مجلس النواب السابع عشر: عامان من الكوميديا السوداء

الأحد 01 شباط 2015
jordan-parliament-fails

في مثل هذا الأسبوع من 2013 أفرزت الانتخابات النيابية مجلس نواب أردني جديد. وخلال نصف عمره الدستوري، جاء مجلس النواب السابع عشر حتى الآن بـ48 قانونًا أقرت ونشرت في الجريدة الرسمية، إضافة إلى عشرات القوانين الأخرى التي ما تزال تمر بمراحل التشريع المختلفة، من دراستها داخل لجان المجلس الدائمة، إلى انتظارها مصادقة الملك.

لكن المجلس الـ17 بالتأكيد لم يأتِ بالتشريعات فحسب، فالحوادث العجيبة لم تنقطع منذ اليوم الأول. أحذية وأحزمة وزجاجات ماء طائرة في الشجارات، كعكات أعياد ميلاد، تصريحات ذكورية، والكثير من المراسيل، كلها كانت حاضرة تحت قبة بيت التشريع وملتقى ممثلي الشعب.

حبر جمع لكم القليل من «نهفات» المجلس التي أثارت على مدى عامين الكثير من الاستهجان والإحباط، والضحك كذلك.

السعود يصادر المايكروفون

تنطعًا للدفاع عن ملكية الشعب للتلفزيون الذي يمولونه بضرائبهم، قرر النائب يحيى السعود فكّ مايكروفون التلفزيون الأردني من على منصة مجلس النواب والعودة به إلى مقعده، منعًا لرئيس الوزراء عبد الله النسور من الحديث، وبث كلمته على الهواء.

رصيد الفيديو: الوكيل الإخباري

تورتة الملك

احتفالًا بعيد ميلاد الملك الثاني والخمسين، قرر النائب أمجد المسلماني مشاركة الفرحة مع زملائه وعموم الشعب الأردني تحت القبة بالتحديد، ليحضر معه كعكة وبلالين وشموع لم يجد الولاعة ليشعلها. احتفال المجلس الذي وصفه المسلماني بـ«بيت الملك وكل الأردنيين» تخلله دقائق من النقاش حول وضع الكعكة على الأرض أم على طاولة، ثم محاولة العثور على طاولة، ثم محاولة تحديد الاتجاه الأنسب لصورة الملك على الكعك، قبل أن ينتهي الاحتفال على عجل مع اعتراض بعض بعض النواب عليه لمخالفته «الأعراف البرلمانية».

رصيد الفيديو: تلفزيون رؤيا

ثلاثي الدميسي-السعود-الشريف

خلال مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2013، اندفع «الحمل الوديع» النائب يحيى السعود معترضًا على مداخلات الحكومة، ليقاطع النسور وعدد من زملائه النواب، ما أثار غضب النائب قصي الدميسي لتنشب بينهما مشادة. خلع الدميسي حذاءه محاولًا قذف السعود به، قبل أن يحول النواب بينهم، رد السعود بخلع حزام بنطاله قبل أن يمنعه النواب مرة أخرى، ليدخل على الخط النائب طلال الشريف ويحول الشتائم إلى صفعات وجهها للدميسي معيدًا تأجيج المشاجرة، ليرفع رئيس المجلس حينها سعد هايل السرور الجلسة لبضع دقائق.

رصيد الفيديو: عمّان نت

إطلاق نار داخل المجلس

في الحلقة الثانية من الشجار السابق، حضر النائب طلال الشريف إلى الجلسة الأولى بعد الشجار الثلاثي برفقة سلاح أوتوماتيكي في محاولة لحسم النزال بينه وبين النائب قصي الدميسي، ليطلق عليه النار ويخطئه، ويوقف على إثر ذلك لـ 14 يوماً على ذمة التحقيق بتهم الشروع بالقتل وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص ومقاومة رجال الأمن العام.

رصيد الفيديو: عمّان نت

رسائل تهديد

من بين الرسائل الكثيرة التي تمرر بين أروقة المجلس، التقطت العدسات رسالة من أحد النواب تضمنت تهديدًا موجهًا إلى وزير التعليم العالي أمين محمود، لمطالبته بالتراجع عن قرار عدم الاعتراف بجامعة بيروت العربية، تحت طائلة «فضح التعليم بالأردن كله».

رصيد الصورة: أمجد الطويل، الغد

«اقعدي يا هند»

بالطبع، لا يمكن تعداد حوادث مجلس النواب العجيبة دون ذكر أحد أبرزها وأحدثها: موقعة الكوتا، بطولة هند الفايز ويحيى السعود.. مرة أخرى. الفايز التي كانت ترد بانفعال على تعليقات النائب عبد المجيد الأقطش المنتقدة للقوميين لم تكبح جماح نفسها لتقاطع حديث السعود مرارًا رغم دعواته المتكررة لها بأن «تقعد». هنا أخرج السعود المارد الذكوري داخله ليصيح بها «الله ينتقم منه اللي جاب الكوتا على المجلس». هذا الدعاء تطور إلى دعوة لنساء المجلس ليعدن لبيوتهن و«يقطعن ملوخية ويتمكيجن لجيزانهن»، وهو ما يبدو أنه أمتع نواب المجلس الذين أمعنوا في الضحك، قبل أن تغادر جميع النائبات المجلس احتجاجًا على ما جرى.

السعود لم يستجب لطلب رئيس المجلس بالاعتذار عن تعليقاته، ولم يعتذر حتى بعد تطور تداعيات الموضوع إلى ما يشبه اعتراضًا شعبيًا عليها.

رصيد الفيديو: جوردان دايز

كاندي كرَش

قد نتفهم أن يداهم الملل أحد نواب المجلس خلال إحدى المناقشات، لكن الحل لذلك بالتأكيد ليس قتل الوقت بلعب «كاندي كرَش» على الهاتف المحمول، خاصة خلال جلسة مناقشة منح الرواتب التقاعدية للنواب مدى الحياة، لكن النائب علي بني عطا لم يجد في ذلك غضاضة على ما يبدو.

رصيد الفيديو: أردني دوت كوم

العمل الشرَطي يخالف طبيعة المرأة

أحد أفقع التصريحات في عمر المجلس الحالي كان ما قاله النائب عبد الهادي المحارمة، حين طالب الحكومة بمنع الشرطة النسائية من العمل في تنظيم السير لما للنساء من «خصوصية جسمانية»، وحفاظًا «كرامة النشميات الأردنيات من الوقوف الطويل في كل الظروف الجوية في شوارع عمان»، معتبرًا أن «الشرع يأبى أن تتشبه النساء بالرجال» كما أن النفس «تأبى أن ترى نشمية أردنية تركب دراجة نارية أو تقوم بإشارات بيديها وجسدها تخالف طبيعة المرأة».

السردية تهرّب عمها وتدهس شرطيًا

دفعت النائب ميسر السردية امتيازات النائب إلى أقصاها حين راجعت مركزًا أمنيًا في بلدة صبحا بلواء البادية الشمالية الشرقية بعد توقيف عمها فيه على خلفية مشاجرة، لتتمكن من مغافلة رجال الأمن وتهريب عمّها من المركز، ودهس أحدهم خلال خروجها السريع بسيارتها من بوابة المركز برفقة عمّها.

بعد الحادثة، عممت الشرطة على السردية بصفتها «مطلوبة» للأمن العام، التي تغيبت عن جلسات المجلس في الأيام اللاحقة ، قبل أن تعود إليه بعد حوالي أسبوعين معلنة بثقة «براءتها» من الحادثة.

رصيد الفيديو: وكالة عمون الإخبارية

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية