معلومات تفاعلية: ما الذي يجمع بين إرهابيي قلعة الكرك الأربعة؟

مدخل شقة القطرانة التي بدأت منها أحداث الكرك يوم الأحد. تصوير عز الدين الناطور.

معلومات تفاعلية: ما الذي يجمع بين إرهابيي قلعة الكرك الأربعة؟

الخميس 22 كانون الأول 2016

تصميم معاوية باجس وسفيان الأحمد

ما تزال الكثير من تفاصيل عملية الكرك يوم الأحد الفائت، والمداهمات التي لحقتها، غير واضحة في ظل تكتم رسمي على معلومات الإرهابيين القتلى، والمعتقلين في المداهمات. رغم ذلك، خرجت أسماء القتلى الأربعة في قلعة الكرك إلى العلن، وأكدها عدد من أقربائهم، قبل أن تنشر وكالة أعماق المرتبطة بتنظيم داعش بيانًا تبنت فيه الهجوم، وأعلنت فيه أسماء القتلى.

الأخوان عاصم وحازم أبو رمان، ومحمد الخطيب، ومحمد القراونة، كانوا المسلحين الأربعة الذين قَتَلوا مجتمعين عشرة أشخاص في القطرانة وقلعة الكرك، قبل أن يخرجوا منها قتلى ليل الأحد/الإثنين، بحسب ما نشرت صحيفة الغد، وأكدت مصادر متطابقة مقربة من القتلى الأربعة لحبر. هذه المصادر أكدت أن الأربعة جميعهم كانوا قد عبروا في أحيان مختلفة عن تأييدهم لتنظيمات جهادية، وكان لبعضهم محاولات للسفر للقتال في سوريا.

المعلومات المتوافرة عن عدد من الشخصيات المحيطة بالإرهابيين الأربعة تشير إلى أن الترويج لتنظيمات إرهابية أو الالتحاق بها أو محاولة ذلك كان سمة مشتركة بين الكثير منهم. الرسم التوضيحي التفاعلي أدناه يبين عددًا من هذه العلاقات، بما فيها علاقة الأخوين أبو رمان بالخطيب، وعلاقة الخطيب بالقراونة. (انقر/ي على الأسماء لمعرفة خلفيات الشخصيات، وعلى علامات الاستفهام لمعرفة الروابط).

 

عام ٢٠١٤، وضّب حازم وعاصم أبو رمان حقائبهما وودعا أمهما ساهية في بلدة القصر بحجة أن لديهما عملًا في عمّان، برفقة قريبهما معاذ، ابن ابن عم ساهية. لكنّ علاقة الشبان الثلاثة كانت تتعدى القرابة، كونهم كانوا أصدقاء منذ الطفولة وحتى المراحل الجامعية، حسبما روت ساهية لحبر.

في نهاية ذلك اليوم، عاد حازم وعاصم إلى البيت بعد أن أوقفتهما الأجهزة الأمنية في المطار ومنعتهما من السفر، واعترفا بأنهما كانا ينويان السفر إلى سوريا، لتستدعيهما دائرة المخابرات العامة بعدها، ويحتجزا لثلاثة أشهر، كانت والدتهم ساهية تزورهما خلالها، وتطمئن عليهما، بحسب قولها. أما معاذ، فتمكّن من السفر إلى تركيا والوصول إلى سوريا، قبل أن تنشر أخبار عن مقتله في حمص عام ٢٠١٥.

وقبل معاذ، كان قريب آخر للأخوين أبو رمان سباقًا بالسفر إلى للقتال في سوريا. فأحمد، ابن خالهما، والنقيب في سلاح الجو الأردني، غادر إلى سوريا عام ٢٠١٣، ليقتل في مدينة الحسكة السورية عام ٢٠١٤ وهو يقاتل في صفوف داعش.

بعد خروج عاصم وحازم من الاحتجاز، عادا لعملها في تجارة الألبسة وبيعها بالجملة، وبقيا على هذا الحال حتى أبلغا والدتهما قبل نحو شهرٍ ونصف بنيتهما شراء مطعم من شخص يدعى محمد الخطيب. سألت الأم عن الخطيب، وعرفت أن له علاقة بتنظيم داعش، فرفضت هي وابنها الأكبر معتصم، المنتسب إلى أحد الأجهزة الأمنية، خطة حازم وعاصم، لعدم رغبتها بأن يرتبط أبناءها بأي صلة مع أشخاص لديهم علاقات بتنظيم داعش، حسبما روت لحبر.

خلال أيام من رفض الأم شراء المطعم، جاء محمد الخطيب ووالده إلى منزل ساهية، وطلبا منها شراء أرضٍ تعود ملكيتها لها كانت قد عرضتها للبيع، لكنها رفضت ذلك مباشرة، لتعلم بعدها أن شخصًا آخر اشترى المطعم وأن الخطيب فتح محلًا آخر بالقطرانة، وكان ذلك آخر ما تعرف عن الخطيب وعائلته.

لساهية، التي توفى زوجها منذ سنوات، أربعة أبناء وابنتان، أكبرهم تخرّج من كلية الحقوق في جامعة الزيتونة ثم انتسب لأحد الأجهزة الأمنية، وعاصم، ٣٠ عامًا، الذي قطع دراسته الجامعية في الزيتونة لينتسب للبحث الجنائي عام ٢٠٠٧ لمدة أربع سنوات، قبل أن يطلب الخروج من الخدمة كي يعمل في تجارة الملابس والعمل الحر عام ٢٠١١. أما حازم، ٢٩ عامًا، فدرس المحاسبة في إحدى كليات المجتمع. وبعد مقتل حازم وعاصم، اعتقلت الأجهزة الأمنية الأخوين الآخرين وما زالا معتقلين حتى الآن.

صحيفة الغد نقلت أن القراونة والخطيب كانا قد استأجرا مطعمًا في القطرانة، إلا أنه لا يزال من غير المعلوم ما إذا كان القيسي اسمًا وهميًا للقراونة أم أنه شخص ثالث متورط في الهجوم. كما لا يزال غير معلوم إذا ما كان لحمزة يد في العملية نفسها.

حمزة، الذي قال أحد أقربائه وجيرانه في بلدة القصر لحبر إنه معتقل لدى دائرة المخابرات العامة منذ يوم الخميس، كان قد اعتقل عام ٢٠١٤ إثر محاولته عبور الحدود إلى سوريا للقتال هناك، بحسب ملف القضية في محكمة التمييز والدي حصلت حبر على نسخة منه. جاء ذلك بمساعدة من قريبه قتيبة الذي كان قد سبقه إلى سوريا، وما زال حتى اليوم يقاتل في صفوف تنظيم داعش في الرقة. حوكم قتيبة وحمزة أمام محكمة أمن الدولة وأدينا، ليسجن حمزة لسنتين ونصف ويفرج عنه مطلع عام ٢٠١٦.

وقتيبة، هو ابن عبد المجيد المجالي، أو أبو قتيبة الأردني كما يعرف تنظيميًا، الذي شارك في القتال في أفغانستان ضد السوفييت، حيث التقى مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وفي العراق ضد القوات الأمريكية، بحسب مقابلة قديمة معه نُشرت في موقع إيلاف السعودي. ووفق المقابلة التي نُشرت عام ٢٠٠٥، فقد كان أبو قتيبة على علاقة وثيقة بأبي مصعب الزرقاوي منذ عام ١٩٨٨، وكان عاملًا في تجنيده في أفغانستان قبل بروزه كقيادي جهادي.

وكان عبد المجيد قد أوقف في كانون الأول عام ٢٠١٤، ليحاكم أمام محكمة أمن الدولة بتهمة تجنيد أشخاص للالتحاق بجماعات مسلّحة وتنظيمات إرهابية وتقديم أموال بقصد تمويل إرهابيين، وهو من مؤيدي تنظيم جبهة النصرة، بحسب لائحة الاتهام التي صدرت بحقه آنذاك والتي حصلت حبر على نسخة منها.

يقول قريب حمزة الذي تحدثت إليه حبر إنه كان طالبًا ضعيفًا في التحصيل الدراسي، لكنه «بعد السجن صار يناقش وكأنه من علماء المسلمين»، وأضاف أنه كان يشاهده كثيرًا مع محمد الخطيب ومحمد القراونة في القصر، وأنهم «كانوا يتأخروا مع بعض بعد الصلاة في المسجد».

ويوّضح قريب حمزة الذي يسكن بلدة القصر ويعرف الخطيب والقراونة منذ كانا على مقاعد الدراسة في بلدة الجدعا بأنهما نسيبان، كونّ كلٍّ منهما تزوج شقيقة الآخر منذ فترة غير بعيدة، وعلى إثر ذلك انتقلا للعيش في القصر.

ساهي قالت لحبر إنها رفضت استلام جثماني ابنيها، وأبلغت جهات مسؤولة بأنها لا ترغب بدفنهما، لكنها تطلب أيضًا من الأجهزة المسؤولة الإفراج عن ابنيها الآخرين إذا لم يثبت عليهم أي تهمة.


تنويه: هذه المادّة كانت قد ذكرت اسم العائلة لجميع الأشخاص المذكورين في الرسم التوضيحي والمرتبطين بالإرهابيين الأربعة الذين قتلوا في قلعة الكرك يوم الأحد. لكننا أزلنا اسم العائلة حفاظًا على خصوصية أشخاص لا علاقة لهم بالأحداث قد يحملون الأسماء ذاتها.

 

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية