"لقاءات وحكايات"

الأربعاء 06 حزيران 2012

قد لا تكون هذه المفاهيم حاضرة بقوة  في وعينا اليومي، و لكن تؤثر”الذكورة” و”الأنوثة”  بشكل يومي على حياة الشباب و الشابات الذين التقينا معهم خلال مشروع “لقاءات و حكايات”. فيروي هنا طلاب الجامعة الهاشمية معاناتهم في حجز أماكن على حافلات الجامعة بسبب تعدي الطالبات على  أدوارهم كونهم “إناث” و لهم أولوية الجلوس. و هنا تروي شابات قصصهم الشخصية حول تداخل مفاهيم الحجاب مع الأعراف، أما شباب مخيم حطين فواجهوا صعوبة بتصوير قصة عندما كانت صاحبة الكاميرا فتاه، فقرروا انتاج فيلم قصير يحاكي هذا الواقع.

كانت بداية مشروع “لقاءات و حكايات”  في مخيم حبر لرواية القصة في جبال عجلون حيث جمعنا  ثلاثين شاب و شابة من انحاء الأردن. انتقلنا من المخيم الى تنظيم مجموعة من اللقاءات التصويرية في المحافظات المختلفة. على الرغم من وجود خبرة ضئيلة جدا لدى المشاركين والمشاركات في صناعة الافلام، الا ان حماستهم لانتاج أفلام قصيرة بسيطة تعكس قصصهم الشخصية تخطت الصعوبات التقنية. جاءت هذه القصص الملهمة من عمان، السلط، الزرقاء، العقبة، إربد، عجلون ومخيم حطين.

موجات من ردود الفعل القوية لاقت أول فيديو اطلقته حبر، وهو من انتاج طالبات الجامعة الأردنية حول التحرش الجنسي.  تناقلته الكثير من صفحات الفيسبوك و شبكات تويتر الأردنية.  مما خلق حوار حامي الوطيس على هذه الشبكات،  بحيث حياهم البعض لجرأتهم في تناول الموضوع  ولامهم البعض لاستخدام عبارات تخدش الحياء العام و ارتداء اللبس الفاضح. وعلى الرغم من تنوع الردود و قسوتها احيانا في لوم الفتيات، الا انها تعكس قدرة الفيلم على لمس نقاط حساسة في اللاوعي الشعبي حول موضوع التحرش.

نتمنى ان تشاركونا من خلال نتاجات مشروع  “لقاءات و حكايات” المنشورة،  في دفع هذا الحوار الى مستويات اعمق لفهم عادات مجتمعية معينة تشكل تحديا للجميع، سواءا كانوا من الذكور أو الاناث .

 

ملاحظة:  نتيجة لجرأتهن في عرض التعليقات اللفظية الخادشة للحياء ودائمة التردد في حرم الجامعة، انتشر فيلم “هذه خصوصيتي” بسرعة البرق في الأوساط والمجموعات الاردنية على شبكة الانترنت، وتمت تغطيته في بعض الصحف والمواقع الالكترونية. كانت ردود الفعل تتراوح ما بين دعم الطالبات لجرأتهن، أو مهاجمتهن لاستخدامهن العبارات ذاتها اللواتي يتعرضن لها. أثار الفيلم أيضاً تعليقات تجاوزت نقد الفيلم ذاته، الى تعليقات طالت أعراض الطالبات.

الطريقة المشينة التي تم فيها استهلاك و تحوير الفيلم، ولدت ردود فعل متوقعة من الطالبات، طالبين نتحريره و الحفاظ على هويتهم . على الرغم من انتشاره وتضاؤل احتمالية إخفاء هوية الطالبات، إلا أن حبر قررت ضبط اعدادات الفيديو من “عام” الى “خاص” على موقع يوتيوب حتى يتم تحريره لتفادي أي احتمال للإساءة للطالبات أو تعريضهن للمشاكل أو الخطر.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية