ثلاثة أعوام من حبر

الثلاثاء 25 أيار 2010

7iber thirdفي مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام، أطلقنا حبر دوت كوم. أردنا أن نحتفل بعيد الاستقلال من خلال مبادرة مستقلة، من خلال موقع يحاول أن يجمع أصواتا أردنية مستقلة ويخلق مساحة للمواطن كي يحكي قصصا قد تغيب عن الإعلام السائد، مساحة لطرح مواضيع للنقاش، مساحة للتعبير عن آراء وأفكار متنوعة.

الفكرة بدأت بمحادثة على متن باص عائد من البحر الميت إلى عمان في ديسمبر/كانون أول 2006 بعد الملتقى الأردني لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات (لأجل الصدفة التي تبدو الآن مناسبة). تلك المحادثة تلتها عدة جلسات ومناقشات وكتابة مقترحات وطلبات دعم قبل أن نتخلى عن محاولة إيجاد تعريف دقيق لما نفكر به والعثور على تمويل كمتطلب أساسي، ونقرر أن نبدأ.. أن نجرب ونرى أين تأخذنا التجربة.

كان التقدم بطيئا خلال السنة الأولى؛ لقينا دعما وتشجيعا من مجتمع التدوين الأردني والمتابعين له ولكن لم يكن من السهل الوصول إلى عدد كاف من الناس وتشجيعهم على الكتابة والمساهمة بمقالاتهم وقصصهم بشكل يضمن تقديم محتوى جديد بانتظام. ومع أننا كنا نكتب وننشر بعض المواد بأنفسنا، إلا أننا لم نرد لحبر أن يكون مساحة لقصص ينتجها فريق من ثلاثة أشخاص أو خمسة أشخاص أو عشرة أشخاص. أردنا ونريد للقصص أن تأتي من مجتمع مفتوح، وأن نلعب نحن دور الوسيط والميسر، والمحرر ولكن ليس بالمفهوم التقليدي للتحرير.

مع نهاية العام الأول كبر فريق حبر من ثلاثة أشخاص إلى خمسة وثم ستة. تجارب مختلفة مررنا بها علمتنا الكثير؛ الإعلام الاجتماعي والشبكات الاجتماعية الالكترونية بدأت تحتل حيزا أكبر في طرق تواصل الناس في منطقتنا العربية كما في العالم ككل وصارت تغير أنماط حصول المواطن على المعلومات التي تهمه وتفاعله معها. اختبرنا ذلك على أرض الواقع في حملة جمع التبرعات لأهل غزة أثناء العدوان الإسرائيلي العام الماضي. النمو العضوي المتسارع لتلك الحملة والتجاوب الذي فاق تصورنا علمنا أن الويب الاجتماعي يجعل من فقدان السيطرة وتبدد التنظيم المركزي قوة بدل ضعف.

أدركنا في مرحلة ما أننا لا نستطيع أن نظل موقعا منشورا باللغة الانجليزية فقط، وبدأنا نبحث تدريجيا عن المزيد من المحتوى باللغة العربية. هنالك عدة تحديات تواجه تطوير المحتوى العربي على الإنترنت، بعضها تقني ذو علاقة بانتشار الإنترنت وبتكنولوجيا النشر والبرمجيات المساندة للغة العربية، وبعضها الآخر مرتبط بتحديات المحتوى العربي بشكل عام من تعليم وثقافة وقيود حقيقية أو افتراضية على حرية التعبير. ولكن مع هذه التحديات هنالك فرص ذهبية، هنالك الكثير من القصص التي لم تروى، والكثير من القضايا التي لم تعالج بعد، والكثير من الطاقات التي لم تستغل.

في محاولة للوصول إلى المزيد من القصص ولتعزيز مجتمع من الكتاب والمصورين المساهمين مع حبر، أطلقنا في بداية 2010 ما نسميه “لقاءات حبر”؛ نجتمع من خلالها لنناقش قصصا مختلفة وننطلق في شوارع عمان لنصور هذه القصص أو نكتبها قبل أن نعود ونتشارك بما أنتجناه… نستفيد من النقد التشاركي البناء ومن خبرات بعضنا البعض. نحاول أيضا من خلال هذه اللقاءات أن نطور قصصا بوسائط متعددة، كعروض الشرائح الصوتية audio slideshows والخرائط التفاعلية، حتى نحكي هذه القصص المحلية بطرق جديدة تستغل تقنيات السرد والتعبير الجديدة التي توفرها الإنترنت.

لربما لم يكن العام الماضي مشرقا من ناحية حريات التعبير في الأردن؛ نشطاء حوكموا بسبب آراء عبروا عنها وشعراء تم مصادرة كتبهم وتحويلهم للمحاكمة بسبب ما كتبوه. كثر الحديث عن إخضاع المواقع الإلكترونية الإخبارية لقانون المطبوعات والنشر وما قد يعنيه ذلك، و95.5 بالمئة من الصحفيين قالوا أنهم يمارسون الرقابة الذاتية بحسب آخر دراسة لمركز حماية وحرية الصحفيين.

ولكن في مقابل كل هذا، يمكن أن نقول أن هنالك الكثير من المواضيع التي تطرح اليوم في الفضاء الإلكتروني كانت تعتبر خطوطا حمراء في السابق، سياسيا كان أم اجتماعيا. من ناحية أخرى فإن انتشار الإنترنت في العالم العربي وإن كان متأخرا عن مناطق أخرى في العالم إلا أنه ينمو باطراد، وهنالك العديد من المبادرات من رياديين أردنيين وعرب سواء في مجال الإعلام أو تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.

بالنسبة لنا في حبر، الفترة الماضية كانت غنية بتجارب ودروس وأفكار. حبر نما وما يزال ينمو باستمرار بفضل الدعم الرائع والمشاركة الفعالة من أفراد وجماعات يؤمنون بأهمية مشاركة القصص وطرح الأسئلة وتوسيع مساحة النقاش العام التي تحترم تعدد الآراء والخلفيات والمذاهب والأفكار.

نحن متحمسون أكثر من أي وقت مضى لاستغلال الفرص المتاحة والعمل من أجل التغيير الإيجابي. ما زلنا في أول الطريق، وأنتم جميعا مدعوون للانضمام إلينا، سواء بقصصكم أو مقالاتكم أو أفكاركم أو تعليقاتكم.

كما ندعوكم لمشاركتنا اليوم في أمسية من القصص لنحتفل بعيد حبر الثالث في دار الأندى – جبل اللويبدة، الساعة 7:30 مساءً.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية