خيانة؟

الإثنين 09 آب 2010


بقلم: سلمى


قبل بضعة أيام أتت إلي شقيقتي ياسمين مع صديقها زيد وقالت لي “بدنا رأيك بموضوع.”


“بنت خال زيد إلها فترة مع واحد صاحبنا ورح يخطبوا الشهر الجاي، المفروض إنه كتير بيحبوا بعض، والبنت شخصيتها حلوة وبتجنن.


“اكتشف زيد إنه هاد الشب عم بدور مع بنات غيرها، وبنام معهم، وعينك عينك بيحكي لصحابه. وزيد مش عارف إزا لازم يحكي لبنت خاله وللا لأ. لو إنت محلها، بدك يحكيلك؟”


سؤال صعب. أول جواب خطر على بالي هو أنني لا يمكن أن أكون مكانها لأنني إذا كنت في علاقة جادة مع شخص ما وعلى وشك الارتباط به، سيكون بيننا مستوى عالي من الشفافية والوضوح، وإذا كان هنالك خلل ما فسألاحظه.


سرعان ما تداركت نفسي… لعلها تفكر بنفس الطريقة وتعتقد أن كل شيء تمام. ولكن هل يعقل أن يخونها أكثر من مرة وأن تكون هي جاهلة تماما بالموضوع؟! قد تكون من النساء اللواتي يفضلن حالة الإنكار، بحسب قول المتنبي أن ذو العلم يشقى وأخو الجهالة ينعم.


“مش عارفين شو الصح،” قالت ياسمين. “يحكيلها وللا ما يحكيلها؟”

... Or is it?


“يمكن الشاب عم بيعمل هيك هلا عبين ما يخطبوا… يعني معتبر حاله لسا مش مرتبط تماما وبالتالي معه مجال شوي.” كنت أفكر بصوت مرتفع. ليس لدي جواب. تفكيري ذهب في اتجاه آخر: لو فعلت الفتاة نفس الشيء، ماذا ستكون ردة فعل الشاب الذي يوشك أن يصبح خطيبها؟ لعل جوابه سيكون تلك الجملة التي أمقتها “بس مهو الشاب غير عن البنت.” لكن هذا موضوع آخر يطول الحديث عنه.


ذكرني سؤال شقيقتي بتجربة مررت بها مؤخرا. تعرفت من خلال مشروع عمل على زوجين؛ هي في الثامنة والعشرين ولكن تظنها في منتصف الثلاثينات، وهو في منتصف الثلاثينات أو أكبر قليلا. اكتشفت أنها مسيحية وهو مسلم، وبدون أن أعرف المزيد من التفاصيل عن زواجهما وجدتني أبتسم لهذه المعلومة وأشعر نحوهما بنوع من الاحترام والإعجاب، لربما لأنني أعرف الكثير من القصص عن علاقات لم يكتب لها الاستمرار بسبب الاختلاف في الدين، ولأنني أعرف أنه كثيرا ما تجد الشخص المناسب والذي ترغب بالارتباط به وقضاء حياتك معه ولكنك لا تتحلى بالجرأة الكافية لخوض معركة مع عائلتك من أجله.


ما علينا… الموضوع ليس عن الزواج المختلط. الموضوع هو أن هذا الرجل المتزوج اتصل بي فجأة بعد فترة من انتهاء المشروع ليدعوني للخروج معه. كنت مشغولة يومها واعتذرت، فقال لي “طيب شو عاملة بكرا؟ خليني أعزمك على drink.”


“يا سلام، طيب وين مرتك عنّك؟” قلت له.


“خلص شو بدك إنت في مرتي؟ مرتي حالئتلّي.”


قلت له أنني لا أستطيع، ولكن لعلي لم أكن واضحة بشكل قاطع، إذ أنه كرر المحاولة أكثر من مرة في الأسابيع اللاحقة، وكنت جبانة فاختلقت أعذارا على أمل أن تصله الرسالة ويتوقف عن المحاولة بدل أن أقول له صراحة “ما بدي أطلع معك.”


ليس الموضوع غريبا جدا، ولكنه ضايقني كثيرا… لربما لأنني كنت أعتقد أنه عندما يضطر شخصان لتخطي عقبات وخوض معارك في سبيل أن يكونا معا، ستكون علاقتهما متينة وسيكون تقدير كل منهما للآخر وللالتزام الذي بينهما كبيرا.


طبعا ما أدراني أنا؟ لربما هذه كلها مجرد إسقاطاتي الشخصية وتصوراتي التي قد تكون أبعد ما يكون عن واقع قصتهما.


ربما إذا عاود الاتصال بي، سأخبره صراحة أنني لا أريد الخروج معه، ولكنني سوف أتجرأ وأسأله بعض الأسئلة عن علاقته بزوجته وقصة زواجهما وما ستكون ردة فعله لو كانت زوجته تغازل رجالا آخرين وتدعوهم للخروج.


أعلم أن موضوع الخيانة في العلاقات ليس جديدا، ولكن مجموعة من التساؤلات تخطر في بالي: في مجنمع يقدس الاستقرار ويقسو على العازبين والعازبات ولا يرحم المطلقات، هل الجهل بالخيانة أو تجاهلها هو الخيار الأسلم؟ هل من الطبيعي أن يكون الزوج أو الزوجة “آخر من يعلم”؟ وما هي الخيانة أصلاً؟ هل الخروج مع رجل آخر أو امرأة أخرى على drink خيانة؟ هل مغازلة شخص آخر خيانة؟ أحد أصدقائي قال لي مرة أن الخيانة بالنسبة له عاطفية وليست جسدية… بمعنى أنه لا مانع لديه أن يقوم هو (أو زوجته) بخوض تجارب جنسية عابرة مع أشخاص آخرين، طالما أنها جسدية بحتة ولا ينجم عنها ارتباط عاطفي، وطالما أنه وزوجته لا يكذبان على بعضهما. أعتقد أن هذا الصديق لا يعكس تفكير النسبة الأكبر من الرجال أو النساء في مجتمعنا. أو ربما هو يحاول أن يجد تبريرات منطقية لملاحقة نزواته بدون أن يؤنبه ضميره وللمحافظة على أسرته وأطفاله في الوقت نفسه. لست أعلم.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية