلون، حلّو عنا

الخميس 21 تموز 2011

بقلم معين الشريف

لا أعتقد ان هناك كاتبا أو رساما أو حتى مخرجا قادر ان يوصف سريالية المشهد مساء السبت الماضي على الدوار الرابع. شباب يتظاهرون مطالبين بالاصلاح وأفراد الأجهزة الأمنيه تملأ المكان سواء بلباسها المدني أو العسكري، وبجانب الدوار شباب اخرين في مواجهة شباب الاصلاح ثم في وسط المشهد عدد من الرجال في خريف عمرهم يصطفون على الدوار وأياديهم متشابكة، أحدهم يمسك ميكروفونا ويقرأ بيانا اختتمه بعبارة نعلن انتهاء الاعتصام، فسألت احد الاصدقاء من هم اؤلئك الرجال فأجابني بأنهم تنسيقية احزاب المعارضة.

أشد ما أثار إعجابي انه مع بداية كلمة الرفيق المناضل بدأ شباب الحراك يرفعون صوتهم بالهتاف للتغطية على صوت الرفيق. في تلك اللحظه تأكدت أن وعي شبابنا في الاردن أكبر من ان يستطيع الرفاق المناضلون ان يركبوا موجته او يلتفوا عليه وكذلك عرفت لماذا كان يطلق بعض الكتاب الموالين وصف دكاكين على تلك الأحزاب فهي مثل جارنا أبو عادل رحمه الله، حيث كان يملك دكانا في الحاره لا تتجاوز مبيعاته اليوميه عشرة دنانير ولكنها ترتفع مع أي مناسبة في الحاره – زواج، ولادة، جاهة، عزاء – الى مائة دينار، فهو لم يكن يملك أي وصفه لزيادة مبيعاته إلا بالدعاء الى الله عز وجل ان يزيد المناسبات في الحارة.

ولست أبالغ بأن الصورة على الدوار الرابع كانت متجانسة بكافة مكوناتها وما شذ عن الصوره هم الرفاق المناضلون، وشعرت أن رجال الامن وحتى التيار الشبابي المضاد اقرب فكريا لشباب الاصلاح من اولئك الرفاق المناضلين. وما كان للمشهد النضالي أن يكتمل هذا الاسبوع الا مع تصريح الرفيق المناضل السابق ووزير الداخلية الحالي حول أن نية شباب الاصلاح كانت اسقاط النظام وبذلك تسجل لمعاليه الاسبقية في تداول هذه العباره الممجوجه في الإعلام الاردني والعالمي وبين عامة الناس.

مشكلة هؤلاء الرفاق المناضلين انهم يريدون فرض أجندتهم على البلد وابنائه شيبا وشبابا وهم مسكونين بماضي تاريخهم (النضالي) أيام كانوا يخططون لإسقاط الأنظمة في الغرف السوداء تحت الأرض ومن عواصم تبعد مئات الكيلومترات عن الحبيبة عمان، أما شبابنا فهو نقي طهور وصادق ويعمل بالعلن ولا يغطيه سوى السماء، نعرفهم بأسمائهم الأردنيه لا بأسماء حركية مزيفة، فتخيلوا معي لو أن حكومتنا تضم عشرة من الرفاق المناضلين لا رفيقا واحدا كما هي الحالة الآن، كيف ستكون حالة الحريات في بلدنا؟ إن لسان حال شباب الوطن يقول للرفاق المناضلين: حلّو عنا.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية