تاكـــسي ممــيز!

السبت 04 تموز 2009

opinion


ركوب سيارات الأجرة يعد تجربة مزعجة للكثير من الأشخاص في عمان، و بخاصة الإناث. و ما ان ظهرت سيارت الأجرة الخاصة على الساحة العمانية حتى تنفس الكثير الصعداء، فوجود التاكسي المميز يعني انتهاء المعاناة اليومية لايجاد تاكسي على استعداد لنقل المواطن الى حيث شاء، بغض النظر عن الظروف الأخرى كالمسافة البعيدة وخلو الطريق من الركاب، أو مزاجية بعض السائقين، أو الأحوال الجوية وغيرها.

كفتاة، اعتقدت بأنني وأخيرا وجدت سيارة الأجرة المثالية، فهذه السيارات تابعة لشركة خاصة وهم بالتالي موظفون في شركة محترمة لها قوانين وأسس و من المتوقع أن تنتقي موظفيها بعناية أولا و من ثم تستمر في متابعتهم لتتأكد من جودة الخدمة و راحة الزبائن. وكل هذا يعني أن السائق يجب أن يلتزم حدود اللياقة معي، وأن تقتصر علاقته بي على البعد الخدمي حيث لا ينتقل الحوار (إذا كان لا بد من وجوده) الى سرد قصة حياته (شئت أم أبيت) و الحشرية في أموري الشخصية و ابداء آراء غير لائقة بالمارين في الشارع و غيرهم من الأشخاص – غالبا من الإناث- الذين ركبوا معه من قبل. أحد السائقين سال لعابه وهو يصف طالبات في أكاديمية الملك و طريقة لبسهم، و آخر يشرح لي كيف أن وضعه لخاتم زواج في إصبعه هو “بس هيك” و أنه غير متزوج على الإطلاق.

كان من المتوقع أيضا أن سيارات التاكسي المميز يجب أن تصل على الوقت المطلوب، ولكن بناء على تجربة شخصية معهم تبين لي أن التاكسي قد يصل بعد ساعة كاملة من الموعد المطلوب ، على الرغم من أنني اتصلت بالمكتب في اليوم السابق لطلب التاكسي، ودون أن يتكلف أحد بالاعتذار أو التعذر عن ذلك وكأن الأمر ليس له أهمية أو أنني – بتصورهم – لن يأثر على مجرى حياتي تأخر سيارة الأجرة ساعة على الأفل! وحتى عندما وصلت السيارة، لم يعتذر أحد، بل على العكس، تمت معاقبتي على انتظاري بارسال سائق مزعج يلازمني طوال الطريق.

أما عن الأجرة، فالمعظم يطالب بالبخشيش الذي يجب ألا يقل عن 3 دنانير إذا كانت الفاتورة تصل إلى 10 دنانير فما فوق! والعجيب في الأمر أن السائق واضح جدا في هذا الخصوص و لا يجد حرجا في طلبه هذا على الرغم من كونه موظف يتقاضى راتبا شهريا من الشركة.

تجربتي الشخصية تشير الى عدم اكتراث الشركة في كثير من الأحيان الى وقت الراكب، فمثلا، اذا كانت الرحلة تقتضي حصول التاكسي على تصريح يتم ذلك بعد أخذ الراكب و افصاح الراكب عن وجهته مرة أخرى! وكأن الراكب لم يضيع ما بين 7-30 دقائق على الهاتف لاعطاء تفاصيل عن وجهته الى موظفي الاستقبال.

أحاديث غير مناسبة أو مرغوبة، عدم اهتمام بوقت العميل وظروفه، تكلفة مرتفعة و فوقها بخشيش!
و مدخول عال للشركة من وراء إعلانات “كولجيت” و غيرها…هذه هي مميزات التاكسي المميز.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية