ريمي بندلي: موسيقى تستعيد جزءًا من ذاكرة الطفولة

السبت 04 تموز 2015

سارة القضاة

شكّلت ريمي بندلي، أو «الطفلة المعجزة»، جزءًا مهمًا من وعي وطفولة جيل منتصف السبعينيات والثمانينيات. إذ لمعت ريمي على المسارح العربية، لتقدم للأطفال أغانٍ ذات بُعد اجتماعي وثقافي عميق، وبألحان موسيقية احترافية، فكان من حظ هذا الجيل أنه نشأ على سماع أغانٍ تُعتبر نموذجًا حقيقيًا لأعمال ترتقي بالذائقة السمعية لدى الطفل، دون التركيز على فكرة التلقين أو الوعظ، وتبتعتد عن الابتذال والقوالب الموسيقية الجاهزة التي نسمعها اليوم في جلِّ أغاني الأطفال.

لم تكن ريمي بندلي صاحبة صوتٍ مميزٍ، لكنها دون شك كانت نجمة مسرح؛ نجمة استعراض في الرابعة من العمر، تخرج على مسارح الأطفال في العالم العربي وبعض عواصم العالم لتغني باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. ولكنّها تتميز بحسٍ فنيٍ عالٍ؛ إذ تنحدر ريمي من عائلة فنية بامتياز، فوالداها احترفا الغناء والعزف قبل أن يؤسسا ما عُرف لاحقًا بـ «عائلة بندلي».

كانت العائلة المكونة من اثنا عشر فردًا -«رينيه» و«روجيه»، و«فادي»، و«دورا»، و«ميشلين»، و«نادية»، و«يولا»، و«رندة»، و«نورما»، و«هانيا»،و «سونيا» و«فاديا»- تعزف على الطناجر والملاعق والصحون أثناء اللعب، حتى انتبه والدهم لشغفهم الموسيقي وقرر تأسيس فرقة تجمع أولاده.

الفرقة التي نشأت وعاشت لسنواتٍ قليلة، قبل أن تتفكك بسبب ظروف الحرب في لبنان، استطاعت أن تقدّم رصيدًا من أغاني الأطفال الذي ما يزال حاضرًا حتى اليوم، واستطاعت أيضًا أن تبقى حاضرةً في وجدان جيل بأكمله نشأ على أغنياتها، وحرص على حضور حفلاتها.

في أواخر الثمانينات، قررت عائلة بندلي الهجرة إلى كندا هربًا من الظروف السياسية في لبنان، وكانت قبلها بسنوات هجرت المسارح في أواسط الثمانينات بسبب الحرب، وفي إحدى المقابلات التي أجريت قبل سنوات مع ريمي تحدثت عن الخسارة المؤسفة للعائلة، بعد أن وقعت قذيفة على منزل العائلة وأحرقت أرشيفهم الفني والغنائي.

في هذه القائمة الموسيقية نستعيد جزءًا من طفولتنا وذكرياتنا، ونستعرض عددًا من أبرز أغاني ريمي، التي يصادف اليوم يوم ميلادها السادس والثلاثين.

أعطونا الطفولة
تُعد هذه الأغنية من أوائل أغاني ريمي وأشهرها، غنتها في العام 1984 وهي ما تزال في الخامسة من عمرها بثلاث لغات. تعتمد الأغنية على الكلمات كأساس لها، ولحن إيقاعي بسيط.

طير وعلّي يا حمام
اعتمد إداوردو بندلي، والد ريمي، على توظيف الفكلور اللبناني وفلكلور بلاد الشام في ألحان أغاني عائلته، وهذا ما نستمع إليه في هذه الأغنية، إذ أن ثيمة «الميجانا» واضحة، كما أن كافة جمل اللأغنية مستوحاة من الفلكور. وترسم ريمي في الأغنية لوحة معبّرةً للأطفال.

غسل وجهك يا قمر
لعلّ هذه الأغنية هي الأشهر من بين أغاني ريمي، وعلى الرغم من أنها أغنية تحمل نصائح للأطفال بالحفاظ على نظافتهم، إلا أنها تبتعد عن التلقين المباشر. أما لحن الأغنية فلا يبتعد عن ثيمة الفلكلور اللبناني، إذ أن استهلال الأغنية يبدأ بموال على قالب الميجانا، يُمهد للأغنية مبينة على هذا اللون الغنائي.

دَق الشتي عالشباك
تستخدم ريمي أسلوب «الحكواتي» في هذه الأغنية، إذ توظف السرد القصصي وتحوله إلى أغنية بألحانٍ ومؤثرات صوتية تتماشي مع أحداث الحكاية.

نحنا الربيع
هذه الأغنية من أوائل أغاني ريمي أيضًا، واشتهرت بلحنها وإيقاعها السريع، إضافة إلى الصورة الغنائية الملوّنة التي ترسمها.

ما تبكي
تحمل أغاني ريمي وعيًا أكبر بكثير من عمرها، تغني لقيم إنسانية وتغني للوطن بأسلوب مميز. لا تتخلى العائلة عن جودة اللحن أو عمق الكلمة في أيٍ من أغانيها، ويظل أداء ريمي الواثق هو الحاضر في الأغاني.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية