أصوات أردنية حرة: في نفس الكيس، حرب التعليم، طل الملوحي، عمالة الأطفال و جوجل الأردن

السبت 09 تشرين الأول 2010

رصد: حبر

“لن يمانع الليمون بأن يكون بنفس حقيبة (كيس) البندورة…أيضا لا ضرر من جمع الصابون مع اللبن…” تريد أن تقتصد ندين بعدد الأكياس التي ستحمل بها مشترياتها من  محل كوزمو التجاري، و لكن طلبها بتوزيع مشترياتها على القليل من الأكياس يُقابل بعلامات استعجاب و غضب من قبل أمينة الصندوق و الموظف المسؤول عن تعبئة الأكياس. “تذهب النية و الرؤية الصافية في حال وجود خلل في الإتصال. يبدو أنّا لدينا نوع من الهوس البلاستيكي ثقافيا. فنفشل بشكل كبير في ثقافة إدارة النفايات…” فبالنسبة لندين ما يجري داخل كوزمو من إهدار للأكياس و المغلفات يثير العجب و يناقض وجود حاويات إعادة التدوير البرتقالية الكبيرة في مواقف سيارات المحل نفسه.

يعلن أحمد أسفه للتغيير التام في رأيه ، فهو لن يرسل أياً من أولاده للدراسة في الجامعات الأردنية و سيعمل ما

بجهده لإرسالهم الى جامعات في الخارج.  درس أحمد في مدارس الحكومة و تخرج بشهادة في الهندسة من الجامعة الأردنية في سنة ال ١٩٩٥. “كانت تجربة رائعة، فكان فَوجُنا حماسي، يجمع كل أنواع الطلاب مع عدد من المحاضرين الكفؤين. في آخر سنة من الدراسة، شاركت في الحياة السياسة الطلابية مما اكسبني خبرة حياتية أوسع.” بعد زيارته لقسم الهندسة مؤخرا و تحدثه مع اثنين من أصدقائه ممن يدرسون هناك، صدم أحمد من حال البنية التحتية و قصص طلاب يشترون أبحاثهم ، محاضرين ليس بيدهم حيلة، و صراع الأعراق و القبائل. “كل هذا الحديث عن التكنولوجيا، الإقتصاد المعرفي، و الطلبة المهيئين للمستقبل، فارغ إذا استمر التعليم على الوضع الحالي. يجب إعلان حالة طوارئ في التعليم، و تخصيص مجلس من الأكاديميين و السياسيين ليشرفوا على بداية فورية لإعادة بناء جامعاتنا… المبادرات الإختيارية و الصغيرة  لن تأتي بنتيجة، إعادة بناء التعليم يجب أن تكون كخوض حرب: منظمة، جدية، و شاملة.”


من انتهاك التعليم الى انتهاك الحريات تكتب همسة في ظل قصة احتجاز المدونة طل الملوحي لدى السلطات السورية. “صعقت لما قرأت. طل والتي لم تبلغ العشرون من العمر، لها تقريبا سنه “مختفيه” تم التحقيق معها لاول مرة بسبب مناشدة وجهتها ـ عبر موقع النادي السوري ـ إلى الرئيس بشار الأسد للإسراع في عملية التحول الديمقراطي بالبلاد و قد وقعتها بإسمها الثلاثي, و بعد ذلك تم التحقيق معها على خلفيه تدوينات سياسيه و ضد الحكومة قد كتبتها في مدوناتها”. في مدونتها “ماذا لو كنت أنا…ماذا لو كنت أنت”، تتساءل همسة عن سر عدم بذلها جهدا أكبر في معرفة شخصية هذه المدونة لحظة سماعها عنها، ”  انشغالي في نفسي منعني ان افعل اقل شيء ممكن بالضغط على بعض الازرار للتعرف اكثر على شخصيه هذه الزهره, منعني من بذل اقل عناء لاحاول معرفتها اكثر, شكرا لصديقنا المدون خالد أبجيك الذي بتدوينته الاخيرة ايقظني. للاسف ليس في يدي ان اقوم بأي شيء ليساعد طل او عائلتها سوى هذه الكلمات لمحاوله نشر قصّه طل لمن لا يعرفها.”

“المضحك في الامر ولعله المبكي في نفس الوقت بان وزارة العمل تريد الحد من الظاهرة بزيادة الحملات التفتيتشيه ولكن ماذا عن الوضع الذي يعاني منه عائلة الطفل العامل وماذا عن لقمة الخبز التي يحاول فيها الطفل تدبيرها لاهله ؟”  تتساءل سوزان في ظل اخر دراسة نشرتها جريدة الغد عن عمالة الأطفال في الأردن. بالنسبة لها لم تأتي الدراسة بشيئ جديد و تستغرب القرارات الوزارية المبنية عليها. “يجب بدلا من الحملات، من وجهة نظري، ان يتم توفير وسيله لضمان الحياة الكريمة لمن من هم تحت خط الفقر ويعانوا من انكسار في ظل هذه الظروف. من وجهة نظري ان يحاول الوزير العمل على آليه فيها يتم ضمان ان هذا الطفل لن يعود ليعمل بل سيعود لكرسي الدراسة!!”

في النهاية يبعث وائل بالقليل من التفاؤل. “أعتقد أنه لا توجد إختلافات بيننا وبين الشركات في سيليكون فالي في مجال الابتكار. الشيء الوحيد الذي لديهم وليس لدينا هو المال وقاعدة من المستخدمين.” يستنتج وائل هذا بعد رحلته مع مجموعة من الرياديين الأردنيين لزيارة شركات مثل مايكروسفت، فيسبوك،و جوجل في الولايات المتحدة. “من المهم جدا آن نوسع من قاعدة مستخدمي الإنترنت في العالم العربي وأن نزيد من رأس المال المستثمر في التكنولوجيا و الإنترنت…إذا أردنا أن نرى جوجل و فيسبوك المقبلتين قادمتان من منطقتنا.”

تهدف اصوات أردنية حرة إلى القاء الضوء على بعض مما يكتبه المدونون الأردنيون في فضاءات الإنترنت باللغتين العربية و الإنجليزية ليصل صدى أصواتهم إلى مسافات أبعد.

Leave a Reply

Your email address will not be published.