في ذكرى وفاته الثالثة عشرة: موسيقى مؤنس الرزاز المفضلة

الخميس 12 شباط 2015
mones-razzaz

ما أزال أتذكر يومي الأول في صحفية «الرأي». كنت ما أزال خريجة جديدة من جامعة اليرموك، وحين دخلت إلى القسم الثقافي، قال لي موسى برهومة، رئيس القسم آنذاك، «يمكنك الجلوس على هذا المكتب.. إنه لكِ منذ اليوم». أحد زملائي، موفق ملكاوي، والذي كان يجلس إلى المكتب المجاور لمكتبي حاول كسر جمود اليوم الأول من العمل قائلًا «تذكري بأنكِ محظوظة للغاية، لإن هذا المكتب الذي تجلسين عليه هو مكتب مؤنس، ولكن لن تتمكني من فتح جراره الأول حتى يخرج من المستشفى ويعطيكِ المفتاح».

توفي مؤنس بعد فترة قصيرة، دون أن أتعرف عليه بشكل شخصي، ودون أن أحصل على المفتاح، ودون أن يعرف أنني احتللتُ مكتبه دون إذنٍ منه. ومنذ ذلك اليوم استلمت في صحيفة «الرأي» الكتابة عن ملف الموسيقى التي كان يحبها مؤنس ويكتب عنها بين فينة وأخرى.

صادف هذا الأسبوع، في الثامن من شباط الجاري بالتحديد، الذكرى الثالثة عشر لوفاة الروائي الأردني مؤنس الرزاز(1951 – 2002). في هذه القائمة الموسيقية عدد من الأغاني التي كان يحبها مؤنس الرزاز، حسبما روى شقيقه د. عمر الرزاز وابنته نور الرزاز.

وفي حديثنا مع ابنته قالت «أنا سعيدة أن هناك من لا يزال يتذكر ويحيي ذكرى والدي، وسعيدة بهذه الفكرة لإن والدي كان يحب الموسيقى كثيرًا، ودرس البيانو وهو ما يزال صغيرا، وما يزال البيانو الذي كان يعزف عليه وهو صغير موجود في بيتنا». تتذكر نور والدها بأنه كان يحب أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم والسيدة فيروز، وأنه في آخر أيامه ظل يردد أغنية «كيفك إنتَ» للسيدة فيروز.

أما شقيقه د. عمر الرزاز فأشار إلى أن مكتبة مؤنس الموسيقية كانت متنوعة وتمثل عدة مراحل من حياته وأسفاره، وأنه كان يحب الموسيقى الكلاسيكية التي درسها وهو صغير، كما أنه كان يحب الموسيقى الغربية والشرقية. ويقول د. الرزاز «كان مؤنس يحب الموسيقى بشكل كبير، وكان يربطها بشكل ساخر بواقعنا في العالم العربي، وكان دائما يحب الأغاني التي تحمل معانٍ عميقة ورسائل حقيقة».

من مكتبة مؤنس الرزاز الموسيقية اخترنا لكم لعطلة نهاية الأسبوع هذه القائمة الموسيقية:

فيروز، يا قلبي لا تتعب قلبك

كان مؤنس يردد هذه الأغنية، ويقول بنوع من السخرية «نحنا العرب كنا نايمين من ألف سنة مين إجا صحانا»، كان يربطها بحال العالم العربي الذي لا يتحرك وفق المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ذلك الوقت.

أغانٍ أخرى كيفك إنت

Melanie Safka, Look what they did to my song

كانت هذه الأغنية تذكره بحركات التحرر بالعالم العربي والفجيعة بهذه الحركات التي لم تكن قادرة آنذاك على التقدم إلى الأمام أو تحقيق أي انتصار.

ليونارد كوهين، Famous Blue Raincoat

كان مؤنس يستمع لهذه الأغنية حين يشعر بالوحدة أو الكآبة، وهي أغنية ذات أجواء رمادية وحزينة.

أغانٍ أخرى: سوزان

زياد الرحباني، أنا مش كافر

شخصية «كتير الغلبة» كانت ترافقه في مقالاته ويكتب عنها، وهي شخصية ساخرة متسكعة ورافضة، وهذه الشخصية لطالما كانت تذكره بالفنان زياد الرحباني وأغانيه.

الشيخ إمام، يا مصر قومي وشدي الحيل

كان مؤنس يشعر أن مصر ثقل ثقافي ولها دورٌ مهم في تجديد العروبة والقومية، وقد ورث هذا الشعور عن والده منيف الرزاز الذي درس في مصر.

جوزيف صقر، اسمع يا رضا

هذه أيضًا واحدة من الأغاني التي كان مؤنس يرددها في كثير من الأوقات، والتي ترتبط بالحالة الاقتصادية والسياسية الساخرة.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية