أيها الحراكيون، لا تخسروا معركتكم القانونية

الإثنين 01 تشرين الأول 2012

بقلم معين الشريف

يكثر الحديث في أروقة نشطاء الحراك الاصلاحي والمتعاطفين معهم عن الاضطهاد الذي يتعرضون له والزج بهم في السجون لأتفه الاسباب مقابل الجاه والعز والدلال لمتهمين بقضايا فساد أو أشخاص تحوم حولهم الشبهات. ولتشخيص هذا الواقع والخروج من حلقة التأسي فأنه وجب على هؤلاء الشباب ان يبادروا بالسؤال التالي: لماذا هذا الواقع؟ وحقيقةً فالإجابة على هذا السؤال ستساهم بشكل كبير في حل هذه الإشكالية، بل و ستعمل على توجيه بوصلة هؤلاء الشباب بطريقة أكثر وضوحاً و ذكاء وأقرب ما تكون للواقعية.

ميزة هؤلاء النشطاء أنهم أنقياء و يؤمنون بما يطرحون وأنا أجزم بأن لا مصالح شخصية لغالبيتهم سوى تحسين المستوى المعيشي للناس والبحث عن العدالة ورفع مستوى الحريات في البلد، ومن هذا الواقع فهم يغلبون في مختلف نشاطاتهم الجانب الأخلاقي والعاطفي على الجانب القانوني. لكن على هؤلاء الشباب أن يعوا وبشكل لا لبس فيه أنهم قد ربحوا معركتهم الأخلاقية ومنذ فترة طويلة، أمام خصم ظل يتبجح بالسماحة والأخلاق حتى خرج عن طوره وكشف زيف ادعائه. وأكبر دليل على الانتصار الأخلاقي لهم هو التغير الكبير والواضح في المزاج العام لدى غالبية الناس، هذه الأغلبية التي بدأت تتحدث وبدون تحفظ عن الخلل في الحياة السياسية ومشاكل الفساد في البلد، ولربما بسقوف أعلى من تلك المطروحة في بعض المسيرات، والتي سجن على إثرها أولئك النشطاء.

 ولنكن أكثر واقعية، فالجانب الاخلاقي وحده في هذه المعركة لا يغني ولا يسمن من جوع. لذلك وجب على النشطاء بأن يكونوا على دراية كاملة بأن أمامهم معركة قانونية يتحتم عليهم خوضها بجانب المعركه الاخلاقية، وسيكون القانون (في ظل التراجع الاخلاقي عند الطرف المقابل) هو الحبل الذي يراد له أن يلتف على رقبة الاصلاحيين، و من هذا الباب يجب عليهم ألا يعطوا قوى “الشد العكسي” الفرصة للإلتفاف عليهم وضربهم في مقتل من خلال اشكالية رفع سقف الشعارات. وأنا هنا لن أطرح رأي الخاص بتلك الشعارات، ليس جبناً، و لكن من إيماني بالمعركه القانونية التي يجب ان تلازم المعركة الاخلاقية في كل خطوة يقوم بها صاحب مبدأ. انا أؤمن أن هؤلاء الشباب لا يستحقون قضاء ساعة واحدة في السجن بل وأعتقد بأنه يجب ان يتم تكريمهم في وجدان كل اردني لتضحيتهم بالوقت والجهد و المال وعلى حساب سعادة أسرهم من أجل وطن يؤمنون به.

فهي نصيحة من شخص يعتبر نفسه قريباً  وحتى جزءاً منكم، بأن توازوا مساراً قانونياً وعقلانياً لمساركم الاخلاقي الذي كسبتموه. فحربكم الاصلاحية لن تربحوها كاملة الا إذا فوتم على خصومكم فرصة الانقضاض عليكم من خلال فجوات قانونية. فالفاسدون وإن خسروا أخلاقياً فهم بلا شك قد غطوا أغلب الفجوات القانونية التي تدينهم في فسادهم. وفي بعض الاحيان تكون بحاجة لممارسة استراتيجية خصمك لتنتصر عليه.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية