بقلم: معتز العواملة
كان صباح يوم جمعة أو هذا هو تحليلي بما أنا كنا نتاول الفطار كاملي العدد، اذكر ذلك اليوم مثل الأمس وربما اذكره أكثر من ألأمس فقد غير هذا اليوم وجه مستقبلي. ما تبقى لي من هذه الذاكرة هو بضع صور في مخيلتي وكثير من الكلام وفيض من الحيرة.
اليوم وقد اصبحت في ربيع عمري اتسائل عن ماهية هذا الطفل؟ من اين ياخذ صلابته وثباته عند رأيه؟ من أين يستمد قوته؟ ثم اتسائل لماذا يفتخر بعروبته ويصر عليها؟ كل ما اتتني لحظة ضعف تمنيت فيها لو ولدت أمريكي حتى أستطيع ان اباهي بنفسي وجدته واقفا لي بالمرصاد يرمقني بعينية المليئتين بالأنتماء وينهال علي بالاف الحجج القوية، فتارة يقول لي انت ابن حضارة حكمت العالم اربعة عشر قرنا من اندونسيا الى قلب اوروبا، وتارة يقول لي كل الأديان ولدت حيثما ولدت، وتارة يقول انت ابن الذين باهوا العالم بالليل والرمح والقرطاس، انت أبن بيوت العز والكرم انت ابن الضيافة والجود والأصالة، انت ابن صدق ابو بكر و كرم عثمان وعدل عمر وفروسية خالد، ثم ينظر لي بعيني ليكسرها ويختم قائلا انت من تكلم القران وأهل الجنة بلغتك فقل لي بأي عقل تتكلم…أوتظن ان التاريخ سنة او مئة سنة، ثم يقترب الي ليجهز علي بعد أن انهرت ويضع يده الصغيرة على كتفي مطمئنا ويقول: لا عليك انها استراحة محارب، لا عليك فلكل جواد كبوة وماطال الليل الا وانسلخ عنه النهار.هذا الطفل على صغر سنة الا أنه هو من يحكمني، هو من يربطني بوطني وأرضي وقضيتي، هو من يجعلني أخلص بعملي واصدق بحديثي واتلطف بتعاملي و اتعامل بأصلي حتى اعكس ابهى صورة عن عروبتي، هذا الطفل يعرف مصلحتي أكثر مني فاليوم اعلن ان سلمت له الرايه وملكته امري.
لا تستهجنوني أو تقولوا عني مجنون فأكاد أجزم ان هذا الطفل المعجزة موجود داخل كل واحد منا وهو أيضا يحكمكم ويلجمكم كما يلجمني، وهو أيضا بليغ ومتباه بنفسة، أنصحكم ولا أريد منكم جمالا أن لا توئدوه، أن تدعوه يسرح ويمرح في مخيلتكم وان تخرجوه من اعماق عقولكم الى العالم الخارجي ليراه الناس.
سؤال واحد بقي يحيرني…ماذا سأقول لابني عندما يسالني نفس السؤال الذي خلق هذا الطفل بداخلي؟
Touching. Thanks for writing it!!!
Touching. Thanks for writing it!!!
قول له بأننا لسنا أقوى دولة في العالم و اننا خسرنا معاركنا
قول له بأننا لسنا أقوى دولة في العالم و اننا خسرنا معاركنا