مسؤولية من:التحرش الجنسي في المدارس

الخميس 26 آذار 2009

children-holding-hands-earth-thumb3312596_web 

أم يزن
 
اسمي الحقيقي ليس ام يزن، و لكنني اخترت أن اكتب باسم مستعار لانني اريد حماية ابني من المجتمع
و لكن أهم من ذلك، اريد حمايته من العائله. فلو علم زوجي انني اكتب عن هذا الموضوع، فسيؤدي ذلك الى مشكلة كبيرة بيننا، فزوجي اب محب، يعتقد انه علينا أن نعالج مشكلتنا على نطاق ضيق، حتى لا تؤثر المشكلة على فرص ابننا بحياة طبيعيه.

 مع ذلك، فإنني اختار الكتابة لتنبيه الأمهات الى موضوع الإساءه الجنسية في المدارس، و الذي يحصل بين الطلاب. فأنا بخوفي، و جهلي عجزت عن حماية أهم الأشخاص في حياتي. و لعل كتابتي هنا سينبه احد الى أهمية هذا الموضوع، و يعمل على تنبيه أم الى ان فلذة كبدها في مشكلة و يحتاج الى مساعدة.

 منذ فترة وجيزة، بدأت الاحظ تغييرات على ابني الوسطاني، و هو يبلغ 11 عاما. بدأ اداؤه في المدرسة يتراجع ، بعد ذلك بدأ يتملص من المدرسة باختراع أوجاع مختلفة. في البداية اعتقدت انها فترة و ستمر. و لكن التغيرات أصبحت تزداد جذرية. عاداته في الأكل اختلفت، حيث انه فقد شهيته، و أصبح يتذمر من أوجاع في معدته. لم يقلقني أي من ذلك، اقنعت نفسي انه من الممكن ان ابني دخل في فترة بلوغ باكرة


و لكن عندما بدأت الاحظ عدوانيته مع اخوته الأصغر، ميوله الى الإكتئاب و البكاء و الإنعزال، محاولاته للظهور بمنظر غير جذاب علمت انه هناك مشكلة. مع ذلك فشلت عن فهم معنى كل تلك العلامات.

  من الصدفة أن دعيت الى محاضرة عن العنف، من ضمن سلسلة محاضرات مواطن في مدينتي، و التي يدعمها الإتحاد الأوروبي. تحدثت الضابطة التي جاءت من حماية الأسرة عن العنف بشكل عام، اسهبت في موضوع العنف الجنسي، و اسبابه و علاماته . خلال لحظات فهمت ما عجزت عن فهمه في الأشهر الماضية.

 عندما بدأت أبحث، ايقنت انه ابني يتعرض الى تحرش جنسي من قبل طالب أكبر منه سنا. بطبيعة الحال، اصبت بغضب شديد، و عملت على أن تحل مشكلة ابني، و مشكلة الشاب الأخر بمساعدة حماية الأسرة. و لكن اكثر ما اغضبني هو عجز المدرسة عن كشف ان امور مشابهة تحصل في داخل مبانيها.

اتساءل في هذه الحالة من المسؤول؟ هل انا مسؤولة كأم تقليدية، اعتقدت دائما ان علي المحافظة على براءة أطفالي بالتجنب عن الحديث عن أي مواضيع جنسية؟ هل المجتمع مسؤول بجعلنا نشعر بالخزي من امور يجدر بنا الخوض بها؟ ام المسؤول هو النظام التعليمي الذي وصل الكادر التعليمي الى مرحلة الامبالاة؟

  نهاية، اناشد جميع الأمهات بحماية أطفالنا عن طريق تسليحهم بالمعرفة في جميع المواضيع مهما كانت حساسة و مهما صغر سنهم. أهم من ذلك عليهن معرفة ما يحدث في حياة اطفالهن بشكل يومي و دائم. اناشدهم باللجوء الى المساعدة عند الحاجة لها، فإنقاذ مستقبل أطفالنا أهم بكثير من السكوت على الخطأ و المصائب لمداراة الفضائح.

 .

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية