الأمريكان وحقوق الإنسان ضدان لا يلتقيان

الثلاثاء 28 تموز 2009

opinion


بقلم محمد أبو علان

في العادة الأناس الفاسدين والأكثر انحراف هم أكثر من يحدثونك عن القيم والمبادىء والأخلاق، والهدف الظهور بمظهر الأخلاقيين أمام مقربيهم والعامة في آنٍ واحد، وهذا هو حال الولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال.

ظهور شريط مصور يظهر فيه الجندي الأمريكي الأسير لدى حركة طالبان في أفغانستان أثار حفيظة السياسيين والعسكريين الأمريكان، واعتبروا هذه الخطوة من طرف حركة طالبان خرق لقواعد القانون الدولي والإنساني.

القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية الراعية لهما باتا لعبة في يد الولايات المتحدة الأمريكية، تفسرها وتحركها بالشكل الذي يخدم سياستها ومصالحها في مواجهة الشعوب الواقعة تحت الاحتلال والمقهورة في هذا العالم نتيجة سياسية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الأنظمة الاستعمارية والقمعية.

فأين كان الحرص الأمريكي على القانون الدولي عندما كانت الطائرات الأمريكية، وطائرات قوات “الإيساف” تدمر المنازل على رؤوس ساكنيها في أفغانستان والمناطق الحدودية في الباكستان بحجة ملاحقة من تسميهم بالإرهابيين؟.

أين كان الحرص على حقوق الإنسان عندما كان الجنود والمحققين الأمريكيين يعذبون المعتقلين العرب في سجن “غوانتانامو” وسجن ” أبو غريب” بشكل فاق كل أساليب الأنظمة القمعية القائمة، وتلك التي زالت منذ عقود؟.

أين كان الحرص الأمريكي على المواثيق الدولية عندما كان جنودها في العراق يغتصبون النساء ويقتلون الشيوخ والأطفال بطرقهم السادية؟، طرق قتل كانت تشير لوحشية هؤلاء الجنود، وعن بعدهم كل البعد عن كل ما يمكن أن يمت للإنسانية وقيمها الفاضلة بصلة.

أين اختفى الحرص الأمريكي على حق الإنسان في الحياة عندما ارتكبت مجزرتي “قانا” الأولى والثانية على يد حلفيتها الإستراتيجية “إسرائيل” ضد الشعب اللبناني؟.

لماذا لم تتحرك المشاعر الأمريكية السلمية عندما ذبحت “إسرائيل” أكثر من (1500) مواطن فلسطيني معظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء في قطاع غزة خلال ثلاثة أسابيع، واستخدمت كافة أنواع الأسلحة الأمريكية المحرمة دولياً؟.

حرص الولايات المتحدة الأمريكية على نقل الديمقراطية للعالم العربي لماذا اختفى فور الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية الثانية في فلسطين؟، وبدلاً من الترحيب بهذه الديمقراطية الفلسطينية كان الحصار السياسي والاقتصادي من نصيب الشعب الفلسطيني وتحت نفس الكذبة الأمريكية وهي محاربة الإرهاب.

من يدعي الحرص على القانون الدولي وحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية لا يزرع الفقر والخوف والموت في كل أرض تحل بها قدماه.

الديمقراطية لا تأتي على ظهور الدبابات، ولا عبر صواريخ طائرات ال “ب 52″، ولا عبر طائرات “الأباتشي” و “الكوبرا”.

الديمقراطية لا تكون بجلب المختلسين والخونة والهاربين من العدالة في أوطانهم وإعادة تنصبهم رؤساء ووزراء وقادة لخدمة الاحتلال الأمريكي وشركاته الاحتكارية من نفطية وأمنية وغيرها من القطاعات كما هو الحال في العراق وأفغانستان.

الديمقراطية الحقيقية لا تأتي عبر التهديد والوعيد بفرض الحصار إن كانت نتائج الانتخابات لا تتوافق مع الرؤيا السياسية الأمريكية كما كان الحال قبيل الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان، تهديد ووعيد أتى أوكله في صناديق الاقتراع.

بكلمات أخرى الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأولى التي لا يحق لها الحديث عن القانون الدولي ومخترقيه في هذا العالم، فأينما نجد الموت والظلم والقهر ضد بني البشر نجدها هناك بشكل مباشر، وإن لم تكن موجودة مباشرة تكون أدواتها هي من تزرع هذا الموت والظلم والقهر.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية