“كيف اسيء للاسلام واسمي : إسلام؟!”
“أنا شاعر أحب الحياة”
“تلقيت مكلمات هاتفية وهناك من هددني بالقتل”
“اقرأوا لغة الشعر بلغة الشعر ولغة القرأن بلغة القرأن”
“أنا لم أقصد الإساءة لأي دين سماوي”
“الشعر يحتمل الأخيلة والإيماء والترميز والمجاز”
(إسلام سمحان، صورها صلاح ملكاوي)
بدا الشاعر الأردني اسلام سمحان (27 عاما) ساخراً عندما قلت له ممازحاً : لقد أصبحت الأشهر الآن في الأردن ، الكل يتحدث عن قضيتك! والأدهى من ذلك أن اسمك ارتبط بميكي ماوس ، فأنت وميكي ماوس أصبحتما الآن بطلا الساعة في وسائل الإعلام وذلك بعد أن أفتى مصدرا في السعودية بقتل مبكي ماوس وهو طبعا يقصد قتلا معنويا بتحريم عرضه…رد اسلام: ما هي هذه الشهرة التي تضاهي حياتي وخوفي واتهامي ؟!
بداية القضية جاءت بعد أن طالبت دائرة الإفتاء الاردنية بتوقيف الشاعر سمحان (27 سنة) ومصادرة كتابه من الأسواق بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي، فيما توعدت دائرة المطبوعات والنشر بإحالة الشاعر وناشره على المحكمة المدنية لاتخاذ قرار بمصادرة الكتاب بعد أكثر من ثمانية شهور على تداوله في الأسواق، وبالفعل تمت مصادرة جميع نسخ ديوان الشاعر المعنون ب” رشاقة ظل”.القضاء الاردني يصر على احتواء الديوان “إيماءات ودلالات” اعتبرها المفتي العام نوح القضاة «مسيئة إلى الذات الإلهية والملائكة والرسول الكريم».وتم زج سمحان بالسحن لمدة 15 يوم رغم وجود نص صريح في قانون المطبوعات والنشر لا يجيز توقيف الصحافيين والكتّاب الا أنه جرى توقيف إسلام في 19 تشرين الأول وأفرج عنه بكفالة مالية مساء 22 من الشهر نفسه، هذا ويواجه سمحان في حال ادانته عقوبة قد تصل الى السجن ثلاث سنوات او غرامة مالية تصل الى عشرين الف دينار (28 الف دولار).
قاطعته قائلاً برر لي أنك لم تقصد الاساءة للقرآن، قال : لم أستخدم آيات قرآنية، ولكني متأثر بأسلوب القرآن. في آية “ولم يكن له كفو أحد” على خلاف ما كتبته في قصيدة “رصيف البار ليس له كفو أحد”، فإن “لم يكن” تفيد بالنفي التام، أما “ليس له” فهي صيغة لحظية من جواز الجنس وهو رصيف البار. أما في قصة النبي يوسف يشير اسلام أنه كان يقصد “مشنوقا من سرتي، أتدلى في البئر، واحدا كنا، يوسف وأنا”. أنني أشعر بأنني مع يوسف في وحدتي.وهذا تشبيه مجازي ليس الا..! يكفرونني على مجاز وأنا لم أقترب من النبي يوسف بالسلب، بل على العكس تأثرت بتجربته. اقرأوا لغة الشعر بلغة الشعر ولغة القرأن بلغة القرأن. وكأن الزمان يعود بنا إلى الصكوك الدينية ومحاكم التفتيش. أنا لم أقصد الإساءة لأي دين سماوي. الشعر. يحتمل الأخيلة والإيماء والترميز والمجاز
ويشار بأنه قد اصدرت محكمة اردنية في 30 ايار/مايو 2006 حكما بالسجن لشهرين بحق رئيسي تحرير صحيفتين اردنيتين بتهمة “اهانة الشعور الديني” لانهما اعادا نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد نشرتها صحف دنماركية في ايلول/سبتمبر 2005 واعتبرت مسيئة له.
جاء الديوان في 95 صفحة من القطع الوسط. والذي اهداه الى زوجته ندى وابنه ورد واستهله بمقولة النفري “الحرف يسري حيث القصد جيم جنة. .. جيم جحيم”، وحكمة دانتي “إذا أردت الحقيقة فتمعن لأن حجاب المجاز هنا رقيق يمكن ان يهتكه كل من يحاول ذلك”.
وضم الديوان إحدى عشرة قصيدة من الشعر الحر وعدد من المقاطع الشعرية القصيرة جداً وأبرز عناوين القصائد”قصيرة للغاية”، “قصيرة جدا”، “على قلق كأن الريح تحتي”، برشاقة ظل”، “أمس النهايات”، نهدك للشيطان”، “قريبا من البحر”، ” لسمائك”، “مرة واحدة فقط”، “عندما تتضح الملامح” و”الرسم بالقش”.
يبرز في الديوان بوح ذاتي شفيف ضمن رؤية فلسفية للحياة وتفاصيلها المختلفة ومن ضمنها العلاقة مع المرأة.
ومن المقاطع التي استخدمها إسلام واعتبرها الصحافي الذي أثار الموضوع “إساءات فاضحة للذات الإلهية والرسول وآيات القرآن الكريم”: “علمّي الملائكة اسمك .. يمر قطيع من الساجدين على قدميك” أو “النبي ُ يقرأ فنجان السماء، فنجان القهوة تقرأه نساء النبي”.
جدير بالذكر أن سمحان من مواليد مدينة الزرقاء عام 1981 ، يعمل الآن صحفي في جريدة العرب، وقد عمل مديرا تحرير للعديد من الصحف الاسبوعية وسكرتير تحرير لمجلة” معكم”ونشرت له العديد من القصائد في عدد من المواقع الالكترونية الثقافية.نشرت له قصائد في مواقع الكترونية ثقافية مختلفة، كما كان مديرا لنادي اسرة القلم الثقافي، وهو من أقدم الأندية في المدينة، ورئيس لجنة الابداع والشباب فيه. وكان يعمل على كتابة ملحمة شعرية متأثرة برواية الراحل عبدالرحمن منيف “قصة حب مجوسية.
