أرصفة عمان تتسبب بتمزق أربطة ركبتي؟

الإثنين 13 أيلول 2010
عمان وسط البلد

في صيف العام 1994 وحيث كنت حينها طالبا في المدرسة كباقي الطلبة عندما ينتهي الدوام نركض إلى منازلنا ونضع حقائبنا المدرسية ونأكل طعام الغذاء وندرس “قليلا” ونركض فرحين إلى الشوارع حيث اللعب بكرة القدم مع زملائنا، صادف يوما وأن وقعت على ركبتي.

تلك الوقعة أنتجت تمزقا في الأربطة الصليبية في ركبة قدمي اليسرى، وكان الطبيب آنذاك مجتهدا بتجبيرها لشهر كامل ودخلت في فصول من معاناة معها. وفي العام 2001 وقعت على ذات الركبة وكنت حينها في الجامعة، وتم تجبيرها للمرة ثانية وكان الطبيب ينصحني مرارا بعدم لعب كرة القدم وإلا قد نضطر إلى عملية جراحية، وكنت مصرا بأني أوقفت لعب كرة القدم فأنا لست لاعبا بقدر ما كنت عددا إضافيا للفريق، ولكن “الركبة” باتت ضعيفة وقابلة أربطتها للتمزق وبالتالي للوقوع والأذية لأبسط الوقعات.

مساء الخميس الماضي، وعند قيامي بالمشي على رصيف قرب معرض سيارات المطل على حدائق الملك عبدالله بحكم موقع منزلي هناك، خرجت عن مسيري من على الرصيف بسبب تكدس سيارات المعرض إلى الشارع ودخلت إليه حال انتهاء موقف السيارات والذي هو رصيف المشاة، وما أن وضعت قدمي على الرصيف وحركت الأخرى بلحظة سريعة وخاطفة انزلقت في حفرة صغيرة سببها كما اعتقد ثقل السيارات على الرصيف، ووقعت بسرعة على ركبتي الضعيفة مفترشا أرض الرصيف بكاملها محدثة خدوش في أيدي وقدمي الأخرى وإصابة موجعة لقدمي الضعيفة.

بعد يوم واحد أي يوم الجمعة، “انتفخت الركبة” وهي طبيا تعُرّف بـ”خروج سائل مائي عن الأربطة” محدثا نفخا بالركبة ما يحجب ثنيها بشكل طبيعي، وهذا ما حصل معي للمرة الثالثة، المشي عرجا.

قراءتي للمشهد الحالي، يأخذني إلى الاعتقاد بأن جهود أمانة عمان في مشروعها “عمان صديقة للمشاة” لا يزال غير فاعل في كثير من الأماكن التي تشهد اعتداءات سافرة على الأرصفة، وأنا أشير هنا مباشرة إلى الأرصفة الموجودة على طول شارع وادي صقرة، حيث الاعتداءات من قبل معارض السيارات كبيرة وأمام الأعين .

طبعا، لن أتحدث عن خسارتي لموبايلي الذي وقع على الرصيف متحطما بفعل قوة الضربة على الأرض، ربما بسبب رخص ثمنه “أبو لوكس” إنما سأتحدث عن تأثري صحيا وعرقلة عملي، أنا الآن أعرج تماما، وقدمي ليست على ما يرام، وساورني شك بأن أٍشير بأصابع الاتهام “للأمانة” المتسبب الأول في حادثتي ثم أصحاب المعرض ثانيا، أنا كمواطن لي الحق في المشي على أرصفة أنا أساهم في دفع الضرائب للأمانة لإصلاحها ولمنع المعارض من احتلالها لصالح سياراتهم.

استذكر كلام أمين عمان عمر المعاني، مرة في إحدى مؤتمراته الصحفية وكان مخصصا آنذاك للحديث عن مبادرة “تمّشى” والتي أطلقتها الأمانة أوائل العام الجاري ويأتي المشروع لتعزيز ثقافة المشي عند المواطنين، وأقر حينها “بتردي أوضاع الأرصفة وازدياد الاعتداء عليها من قبل السيارات والأشجار والتجار”. داعيا المواطنين إلى التعاون مع الأمانة والشركاء في مجال عودة المشاة إلى الأرصفة.

أما أنا فما ذنبي من دخولي في جولات بين أطباء اختصاص عظام ومفاصل خاسرا رصيدا من وقتي في العمل لصالح إصلاح ركبتي المثقلة بالتعب، ومن ما خفف علي هو “تأمين صحي” خاصة في مؤسستي غير ذلك كنت خسرت مبالغ طالة من “تصوير الأشعة الطبقية” وكشفية طبيب الاختصاص وتكاليف العلاج.

وتشير بيانات الأمانة بأن المشي يشكل الوسيلة الأولى لتنقل المواطنين وبنسبة 27% خاصة بين الأطفال في سن الدراسة، فيما شكلت حوادث المشاة والدهس النسبة الأكبر من الوفيات وبواقع 124 حالة وفاة أو 60% من عدد الوفيات في عمان بحسب الأرقام المتوفرة لعام 2008.

وتهدف المبادرة إلى خفض عدد الوفيات والإصابات الخطيرة للمشاة بنسبة 10% بحلول نهاية عام 2010، ترى هل يمكن إدراج إصابتي بين دراسة الأمانة والجهات ذات العلاقة، أعتقد أن الكثير مثلي يتأذون يوميا ولا يوجد سجل توثيقي من خلال العيادات والأطباء والمستشفيات التي تتحقق من كل إصابة مريض يراجعهم.

ليس لدي كلام أكثر وما أريد قوله هو أن تتمنوا لي الشفاء العاجل لأكمل مسيري دون عرج..

0 responses to “أرصفة عمان تتسبب بتمزق أربطة ركبتي؟”

  1. Amer El Naqeeb says:

    ألف سلامات يا صديقي-عامر النقيب

  2. John says:

    سلامات أخ محمد ومعافى ان شا الله

    بالتأكيد فان المشي على أرصفة عمان من الصعوبة بحيث يتعادل ربما مع قيادة السيارة في شوارعها، فلست أعلم أبدا كيف ان تعبيد الشوارع لا يغطي ابدا فتحات المناهل ويتركها دائما أخفض بكثير من محيطها وكيف أن عاملا يفتح منهلا لغرض ما ثم يعيده راسا على عقب تاركا السطح المضلع منه الى الأعلى او أن يترك نصفه خارج الاطار الذي من المفترض ان يضمه بالكامل

    كيف يمكن لمعالي الأمين ومساعديه ومساعديهم وشرطة السير أيضا ان لا يلاحظوا تلك الاختلالات في شوراع عمانننا وأرصفتها؟ لا يمكن ان يعقل أبدا ان تترك الارصفه في كل المواقع امتدادا للمحلات التجاريه وان تترك محتله بلا وجه وان يترك المشاة للمسير في طول الشوارع وعرضها متنافسين مع المركبات على أشباه شوراع

    والله يا اخ محمد اتمنى ان تتقدم بشكوى رسميه بحق المتسببين بأذيتك هذه المره وانا تكون سنة يقتدي بها آخرون لتجد أمانة عمان نفسها مضطره الى تصحيح كل الاختلالات التي تعاني منها شوارعنا ولا تتطلب سوى عزم وتصميم على تصحيحها دون ادنى تكلفة مادية

    مرة أخرى سلامات ومعافي ان شاء الله

  3. SHANNAK says:

    اولا سلامات محمد انشالله إجر ع.م ولا إجرك
    ثانيا انا بأعتقادي انة الامانة بتعلم المواطن النط ( يعني رياضة غصبن عنهم )

  4. Tareq Naimat says:

    سلامات ألف سلامة استاذ محمد..طارق النعيمات

  5. Zhamzeh says:

    Salamtek Mr. Moh’d.

    Had you been able to sue the City for your accident as you would’ve been able to do in some other countries you could bet that the sidewalks would be in top shape. There is no accountability just a bunch of empty words and meaningless slogans like: ‘a livable is an organized city with a soul’.

  6. rose says:

    so sad mohammed becareful we need to write reports $ blogs in 7iber our website take care shamma

  7. Rami Zalloum says:

    من تجربتي مع تمزق الأربطة، فأنا أعلم ما تمر به و ما ستمر به من ألم. ولكن ما يؤلمني أكثر هو رؤية أرصفة الأردن (نعم، هذه الماساة ليست حكرا على عمان)، فلا يخلو رصيف من حفرة، أو شجرة، أو سبارة، أو بسطة… أختنق كلما رأيت اطفالا يمشون على الأسفلت لأن مواطنا جشعا آثر أن يزرع الزيتون على رصيفه. أختنق كلما سألني زائر أوروبي عن احترام الأرصفة و ممرات المشاة، أختنق كلما دفعت ضريبة ولم أجد الحد الأدنى من الخدمات مقابلها، أختنق كلما زرت الأردن الذي أحبه، وأكره حاله

    رامي زلوم

Leave a Reply

Your email address will not be published.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية