وجه الأردن المتغير" ورشة عمل عن الشبكات الإجتماعية في الأردن"

الأحد 28 كانون الأول 2008

حبر (عمان)- قام فريق حبر بإدارة ورشة عمل عن الشبكات الإجتماعية في مكان اليوم. تم اختيار مكان لكونه موقع ثقافي في قلب عمان يجمع ما بين خصائص عمان الغربية و الشرقية.

بدأ اليوم بتعريف الجمهور عن برنامج الفيس بوك ، حيث طرحت شادن عبد الرحمن قضايا الأخلاقيات، و شرحت للجمهور عن الخصوصية و كيفية السيطرة عليها. كما وضحت الإختيارات المختلفة التي يستطيع المستخدم تبنيها. فالمستخدم لهذا البرنامج لديه السيطرة الكاملة على من يستطيع رؤية ملفه، كما لديه القدرة على تحديد ما يستطيع كل شخص رؤيته.

انقسم الجمهور بعد ذلك الى خمس مجموعات و هي: الأخلاقيات و الخصوصية، استخدام الفيس بوك أو اي شبكة أخرى كأداة تمكين سياسية و اجتماعية، التشبيك الإجتماعي، الفبس بوك في بيئة العمل و اخيرا وليس اخرا العيش في واقعين متوازيتين. تمت مناقشة حزمة من الأسئلة المثيرة للجدل من ضمن هذه المجموعات و منها رأي المشاركين في أثر نشر معلومات عن المعتقدات الدينية و السياسية على المستخدمين، و أثار استخدام الفيس بوك على الشباب الأردني من ناحية التحريك السياسي و الإجتماعي، و اسئلة اخرى حول امكانية استفادة الشركات و الأعمال من الشبكات الإلكترونية. بعد انتهاء الورشة، تجمع الحضور لمناقشة ما توصلوا اليه من نتائج ، و فتح باب النقاش للجميع.

تميزت الأراء بتنوعها و تضاربها خاصة ان الحضور كانوا من بيئات اجتماعية و اقتصادية و ثقافية متنوعة. فكان هناك طلاب جامعيين و رجال أعمال و ربات بيوت و اشخاص متمكنين في تكنولوجيا المعلومات.

بعد ذلك قام أحمد حميض مؤسس كل من شركة سينتاكس و اكبس (1) التي لها جمهور كبير في الأردن و العالم العربي بتلخيص الأراء و بربط جميع المفاهيم حتى يتوصل الحضور الى استنتاجات واضحة. بين للجميع ان شعوره ناحية التكنولوجيا الحديثة يتراوح دائما ما بين التفاؤل و التشاؤم. التقنيات موجودة وواقعية، لذلك علينا التعلم كيفية التعامل معها بشكل يؤمن الإحترام للجميع. على الفبس بوك ما يقارب الربع مليون مستخدم اردني و عدة ملايين مستخدمين عرب. هؤلاء المستخدمين يحولون هذه الأداة الفعالة لشن حرب على بعضهم البعض. دعا أحمد الحاضرين الى التفكير باستخدام الفبس بوك و توعية القريبين بذلك، حتى يستطيع الفرد التعبير عن رأيه و بنفس الوقت احترام الآخرين.

من أهم ما ميز هذا اليوم هو دعوة مجموعة من الشخصيات المعروفة لمشاركة الحضور بخبراتهم مع الفيس بوك، و كيف يؤثر عليهم بطريقة مباشرة. و منهم اياد عياش من “الأكشن كوميتي” (2) و الذي قدم استعراض قصير عن اللجنة و المشاريع التي تقدمها. من أهم ما يميز هذه اللجنة هي انها مجموعة من الأشخاص الذين يحركون الشباب للتطوع في مشاريع خيرية مقترحة عن طريق الفيس بوك. و بالرغم أن عمر اللجنة لا يزيد عن العام و نصف العام، الا ان المشاريع التي قدمتها كانت فعالة جدا، و منها ترميم بيوت و اعطاء حقائب مدرسة للفقراء و معالجة مجموعة من الطالبات في مخيمات اللاجئين.

اما مرشحة الدائرة الثالثة في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة عروب صبح فأخبرت الحضور بأن الفيس بوك كانت أهم أداة في حملتها الإنتخابية، لعدة اسباب و منها عدم قدرتها على مجابهة خصومها اقتصاديا. فحملتها كلفت 6000 دينار اردني، مقابل عشرات الآلاف لمرشحين أخرين. آنذاك احتاجت الى زاوية تميزها، فاقترح مستشاروها استخدام الفيس بوك، وبذلك استمالت الشباب. و بالرغم أن عدد الأصوات لم يتجاوز ال300 الا ان عدد اصدقائها خلال فترة الإنتخابات تجاوز 5000 صديق.

بعد ذلك قامت ليلى الزعبي، الناشطة اليسارية بإخبار الحاضرين عن تطور الإختيارات عن الميول السياسية على الفيس بوك مابين النشرة الأولى و الثانية. فبينما تكومت معظم التيارات السياسية في خانة “اخرى” في النشرة الأولى، اصبح المستخدم يستطيع اختيار اسم الحزب السياسي المعين الذي يتعاطف معه في النشرة الثانية.

ثم بينت كيف انه الحزب اليساري ايقن انه لا يستخدم الفيس بوك بالطريقة الصحيحة أو الفعالة بعد ان رأوا أن معظم الناس مهتمة عند انتخابات اوباما و لكنها لا تعطي اي رد فعل للتجاوب مع قضيتهم. فقاموا بتغيير استراتجيتهم، بحيث اصبحوا يحركون الناس لقضايا معينة مثل محاربة رفع الأسعار بدل تحريكهم للتعاطف مع الحزب. و فعلا بدأوا برؤية تغيير.

ثم قام الموسقي الأردني سلام الحمود من فرقة سلام (3) بإخبار الحاضرين انه لم يستفد من الفيس بوك في داخل الأردن، بالرغم ان عدد المعجبين يزيد عن ال 600 و لكنه تمكن من استقطاب مجموعة من المعجبين من خارج الأردن. و عزا ذلك انه عندما يعلن عن حفلة فأن الكثير من الشباب يؤكدون حضورهم لأسباب مختلفة منها الظهور بمظهر حسن امام الأقران، و لكن ذلك لا يتترجم بحضور شخصي.

و اخيرا قام ماهر ممثل حركة ذبحتونا الطلابية بتقديم معلومات عن الحركة. فالحركة مكونة من طلاب من مختلف الجامعات الأردنية، و الذين يحاربون ارتفاع أسعار الأقساط الجامعية. و بالرغم من استخدامهم للفيس بوك، الا انهم غير معتمدين عليه تماما، لإعتمادهم الأكبر على العمل على أرض الواقع.

نهاية، قدمت الورشة الكثير للتفكير. و لفتت إنتباه الحضور لكثير من القضايا التي قد تكون قد غابت عنهم. بالنسبة لحبر كانت ورشة ناجحة. شكرا للجميع و كل عام و انتم بخير

___________________________________________________________________________________________

(1) Syntax and Ikbis

(2) Action Committee

(3) Salam Band

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية