“زواريب، صنارة، كواليس، عين”: أخبار يعجز الصحفيون عن متابعتها

الخميس 21 تشرين الثاني 2013

الظاهرة بدأت كأقسام تخصصها الصحف اليومية لنشر أخبار مهمة لكن صعوبة الحصول على المعلومات لم تمكن الصحف من التحقق من صحتها. لكن مدخلي هذه الأقسام إلى الصحف الأردنية والقائمين عليها تغيروا وتغيرت معهم وظائفها وسياساتها.

في “عين الرأي” ليوم واحد أربع “مواد” تهاجم وتشوه صورة الإخوان المسلمين. فقرات لا يتجاوز كل منها سطرين لا يمكن وصفها بالخبر، التعليق، الرأي، التحليل. تتكون دائما وأبدا من فاعل (الاخوان المسلمين) وفعل (مشين) ومصدر مجهول من داخل الحركة (للدلالة على أنها هشة ومخترقة، تنخرها الخلافات الداخلية).

وقد تحتوي “الفقرات” مجهولة الكاتب أو المحرر، على تعبيرات لا يمكن تفسيرها إخباريا، مثل “كولسات” في سياق عن أن “عين الرأي علمت أن هناك كولسات لقيادات في جماعة الإخوان المسلمين ترغب في حدوث فوضى وإسالة الدماء في الشارع الأردني على غرار ما حدث في مصر”.

مثال واحد ليوم واحد مما يداهمنا بمجرد فتح الصفحة الرئيسية للموقع الالكتروني لصحيفة الأردن الأوسع انتشارا والتي يمتلك أكثر من نصف أسهمها مؤسسة الضمان الاجتماعي التي تدير مدخرات أكثر من مليون عامل أردني.

وفي صحيفة الأردن اليومية الثانية “الغد” أخبارا يعجز الصحفيون عن متابعتها فنجدها مخفية في “زواريب الغد”.

نقرأ خبرا عن “15 أسرة هدمت منازلها في السيول والأطفال والمرضى ينامون في الشارع”، نشرته صحيفة الغد في خمسة سطور في قسم “زواريب”. لماذا؟

فعلى سبيل المثال لا الحصر، نقرأ خبرا عن “15 أسرة هدمت منازلها في السيول والأطفال والمرضى ينامون في الشارع”، نشرته صحيفة الغد في خمسة سطور في قسم “زواريب“. لماذا؟

هل لأن الخبر غير مؤكد؟ لكن ألا يستحق الحدث من الصحيفة عناء الذهاب إلى منطقة النزهة في عمان (تبعد نصف ساعة عن مقر الصحيفة) والتأكد من صحته بعد أن بادر الضحايا واتصلوا بالصحيفة؟ وكيف يمكن أن لا يكون الخبر مؤكدا وفيه أن أمانة عمان و”جهات بيئية” (وما أدراك ما الجهات البيئية) “تحاول جهدها تنظيف القنوات من الطين والأوساخ”؟

الجواب واحد من اثنين: إما أن الصحفيين كسالى ومتثاقلين من مغادرة مكاتبهم والذهاب لتغطية قضية 15 أسرة مشردة، أو أن هذه الأسر ليست من أولويات الصحيفة.

وعلى أي أساس تنشر صحيفة الدستور في قسم “الصنارة” خبرا مهما ومدعما بالأرقام عن “تعطل 90 بالمائة من آليات النظافة التي تخدم 11 منطقة تابعة لبلدية الكرك الكبرى” تسببت في تراكم كميات كبيرة من النفايات وانتشار الحشرات والكلاب الضالة والروائح الكريهة”؟

ماذا يمكن أن يحدث أكثر من ذلك ليتحرك مندوب الصحيفة في الكرك لإعداد تقرير إخباري متكامل، أو ما الحدث الجلل الذي سيدفع إدارة تحرير الصحيفة إلى تكليف مندوبها بمتابعته؟

ولم تكن “كواليس العرب اليوم” بأفضل حال قبل أن تعود الصحيفة الكترونيا بلا “كواليس”. فالصحيفة كانت تصنف في كواليسها أخبارا “سرية” وبالأرقام عن “ارتفاع نسبة القضاة المتخصصين إلى 50%”، “انخفاض الطاقة الإنتاجية للحصاد المائي من 2 إلى 1.4 مليون متر مكعب”، و”ارتفاع نسبة الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من نقص الوزن من 2.6% إلى 3%”.

أخبار وأرقام لا تحظى بمتابعة الصحف اليومية ومئات الصحفيين العاملين فيها. إذن، ما الذي يستحق اهتمام الإعلام؟

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية