بقلم ريما الصيفي
كان موعدنا يوم الاربعاء في مسرح الهواء الطلق للهيئة الملكية للأفلام بليل ربيعي من ليالي عمان. نسمات منعشة تداعبنا، ونشاهد شاشة العرض و في خلفيتها أنوار جبال الأشرفية والفلعة تروي قصص تخيطها المخيلة وتعد بكتابتها عمان.
تبدأ مقدمة العرض بتقديم الفلمين الوثائقيين “الحياة الوردية ” و”تمتمات منى” للمخرجين الأردنيين ليلاس الدلقموني وايهاب خمايسة على التوالي ويبدأ العرض احتفاءً بالنجاح الأردني في مهرجان الجزيرة الدولي السادس للأفلام الوثائقية.
“أصعب موقف واجهني هو شعري لما نزل أول مرة. اكتشفت و أنا راجعة على السعودية بالمطار أنو شعري بتساقط. كبيته و انا حزنانة كتير عليه. هاي علامات انوثة المرأة .. أفقد صدري و شعري”
“أول شي فكرت تغيرات العمر”…”خبرت زوجي بعد ما خلصت ال Weekend، كان عندي عزومة”
“جسمي الله خلقه …الله اللي حط فيه المرض “… “انهار خوف علي …انا تقبلته أكثر منه”
“رحت عند صديقة …اتصرفي عني …استلمت الأمور عني”
“كت شعري …كت حواجبي …كت رموشي …عيلتي اتقبلته جزء من المرض”
“قبل ما أروح على الكيماوي أطبخ ليومين “
“الحياة الوردية ” فلم من 16 دقيقة يتحدث عن الناجيات من مرض السرطان من مجموعة “سند” و عن صراعهن في مواجهة المرض إبتداء من تلقي الخبر فتقبله واحرج مراحله و نصيحاتهن للمرضى الأخريات . على الرغم من خلو الفيلم من الغنى الصوري واستعانته بصور من الأرشيف لكنه لم يخلو من لحظات حميمية ودعوة صريحة بالتحلي بالشجاعة …العزم و الأمل .الفلم نتاج مشروع لاحدى مواد قسم الاذاعة والتلفزيون في جامعة اليرموك وقد استغرق تحضيره مدة لم تتجاوز ال18 يوم .
أما “تمتمات منى” فهو فيلم وثائقي من عشر دقائق تم تصويره في غزة وحازعلى الجائزة الذهبية للفيلم القصير في مهرجان الجزيرة الدولي السادس للأفلام التسجيلية من انتاج شركة الأفق.
بنت في نضارة العمر، تحمل هم الدهر، في العاشرة من عمرها. ترسم وتعرض رسوماتها وتتحدث عنها. رسومات فيها الكثير من التفاصيل. بيوت وأناس …الأب والام والأقارب … أطفال ورضع …لحظات حاسمة ومواقف قاسية. خلال القصف و قبل أن تفقد 17 فرد من اسرتها، تعزل “منى السموني” نفسها و تتحدث عن مأساة عائلتها، فقدان الأم و الأب والأخوة وبيت العم، تتخيلهم بالجنة و تحلم بأن تصبح طبيبة تعالج ما أعطبه “العدو الصهيوني اللي هوه اليهود “. و تتمتم بين الجمل، من هذه التمتمات “مش لازم أحلف حرام احلف غلط”…تتكلم كلاما يفوق عمرها …وبين الجملة و الأخرى تتمتم كأنها تتمتم ذكريات طفولتها المنهوبة في حديث مع نفسها.
نجح الفيلم في إعادة الروح لأرقام الضحايا العبثية للعدوان الصهيوني في غزة باستخدامه صور غنية ووقفات درامية معبرة. وابدع الخمايسة كذلك باحياء صور منى من خلال دمج صور و اصوات القصف فيها. وقال خمايسة أن موضوع الفيلم في الأصل كان عن علاج صدمات أطفال الحروب عن طريق الرسم بيد أن “تمتمات منى ” سرد قصتهم بشكل أفضل.