النهر يجف والضفة تبعد

الخميس 19 آب 2010

بقلم ريما الصيفي

الأن حانت الساعة و آن الأوان لكن لا رجعة… هنا اهلها واكرام الميت دفنه.

اشار تقرير بيئي  الى  أن نهر الأردن أصبح مهددا بالجفاف اعتبارا من العام المقبل.
وقال التقرير  أن 98% من مياه النهر يتم تحويلها إلى إسرائيل والأردن وسوريا وأوضح التقرير أن مياه النهر تلوثت بشكل كبير بفعل مصارف المرافق الصحية، فضلا عن ملوحة المياه والرائحة العفنة التي تصدر منها.

حوالي 18 ساعة هو الزمن الذي استغرقته رحلة المسافرين الاسبوع الماضي عبر جسر الملك حسين من الضفة الغربية تحديدا نابلس  الى الشرقية تحديدا عمان – هذه المسافة لا تحتاج لأكثر من 30 دقيقة على اكبر تقدير في حال انعدام الاحتلال الحدود- عوضا عن 4 ساعات هي ما كانت تلزم في الأوضاع العادية تحت ظل الاحتلال.

السبب في ذلك هو اضراب عمال الجسر الاسرائيلين احتجاجا على قلة الأجور دون تحديد ساعات اضراباتهم أو أيامها فتكون متغيرة من يوم لآخر قاصدين أن يربكوا عمل الجسر وأن يحتج المسافرون بما يشكل ضغطا على حكومتهم علها ترضخ لمطالباتهم- هذا هو التعليل الذي قدمه احد العمال للمسافرين.

محتلون يستنجدون بالمحتَلين للضغط على حكومة الاحتلال !!!!!

ما الذي يدفع هؤلاء على الاعتقاد ان الحكومة الاسرائيلية ستأبه بما يعانيه المسافرون الفلسطينيون ؟

أي كان السب وراء اختلاف أوقات الاضراب و فتراته ..

تتكاثر القصص و تتنوع طرق سردها، فلكل روايته الخاصة . منهم من يتذكر مناقبها و منهم من يعلن انها كانت تدرك أن الموت وشيك .

سكنت عمان بعجزها وكبرها عندما ساءت الأحوال و استعصى أن تنال العناية اللازمة لها و أبى ابناؤها في الضفة المقابلة الا أن يعتنوا بها.

قبل تلك النكسة الملعونة و ابناؤها متوزعين على ضفتي النهر و كان لها بحكم عمل زوجها بيت في كل ضفة.

كانت جدتي تاتي لتزور ابنائها بين الحين و الأخر و كانت تأبى أن تغادر بيتها لتسكن شرق النهر على رغم حبها لعمان التي كانت تقول انها في الليل ابهى من النهار.
كانت أيام صباها تقول إن مت فقرب اخي هنا سأدفن .
تغيرت هنا ….

الأن حانت الساعة و أن الأوان لكن لا رجعة…  هنا اهلها واكرام الميت دفنه .

فالنهر يجف والضفة تبعد.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية