فـرقـعـة بـوشـــار

الأحد 13 أيلول 2009

Fireworks

بقلم ياسمين الغرايبة

قد تأتي أفكاري متأخرة ولكنني مذ قرأته مذ حوالي الشهر أو أكثر وأنا – مش على بعضي.  لأضعك عزيزي القارئ في جو النص. قبل الشهر تقريبا صادف يوم إعلان نتائج الثانوية العامة. كأي مواطن أردني طبيعي توقعت العديد من الزمامير و الموسيقى العالية وأنصاف الأجساد المتشعلقة بالسيارات. مؤخرا أصبح من طبيعة هذه المظاهر الاحتفالية المفرقعات النارية. وهنا أصر على كلمة مفرقعات لأننا لو كنا في أي بلد أخر ستضاف كلمة ألعاب، لتصبح ألعاب نارية… ولكن ليس عندنا.

فالألعاب يقصد بها المرح ، يعني أمور تبعث الراحة و السعادة في نفس المرء. أما فراقيعنا فقد قرقعت راسنا وسلبت منا هدوئنا حيث لم تعد رؤيتها بالشيء المميز أو المحبب. بالعودة إلى موضوعنا يقلقني أن أقرا خبر بعنوان “نصف مليون دينار أنفقت على الألعاب النارية خلال احتفالات التوجيهي.” نصف مليون دينار!  هل من الاعتيادي أن ننفق هذا الكم من الدنانير خلال أسبوع أو اسبوعين؟ هل من المعقول أن تدفع هذه كل هذه الدنانير ثمن كم فتيشة في حين يقبع الكثير منا تحت خط الفقر؟ أليس أبناء بلدنا المحتاجين أولى؟

إن لم نفكر في أهمية هذه الدنانير فلن نفكر في أهمية توفير مياهنا الشحيحة، ولن نأبه بالطاقة الكهربائية المتبددة .لأن هذه الأرقام إن دلت على شيء فتدل على أن ثقافة ترشيد الاستهلاك في بلادنا لم تبلغ من الحد ما يمكننا من التطور والتقدم كشعب.

في بلادنا ليس للفرح مطرح ولكن له ضرورة ولسنا في صدد تحديد جرعاته. ولكننا بحاجة لأن  نسيطر على أنفسنا وخاصة حين يتعلق الموضوع بالسلامة العامة. فمنع استيراد المفرقعات النارية بقرار من وزير الداخلية بعد الحوادث الأخيرة في الزرقاء قرار حكيم، ولكن أليس من المحزن أن تؤول حرياتنا ومظاهر أفراحنا إلى مصدر قلق… هل نحن فعلا بحاجة لقرارات وزارية لندرك أهمية الاعتدال؟

ولأكون حقانيه مع الفتيشات الحزانى لابد أن نلاحظ أهميتها في تقليص استخدام العيارات النارية التي اعتدنا أن نستيقظ كل صباح يوم نتائج على أصواتها، والتي وقع ضحية عشوائيتها المئات. – إشي أحسن من إشي.

ولكن على أية حال إن بقينا على هذا المنوال فلن يبقى لنا سوى …فرقعة البوشار!

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية