كرة السلة في السلة – 1

الخميس 10 أيار 2012

سلسلة في أجزاء تغطي أبرز أحداث الدوري الاردني لكرة السلة لموسم 2012، ولكن ليس قبل إلقاء نظرة خلفية سريعة 

بقلم مراسل حبر لشؤون الرياضات المحلية

 كرة السلة مؤخراً 

إذا كنت قد فقدت الاهتمام بلعبة كرة السلة منذ أربع سنوات على الأقل وليس لديك أدنى فكرة عما حصل أو يحصل على ملعب أو في مكاتب صالة الأمير حمزة، فتأكد أولاً: بأنك لست وحيداً، وثانياً: بأنه لم يفُتْك الكثير، فجماهير اللعبة هجرتها منذ زمن (لعدة أسباب يمكن البحث فيها لاحقاً) وحتى آخر المهتمين باللعبة لن يستطيعوا أن يتذكروا من حصل على لقب الدوري عام 2009 مثلاً، هذا إذا تذكروا إن كان الدوري قد أقيم ذلك العام أم لم يقم. حتى نَصِف وضع لعبة كرة السلة الاردنية خلال الأربع سنوات الماضية بدون تشاؤم يكفي أن نتذكر بأن اللعبة تم تركها أكثر من سنتين بدون اتحاد، وأن بطولات الفئات العمرية التي كانت تستقطب جمهوراً يحفظ أسماء الشباب فرداً فرداً لم تقم منذ سنوات وأن منتخب تحت 18 الذي تأهل لكأس العالم في أحد الأيام خسر الشهر الماضي من كل فرق غرب آسيا بما فيها اليمن، مرتين.

أما قصة دخول اللعبة في حالة الموت السريري فتبدأ من خطة “الوصول للعالمية” التي بدأها الاتحاد عام 2007 بهدف الوصول إلى اولمبياد بكين بأي طريقة، وذلك للفت النظر للعبة كرة السلة على المستوى المحلي واعادة الاهتمام الشعبي كخطوة أولى لفتح باب تطوير اللعبة. فشل المنتخب بالتأهل لأولمبياد بكين فأصبح الهدف الوصول لكأس العالم 2010. وللأمانة التاريخية فإن الاتحاد في ذلك الوقت وبالرغم من المصاريف الخيالية للمنتخب (من استقطاب لاعبين مغتربين، وتجنيس وراتب فلكي للجهاز الفني) لم يهمل جوانب أخرى لتطوير اللعبة، فعقد دورات تدريب وتحكيم، ورعى دوري للمدارس، وأعاد تأهيل صالات ومارس نشاطاته بشكل طبيعي ومتحمس وباجتهاد قد يحتمل الصواب والخطأ أحياناً.

لكن من البديهي أن تتسبب هذه المصاريف الكبيرة للمنتخب (وخاصةً بعد تمديد خطة “عالمية المنتخب”) بعجز ومديونية للاتحاد (التقرير المالي لعام 2008 الذي أقرته الهيئة العامة بدون أي نقاش كان يشير إلى عجز بحوالي مليون دينار، وديون متراكمة على الاتحاد حتى لموردي القرطاسية، وحتى رئيس الاتحاد نفسه كان مداين الاتحاد وبدو منه أربعين ألف دينار) ، فجاء قرار الاتحاد بتقليص (أو حتى تجميد) معظم نشاطاته وتخصيص معظم الميزانية والمبالغ الاضافية المرصودة من اللجنة الاولمبية للمنتخب كأولوية.

ثم جاءت الضربة القاضية وذلك عندما قررت اللجنة الاولمبية في صيف 2009 حل اتحاد كرة السلة بشكل مفاجئ وقبل بطولة اسيا المؤهلة لكأس العالم بأسابيع قليلة، بحجة وجود “مخالفات مالية وإدارية أدت إلى عجز مالي كبير”، وأعلن نائب رئيس اللجنة الاولمبية ساري حمدان أمام الهيئة العامة لاتحاد كرة السلة (الجهة المخولة بانتخاب ومراقبة الاتحاد) بأن اللجنة حوّلت ملف الاتحاد المقال إلى شركة ارنست اند يونج لتدقيق حسابات الاتحاد لأنه “إلي أخذ عشر قروش بدو يرجعها”. عقد رئيس الاتحاد المقال طارق الزعبي مؤتمراً صحفياً وزع خلاله ملفاً من الوثائق تضمن معظم المراسلات مع اللجنة الاولمبية، وردّ بالتفاصيل على لائحة المخالفات التي استندت إليها اللجنة، وأهمها في الجانب المالي، وكان طبعاً من السهل تبرير العجز المالي عندما يتقاضى مدرب المنتخب ماريو بالما 30,000 دولار شهرياً ومساعده 10,000 دولار شهرياً واللاعب المجنس راشيم رايت 10,000 دولار شهرياً وكل لاعب في المنتخب بين 2,000 و-6,000 دولار شهرياً. (بحسب مراسلات الاتحاد)، وربما باستثناء صرف رواتب شهرية لأمين سر الاتحاد و”المدير التنفيذي” للاتحاد بدون موافقة اللجنة، لم يكن هناك تجاوزات مالية  وعليه اختفى كل موضوع تدقيق الحسابات بدون ضجة.

تولت اللجنة الأولمبية ملف المنتخب الوطني لكرة السلة واستمرت بدعمه خلال بطولة آسيا 2009، والتي حقق فيها المنتخب المركز الثالث على حساب لبنان، وتأهل إلى كأس العالم 2010 ولعب مباريات ممتازة، ومن ثم حصل على المركز الثاني في بطولة آسيا وتأهل للعب ملحق على أمل التأهل لأولمبياد لندن 2012 وإن كانت فرصه بالتأهل ضئيلة (أمام فرق مثل اليونان و لتوانيا وبورتوريكو) . كل هذا حصل بهدوء، وبدون أن ينجح المنتخب في خلق ردة الفعل الشعبية التي “تعمل عمل الرافعة” (بحسب الزعبي بزمناته) للارتقاء باللعبة، ففشلت خطة “ما بعد العالمية” لأن انجازات المنتخب حصلتت فعلياً في فراغ.

———

الجزء الثاني: قائمة النخبة وتهديدات الانسحاب ولاعبو اللحظات الأخيرة

الجزء الثالث: المرحلة النهائية – الارثودكسي والتطبيقية في مباريات مثيرة لم يكتب لها أن تنتهي بلا خلافات

الجزء الرابع: مؤتمر صحفي يلخص أحداث الموسم، وماذا بعد؟

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية