بعد 23 عامًا على الزلزال: الحياة في «خرابة مول»

بعد 23 عامًا على الزلزال: الحياة في «خرابة مول»

الثلاثاء 07 نيسان 2015

محمد علي الدين

عام 1992، ضرب زلزال قوي القاهرة وتسبب في انهيار عدة بنايات وحالات تدافع مميتة تسببت في مقتل العشرات. أعلنت الحكومة المصرية حينها مقتل 370 شخصًا وإصابة 3,300 آخرين على الأقل. نجت العديد من العائلات، لكنها عانت بعد انهيار منازلها وعدم توافر وحدات سكنية بديلة لهم. وبدأت الحكومة تنفيذ خطة عاجلة لإنشاء مشروعات إسكان في العديد من الأحياء.

على أطراف القاهرة، وتحديدًا في حي القطامية، أنشأت الحكومة 129 بناية لاستقبال الناجين من الزلزال المدمر، لكن أعمال البناء توقفت وتُركت المباني تحت الإنشاء ومهجورة لـ19 عامًا، ليسمّي سكان القطامية المنطقة «خرابة مول»، في إشارة إلى أن المكان أصبح مهجورًا ووجهة للصوص ومدمني المخدرات.

بعد الثورة، واجهت مصر وضعًا اقتصاديًا متدهورًا ما تسبب في زيادة معدل التضخم بشكل متسارع، لتزيد أسعار إيجارات الشقق السكنية، ولم يعد بمقدور العائلات الفقيرة دفع تلك المبالغ. حينها، وجدت حوالي 200 أسرة أن المكان الذى ما زال تحت الإنشاء ومهجورًا يصلح للعيش، فانتقلت إلى «خرابة مول».

الهيئة الحكومية المصرية هيئة مشروعات الإسكان والتعمير قالت إن أعمال البناء توقفت لأن الإنشاءات غير آمنة، واتهمت المقاول المسؤول عن المشروع بالإهمال. ورغم تلك الاتهامات عادت نفس الهيئة في 2014، وأعلنت أن الإنشاءات في «خرابة مول» آمنة لكنها ما زالت تحت الإنشاء. وأوضحت الهيئة أن تقريرها القديم صدر تحت ضغوط خلال فترة حكم مبارك.

لا يوجد سبب واضح وموثوق لوقف إنشاء المشروع، لكن سكان «خرابة مول» يعتقدون أن الحكومة في عهد مبارك أرادت ترك البنايات مهجورة لأنها تقع قرب واحد من أغنى المجتمعات المسورة في القاهرة.

Kharaba Mall_Mohamed Ali Eddin02-001
البنايات بلا دهان، وبلا شبابيك وأحيانًا بدون جدران. بعض الأسر بنت جدرانًا لتقسيم الشقق إلى غرف، وآخرون استخدموا الملاءات لفصل الغرف عن بعضها.
Kharaba Mall_Mohamed Ali Eddin03-001
صبحية علي، ربة منزل، تجمع ملابس أبنائها الأربعة الذين يعيشون معها في إحدى شقق «خرابة مول». صبحية اضطرت للانتقال إلى المنطقة بعد أن عجزت عن دفع الإيجار لصاحب الشقة. تقول: «قعدت 11 سنة في 6 أكتوبر، و3 سنين في 15 مايو.. كل شوية صاحب شقة يمشيني عشان يأجرها بسعر أعلى لمستأجر جديد.. الإيجار وصل 600 جنيه ومقدرتش أدفعه».
Kharaba Mall_Mohamed Ali Eddin04-001
مي، 5 سنوات، (في المنتصف) تلعب مع شقيقتها وابن الجيران في الممرات الترابية لـ«خرابة مول».
Kharaba Mall_Mohamed Ali Eddin05-001
أطفال يلعبون الكرة قرب السور المرتفع لمشروع «مرتفعات القطامية» شديد الثراء.
Kharaba Mall_Mohamed Ali Eddin06-001
ملابس أطفال عيد محروس البالغ 60 عامًا معلقة على جدارن الشقة التى يسكنها في «خرابة مول» استعدادًا لارتدائها في يوم جديد. انتقل محروس مع زوجته وأبنائه إلى المنطقة بعد أن عجز عن دفع إيجار شقته الذى بلغ 500 جنيه شهريًا. يقول محروس: «شغال مجنجي أحذية (إسكافي).. الظروف لطشت معايا (ساءت) وبقيت استلف عشان أدفع الإيجار.. حتى عيالي الخمسة بطلوا مدارس».

Kharaba Mall_Mohamed Ali Eddin07-001

Kharaba Mall_Mohamed Ali Eddin09-001
عزة محمد، 45 عامًا، وابنتاها ندى، 14 عامًا، ومنة، 11 عامًا، في شقتهم بـ«خرابة مول». تقول عزة إنها فشلت في دفع إيجار شقتها القديمة بعد وفاة زوجها. «المالك طردني ..وهنا كان المكان الوحيد اللى يأويني مع بناتي».
Kharaba Mall_Mohamed Ali Eddin01-001
يعاني سكان «خرابة مول» من نقص البنية التحتية، حيث لا تتوافر مياه للشرب أو كهرباء أو نظام للصرف الصحي. وحاولوا التغلب على المشكلة بمد خطوط مياه خاصة من المياه المخصصة لري الحدائق، وخطوط كهرباء من أعمدة الإنارة. في هذه الحفرة الكبيرة يلقي سكان المنطقة بمياه الصرف.
Kharaba Mall_Mohamed Ali Eddin010-001
عماد إبراهيم يستعد لدهان شقته وتركيب شبابيك فيها قبل حلول فصل الشتاء حيث لا يستطيع الاستمرار في تغطية النوافذ بالأقمشة.
Kharaba Mall_Mohamed Ali Eddin011-001
محمود حسين، 58 سنة، يعمل كبائع للمصنوعات الجلدية المصنعة في منطقة خان الخليلي، إحدى أبرز المناطق السياحية في القاهرة. مع تضرر قطاع السياحة بعد الثورة، لم يعد محمود قادرًا على دفع إيجار منزله البالغ 500 جنيه شهريًا، فانتقل إلى «خرابة مول» مع أسرته.
Kharaba Mall_Mohamed Ali Eddin012-001
فاطمة أبو السعود، 33 سنة، تساعد زوجها في تصنيع المنتجات داخل شقة بـ«خرابة مول». تقول فاطمة: «أنا جيت هنا ومعايا خمس عيال .. مات منهم عيل بسبب البرد في الشتا».
Kharaba Mall_Mohamed Ali Eddin13-001
المقهى هو نقطة التقاء سكان المنطقة من الرجال في المساء، حيث يحاولون حل مشاكلهم فيما بينهم ومساعدة الأسر التى تحتاج إلى الانتقال للمساكن.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية