رصد: مواقع بالمئات وعثرات بالجملة

الأحد 08 كانون الأول 2013

تصيد عثرات المواقع الإخبارية قد يصبح هواية وتسلية يومية. وكل عثرة أو سقطة مهنية لموقع ما ليست سوى نموذجا لظواهر وممارسات يومية للعديد منها. وتحرص المواقع على التمايز في سقطاتها، فمنها المتخصص في تحويل أخبار الجرائم ومآسي الناس إلى إثارة وطرفة، وأخرى تأخذ على عاتقها الإساءة لكل أجنبي أو مختلف عن السائد، ومنها ما يقدم خدمات الدعاية أو استهداف الأشخاص.

تنميط

كلفة العاملة الفلبينية 2500 دينار” عنوان تكرر في العديد من المواقع الإخبارية. فيه إساءة للعاملات المنزليات وكأنهن سلعة تشترى بـ2500 دينار. العنصرية في العنوان تتضح أكثر في انتقائية المحرر الذي أسقط الكثير من تفاصيل إعلان وزارة العمل وأبقى الجزء المتعلق بكلفة استقدامها.

ويستمر موقع سرايا في صناعة أخبار من صور النجمات. وهن دائما نساء، فحتى النجوم تعرض صور زوجاتهم “الجميلات”. لماذا لا يتم عرض صور أجمل النجوم الذكور؟ الجواب: لأن محرري المواقع ذكور ويعرضون الجمال من وجهة نظرهم وليس من وجهة نظر جمهورهم الذي يفترض أن تشكل النساء نصفهم.

دعاية

نشر موقع خبرني حادثة تهجم لفظي من نائب على رجلي شرطة. ونقل رواية طرف واحد، رجلي الشرطة، من دون عرض وجهة نظر النائب أو رده على الاتهام. ولم يتضمن الخبر اسم النائب أو اسم لأي مصدر آخر لإضفاء مصداقية على الخبر. وزادت الصياغة من الدعاية واختلال توازن الخبر المبني على رواية طرف واحد، بإضافة تفاصيل عن أن “رجلي الشرطة لم يبادرا بالرد على شتائم وتهديدات النائب، بل فضلا السير بالإجراء القانوني”. قد يكون الخبر صحيحا لكن أسلوب عرضه ساهم في ظاهرة تجميل صورة الأمن العام وتشويه صورة مجلس النواب في الإعلام.

الجريمة البشعة في الزرقاء استحقت التغطية والمتابعة، لكن المواقع الإخبارية صبت اهتمامها على “إنجازات” الأمن العام الذي “يطوق منزل قاتل طالبة آل البيت في المفرق“، و”بأقل من 6 ساعات يلقي القبض على قاتل طالبة جامعية“. مللنا من مسلسل الأخبار التفصيلية عن بطولة الأمن العام في القبض على المجرم والتفاصيل الدعائية المملة. ما يهمنا هو نقل مأساة الفتاة الضحية وعائلتها وأسباب الجريمة إذا كانت مرتبطة بظاهرة اجتماعية عامة.

تجميل

الاردن ليس من بينها.. 6 دول عربية الأكثر فسادا بالعالم“، عنوان لطيف جهد المحرر في اختياره بعد بحث مضني عن نقطة ضوء في الخبر، فوجد أن الأردن ليست من بين الدول الست الأوائل في انتشار الفساد من أصل 177 دولة شاركت في الدراسة. وأغفل المحرر ذكر مرتبة الأردن 66 على مؤشر الفساد، ولم يذكر أن الأردن تراجع وفقا للدراسة، أي أن الفساد في ازدياد ولا مبرر لتفاؤل العنوان، ولا جدوى من التعتيم الإعلام لأن الخبر كاملا متوفر في كثير من المواقع الأخرى.

فبركة

وتتوالى حكايا مراسل عمون في الكرك، التي ينشرها الموقع على أنها تقارير إخبارية. “الكرك: لمن يهمه الأمر” مادة لم يرد فيها أي اسم في حين أنها مبنية على آراء منقولة عن “ناشطين اجتماعيين وناشطين تربويين” و”متخصصين في التعامل مع فئة ذوي الاعاقات العقلية والسمعية والنطقية” و”معلمين ومعلمات في مدارس حكومية” و”مديري مدارس معنية”، إلا أنهم جميعا متخفون في النص بلا أسماء. قد تكون المشكلة الواردة في المادة صحيحة لكن الصحفي لم يبذل عناء الحديث مع أشخاص حقيقيين لمتابعتها، ومن الواضح أن المحرر متساهل وينشر كل ما يصله كما هو، بأمانة. ولا داعي للتعليق على العنوان الذي لا يمت بصلة لهذه المادة ولا لأي مادة أخرى.

شخصنة

بالصور .. زيف تحضيرات بلتاجي تعرض مواطنين للخطر والعناية الالهية تحميهم اثر انهيار جدار“، مادة لا شيء فيها يدلل على أنها مادة صحفية، سوى أنها موقعة باسم موقع “سرايا” واسم كاتب المادة “سميح العجارمة”. ما عدا ذلك ليس فيها سوى عبارات هجاء تحمل الكثير من الضغينة والتحامل الشخصي على أمين عمان. فالكاتب استخدم أوصاف غير مهنية، ابتداء بالعنوان الذي أصدر حكما بـ”زيف” تحضيرات أمين عمان للشتاء، ثم وصفه بـ”المواطن” للدلالة على أنه شخص عادي لا يمتلك مؤهلات “قيادة” أمانة عمان. وشبه الأمانة في عهده بالمثل ‘نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً’ وأن “انجازاته ظاهرة صوتية فقط وانجازات إعلامية لا غير”. ويستمر الكاتب بالهجوم الشخصي على الأمين خلال روايته لقصة “انهيار سور عمارة بسبب فشل تنفيذ شبكة تصريف الأمطار”.

كل هذا في مقدمة المادة قبل أن يدخل في الموضوع. وعندما يبدأ الكاتب سرد الحادثة ينتقل إلى انتقاد الأمانة كمؤسسة وتعامل موظفيها مع المشكلة، ويختفى ذكر البلتاجي خلال هذه التفاصيل. فتظهر المقدمة مقحمة في الخبر.

القضية مهمة وقد يكون الكاتب محقا في تحميل الأمانة المسؤلية. لكن من غير المقبول تقديم المادة التي تعبر عن الموقف الشخصي للكاتب على أنها تقرير إخباري. ومن غير المقبول عرض القضية على أنها مشكلة شخصية متعلقة بشخص الأمين عقل بلتاجي.

نص غير مهني غطى على تميز موقع سرايا بأخبار المواطنين وشؤونهم اليومية والتوثيق بالصور والفيديو.

—-

“غربال” مجموعة مفتوحة لهواة الإعلام الراغبين في التأثير على صناعة الإعلام. من داخل وخارج غرف الأخبار.

نرصد ونقيم موضوعية، دقة، مهارة، وأهمية الأخبار، التقارير، المقالات، البرامج، الأغنيات والدعايات، فيما يصلنا من الصحف الالكترونية والورقية، ومحطات الإذاعة والتلفزيون.

كل ما تحتاجونه للانضمام هو اهتمام بالإعلام، وكمبيوتر وإنترنت، لإيصال صوتكم وممارسة حقكم في مراقبة الإعلام ومسؤولياته تجاهنا. أرسلوا مدونة، فيديو، تعليق، إيميل، أو شاركوا في النقاش على صفحة غربال على شبكات التواصل الاجتماعي.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية