ويكيليكس بالعربي: وقف مباراة كرة قدم بسبب هتافات معادية للنطام وبلطجة باتجاه الأردنيين

السبت 18 كانون الأول 2010

مشروع ترجمة برقيات ويكيليكس الصادرة من السفارة الأمريكية في عمان
برقيات من الأردن والمنطقة العربية بالتعاون بين حبر وعمان نت.

أرسلت من السفارة في عمان
التاريخ 28/7/2009الساعة 14:02
تاريخ النشرعلى موقع ويكيليكس: 6/12/2010 الساعة 15:03
التصنيف: سري
مصنفة من قبل القائم بالأعمال لاونس مانديل
( النص الأصلي )
الموضوع:
وقف مباراة كرة قدم بسبب هتافات معادية للنطام وبلطجة باتجاه الأردنيين

1.       الملخص: بلطجة معادية للفلسطينيين وشعارات مهينة لأصل الملكة وولي العهد الفلسطيني مما أدى إلى إلغاء مباراة كرة قدم في 17/7/2009 بين الندين النادي الفيصلي ونادي الوحدات واللذين يمثلان تقليديا المجتمع الشرق أردني والفلسطيني.
والمباريات بين الفريقين لها تاريخ عنيف ولكن التهجم على العائلة المالكة يمثل مستوى متدني.
وتم تغريم الناديين وتوبيخ مؤيديهم، ولكن حضور الإعلام الرسمي والمعلقين كان قليلا.
المباراة عكست الخلاف بين مجتمعي الشرق أردنين والفلسطينين في الأردن.
صمت الملك حول الحادث كان ملفتا وكذلك تردد من نتصل بهم بالتعليق على الموضع.

* الفيصلي صفر والوحدات صفر
2.       تدخلت الشرطة الأردنية لوقف العنف وهتافات جماهير الفيصلي ضد النظام في مباراة 17/7 بين فرقين من عمان (الفيصلي والوحدات) والتي جرت في مدينة الزرقاء الصناعية.
بدأت الفوضى عندما بدأ مشجعو الفيصلي بالهتاف ضد أردنيين من أصول فلسطينية بما فيهم الملكة.
بعض مشجعي الفيصلي قاموا برمي زجاجات على اللاعبين من نادي الوحدات وعلى مشجعيهم.
وأمر مدربا الفريقين لاعبيهم بالخروج من الملعب في منتصف المبارة لحمايتهم.
وقد تم إلغاء باقي المباراة
(ملاحظة النتيجة انتهت بالتعادل السلبي.)

3.       تمثل منافسات فريقي الفيصلي والوحدات انتداب أبطال شرق أردنيين وفلسطينيين في الأردن على التوالي. ففريق الفيصلي (الذي يعود اسمه للملك فيصل الهاشمي) مدار من قبل عشيرة “العدوان” البارزة من شرق الأردن والمتمركزة في مدينة السلط وهو فريق معروف بمشجعيه شرق الأردنيين العشائريين بالرغم من أن عددا من لاعبيه من أصول فلسطينية، وفاز الفيصلي بثلاثين كأس للدوري الأردني منذ إنشاء الاتحاد الأردني لكرة القدم في عام 1944.

4.       فريق الوحدات والذي يأخذ اسمه من مخيم كبير للاجئين الفلسطينيين  في المنطقة الجنوبية لعمان وهو الفريق المفضل لدى الأردنيين من أصول فلسطينية، فاز الوحدات بالكأس إحدى عشرة مرة منذ 1944 بما في ذلك  الثلاث سنوات الماضية، ورئيس الفريق الحالي طارق خوري – رجل الأعمال الناجح والذي يدعي أنه اشترى مقعده في مجلس إدارة الوحدات، ومنذ ذلك الوقت  استخدم هذا المنصب لتحسين فرصته  السياسية حيث تم انتخابه عضوا في مجلس النواب عام 2007.

المباراة انتهت
5. مباريات الوحدات والفيصلي لها تاريخ طويل من البلطجة والعنف السياسي، وقد أنهت الشرطة مباريات سابقة بسبب عنف سببته شعارات مسيئة من الطرفين، ومع مرور الوقت أصبحت الشعارات مقياسا للعلاقة  المتوترة بين الشرق أردنيين والفلسطينيين، فشعارات مؤيدو الفيصلي في مباراة 17/11 كانت مثيرة للجدل لأنها كانت موجهة للعائلة المالكة ولأول مرة، صراخ مؤيدو الفيصلي عن أصول الملكة رانيا الفلسطينية بقولهم “يا أبو حسين طلقها بنلقيلك ثنتين” كما ولم ينجو ولي العهد الجديد من التهجم علما أنه نصف فلسطيني (وربع بريطاني)

انزعاج رسمي
6.       رد الفعل كان مفاجئا من حيث أنه كان روتينيا، فالأمير علي رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم والأخ غير الشقيق للملك أصدر بياناً اعتبر  تصرفات مشجعي الفيصلي غير مقبولة  وتتجاوز الخطوط الحمراء، وقد تم تغريم فريق الفيصلي بغرامة قليلية وهية 5000 دينار أي 7000 دولار. وقال الاتحاد إنه سيتم زيادة التقييدات الأمنية في المباريات القادمة. وقام عدد من نواب البرلمان بإرسال تنديدات عبر وسائل الإعلام واصفة هتافات المشجعين بـ “المخالفة للقيم الأردنية.” وقد قرأ النائب  ورئيس مجلس فريق الوحدات طارق خوري بيان النواب من تحت قبة البرلمان. وأصدر فريق الفيصلي أيضاً بياناً خاصا به واعدا بتشخيص هوية الـ “المنبوذين” من بين المشجعين والتعامل معهم.

صمت إعلامي ونشاز في المواقع الالكترونية
7.       بالرغم من الإدانات الرسمية لفريق الفيصلي ومشجعيه، لم تقم أي من وسائل الإعلام الأردنية المعروفة برقابتها الذاتية بتغطية تفصيلية عن المباراة وأسباب إيقافها، وكتاب الأعمدة والمعلقين حتى أولئك المعروفين بتأييدهم للحكومة كانوا صامتين بصورة ملحوظة.   يقال أن رئيسي فريقي الوحدات والفيصلي رفضوا دعوة للظهور على قناة الجزيرة لمناقشة الحادثة نظراً للحساسيات المحيطة بانتقاد العائلة المالكة.

8.       المواقع الإخبارية الالكترونية  كانت مليئة  بتعليقات عن المباراة وتداعياتها.  العديد من مشجعي  نادي الفيصلي دافعوا عن النادي بصفتهم أردنيين حقيقيين يعملون ضد النفوذ الفلسطيني غير المبرر. بعض المعلقين يعتقدون أن الأمير علي فشل في  البقاء على حيادية – حيث قام باستهجان مؤيدي الفيصلي مطالبين بأن يتلقى الوحدات نفس النقد.

التعليق
9.       هناك اعتراف واسع في جميع أنحاء الأردن  بأن حادثة الفيصلي-الوحدات كشفت الفجوة غير المريحة بين الشرق أردنيين والأردنيين من أصول فلسطينية – والتي يفضل الأكثرية هنا تهميشها وإخفاءها في سبيل الاستقرار السياسي.  إن الربط بين هذة الفجوة والنظام الملكي الهاشمي بما فيها ولي العهد الجديد يجعل هذه الحادثة أمرا غير مريح. حتى أكثر معارفنا انفتاحا كانوا مترددين بالتحدث معنا عن هذا الموضوع لمعرفتهم أنه يصيب صلب الهوية الأردنية السياسية. أحد معارفنا اعترف بتردد أن المباراة كشفت “الجانب القبيح من التعصب الوطني الأردني” وقال إنه سيكون من الصعب احتواؤه الآن بعد أن تم التعبير عنه علناً.  وقال آخر إن الطبيعة “العلنية والمستفزة” لشعارات الفيصلي تثبت أن الوضع القائم للشرق أردنين غير مريح حيث يزيد الضغط للإصلاح والذي سيقلل من الاحتكار شبه الكامل على الأمور السياسية والقوة الاجتماعية.

10.   إن صمت الملك عن المباراة وتأثيراتها السياسية كان مدويا. فمسؤولون كبار وأعضاء في السلك الدبلوماسي كانوا محتارين من فشل الملك من الرد على التهجم اللفظي على عائلته الأمر الذي ينزلق إلى هوية الأردن السياسية. وبينما كان في إجازة داخلية في جنوب الأردن فإن ما يظهر من تحركات الملك مقتصرة على لقاء مسؤولين دوليين. ورغم أنه  قد يكون غير مقصود فإن صمت الملك يقوض النظام الحالي.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية