فيديو: حوار في اللغة العربية المعاصرة

الأربعاء 20 أيار 2015

هل سنصل إلى اليوم الذي تصبح فيه العربية الفصحى في تضاد مع الواقع وعصية على الاستخدام؟ كيف يمكن منع ذلك؟ وهل يجب منعه أساسًا؟

هذا هو السؤال الذي طرح حبر الأسبوع الماضي، حين نظم في مساحته في عمّان لقاءً من سلسلة «فنجان قهوة» طرح أزمة اللغة العربية المعاصرة بين الفصحى والعامية، ضمن أسبوع جبل عمان الثقافي الذي أقامته مؤسسة عبد الحميد شومان.

النقاش بين المتحدثين الأربعة والحضور امتد بين محاور أزمة تعلم اللغة العربية الفصحى في المدارس والجامعات، وأثر الانفصال بين المحكي والمكتوب على الإنتاج الثقافي والفكري، إلى الأزمات التقنية التي تعيق المحتوى العربي على الإنترنت أو تجعله مكلفًا مقارنةً بلغات أخرى، ليلامس هذا الجدل «حساسية» اجتماعية ثقافية من الطروحات التي دعت إلى تجديد جذري في بنى اللغة قواعدًيا وإملائيًا وطباعيًا.

المترجم وعالم الاجتماع واللغوي د. فايز الصياغ  رأى أن هذه الأزمة ليست حكرًا على اللغة العربية، على اعتبار جميع المجتمعات تواجه هذه المشكلة بين اللغة الكلاسيكية واللغة المحكية». مضيفًا أن للعربية قابلية عالية للتطور، وأن هذا الأمر يمكن استنتاجه بسهولة من خلال فتح المعجم والاطلاع على مئات التصريفات للجذر الواحد.

الشاعرة والصحفية جمانة مصطفى ذهبت في هذا الاتجاه حين قالت إن «اللغة العربية لم تكن دومًا متخلفة، بل هناك الكثير من المصطلحات اللاتينية التي تم استقاؤها من العربية»، رابطةً التعامل مع اللغة العربية على أنها مستعصية بـ«رداءة التعليم عمومًا وتعليم اللغة العربية خصوصًا».

لكن الجميع لم يتفق على تبرئة اللغة من أزمة المتحدثين بها. المبرمج والباحث في الفن الإسلامي سفيان الأحمد اعتبر أن هناك مشكلات تقنية في اللغة العربية الفصحى نفسها، تحتاج إلى حل حتى تصبح العربية أكثر توائمًا مع الإنترنت. إحدى تلك المشاكل كانت الأشكال غير المنضبطة للحروف العربية، والهدر في المساحة الطباعية، مما يجعل النص العربي يستهلك مساحة تخزين رقمية أكثر من غيره. هذه المشكلة لم تكن بلا حل في رأي الأحمد، لكن العربية مقيّدة وممنوعة من التطور، بينما «كل لغات العالم تطور نفسها كل مئة سنة».

القاص والطبيب هشام البستاني رفض ربط تطوير اللغة بالتعليم ومؤسسات الدولة، معتبرًا أن الدولة التي «لا تستطيع أن تدير شيئًا» لن تطور اللغة. في المقابل، ذهب البستاني إلى أن الأقدر على حمل هذه المهمة هو الأدب،  مشيرًا إلى مقترحات أدباء جدد وكلاسيكيين تستفيد من العاميات دون أن تعوّم الفصحى تمامًا.

فريق تلفزيون عرمرم غطى الفعالية وأنتج هذا الفيديو في جزأين مسجلًا الحوار في مساحة حبر.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية