عشرة سطور الحصيلة الإعلامية لموت سبعة أطفال حرقاً

الإثنين 21 كانون الثاني 2013

خبران في عشرة سطور حصيلة تغطية الإعلام لموت سبعة أطفال حرقاً لأسباب متضاربة بتعدد مصادرها، ووعود بالتحقيق في السبب الحقيقي من وراء حريق شب في أحد كرفانات اللاجئين السوريين في حديقة عامة بالرمثا.

المواقع الالكترونية والصحف اليومية تداولت يوم الأربعاء خبرا موجزا، نقلاً عن وكالة الأنباء الرسمية “بترا”، مفاده تصريحات الناطق الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني عن “سيطرة فرقهم على الحريق ومنع انتشاره إلى “الكرفانات” المجاورة… وتقديم الإسعافات الأولية اللازمة ونقل المصابين… وإخلاء الوفيات إلى مستشفى الرمثا الحكومي… وأن الحريق ناتج عن وقوع مدفأة كاز”.

وفي اليوم التالي (الخميس) تداولت نفس المواقع الإخبارية والصحف اليومية الرئيسية (الرأي، الغد، الدستور والعرب اليوم) خبرا موجزا عن “تشييع جثامين الضحايا السوريين بحريق الرمثا”. وأرفقت الغد مع خبرها أربع صور لأكفان الموتى محمولة على أكتاف المشيعين.

باستثناء موقعي “جو24” و”الجزيرة نت”، وما نقله موقع “البوصلة” عن الأخيرة، اكتفت وسائل الإعلام الأخرى بالتصريحات الرقمية للدفاع المدني، وتحت عناوين مسيسة تصف الضحايا بـ”اللاجئين السوريين”، وليس بالأطفال، كما هو العرف الإعلامي في إظهار خصوصية الضحايا من الأطفال.

ولم يغب على بعض المواقع الالكترونية التنافس على نشر كل ما حصلت عليه، ومن أي مصدر كان، من صور ومقاطع فيديوية يمكن أن تجتذب آلاف الفضوليين وهواة مشاهدة الجثث، من دون أن تقدم قيمة إخبارية أو إنسانية، متغاضين عن كرامة الموتى ومشاعر أحبائهم الأحياء وذائقة الجمهور وما قد تسببه هذه الصور من اعتياد وفقدان للاحساس ببشاعة القتل.

أرفق موقع البوصلة مع الخبر مقطعا فيديويا، مصدره موقع “اليوتيوب”، يظهر رأس أحد الأطفال متفحما. في حين خفف موقع عمان نت من تأثير نفس المقطع الفيديوي واحترم حق المشاهد بالاختيار بأن نشر أعلى الفيديو وبخط واضح “تحذير: الفيديو يحتوي على مشاهد صادمة”.

ومع خبر لم يتجاوز عشرة سطور عن تصريحات الدفاع المدني، نشر موقع سرايا ثماني صور لمخلفات الحريق ومقتنيات العائلة المنكوبة. ونشر موقع خبرني خبراً من ستة سطور تحت عنوان “شاهدوا صور تشييع الضحايا السوريين بحريق الرمثا”، مرفقة مع 12 صورة لأكفان الموتى بالجملة وبلا أسماء، إحداها صورة قاسية يظهر فيها كفن صغير لطفل بعد وضعه في حفرة قبر.

تميز موقع جو24 بتغطية ميدانية لمراسلهم في الرمثا، تضمن إلى جانب التصريحات الرسمية عن الحادثة، روايات واحتجاجات وسخط جيران وأصدقاء العائلة المنكوبة في مخيم اللاجئين السوريين، نقلها الصحفي في تقرير إخباري موسع وفي تقرير فيديوي حصري من مقابلات أجريت مع شهود عيان في ليلة الحادثة.

سبعة أخوة: رﻣﺎس (ﺳﻨﺔ وﻧﺼف)، ﺗﺴﻨﯿﻢ (6 ﺳﻨﻮات)، ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ (7 ﺳﻨﻮات)، رؤى (9 ﺳﻨﻮات)، وﺳﺎم وﻋﻼ (11 ﺳﻨﺔ)، ورهام (18 ﺳﻨﺔ)، فارقوا الحياة في ميتة قاسية لم تبق منهم سوى جثث متفحمة. حادثة لو حصلت في دولة تقدر حياة الإنسان لشغلت الإعلام لأسابيع وحركت الرأي العام احتجاجا أو سعيا لمعرفة كيف يمكن لحادثة كهذه أن تحصل في القرن الواحد والعشرين.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية