من أجل التاريخ – 25 آذار 2011

السبت 26 آذار 2011

بقلم حسن

الشوارع المؤدية الي دوار الداخلية مغلقة للجميع ما عدا سيارات الشرطة والامن العام. لذلك قمت بالمشي من دوار المدينة باتجاه دوار الداخلية. و اثناء مشيي تقدم البلطجية عن طريق شارع الجامعة باتجاه دوار الداخلية، ووصلنا سوية للدوار. انا دخلت على الدوار اما هم فقد تم منعهم من التقدم من قوات الامن. عندما دخلت سمعت منصة المعتصمين تنادي بحماية الفتيات والنساء و هكذا توجهت لمحاوطة النساء بسد بشري.

كنت تحت الجسر من ناحية وكالة بترا، حين بدأ البلطجية برمي الطوب كون الامن سمح لهم بالوصول لبناية مهجورة تحت البناء تقع بجانب الدوار. وهناك بدأ البلطجية برمي الطوب طوبة طوبة عالمعتصمين السلميين. طوب كامل من الطابق الثاني والثالث. الشباب قاموا بخلع الصفيح لبناية مجاورة ايضا تحت الانشاء للاحتماء بها. عند ازدياد الضرب وووقوع الاصابات جاء الامن العام كان يقوم بحشرنا نحن تحت الجسر. بداية بالكلام والتضييق و الترويع وبعدها بالتهويش و الضرب بالقايش. لقد اعتقدت انهم جاؤوا لحمايتنا من البلطجية ويحتاجون بعضا من القسوة حتى يتحكموا ويضعونا جميعا تحت الدوار بعيدا عن طوب البلطجية. قام شاب بجلب فتاة تبكي بخوف عند الامن فطلبوا من الشاب الهرب باسرع وقت ممكن. و تقدموا نحوي، أمرونا بالجلوس (تذكرت كيف الشرطة بالمسلسلات تأمر المجرم بالجلوس للقبض عليه) لاحظت نظرات غل وكره وغضب وكان هناك بعض من التوعد بكلامهم. وهكذا انصعت لامرهم حين طلبوا منا الجلوس وأصريت على الشباب حولي بالانصياع فهم جاؤوا لحمايتنا. و جلسنا، و لكن الشباب الذين كانوا وراءنا مشوا باتجاهنا حيث حصل تدافع كوننا جالسين وهم هاربين من الامن وخراطيم المياه. لقد كنت تحت الاقدام، و استسلمت لقدري حين لم يسمع احد صياحي اننا تحتهم، ما عدا شاب اسمر مليان كان ينظر الي و يصيح بالشباب عني و عن اخرين بجانبي، عندها ادركت وقمت بالتشهد عاليا.

الحمدلله الشباب مروا بسلام و حين بدأت بالقيام متفقدا اصابتي وصلتني قوة الامن يأمروني بالذهاب ويدفعوني باتجاه البناية قيد الانشاء.. كنت متباطئا متفقدا آلام الدعس، متوقعا أن الامن ما زال يحميني، ولكن للاسف كان يضربون الشباب بكل شيء، و الشباب كانت تهرب للبناية التي اخذ الشباب صفيحها. وأنا ذاهب هناك ركضا، ضربني رجل أمن على رأسي من الخلف, بخشبة تستخدم للبناء. سقطت مغشيا علي للحظات و استيقظت علي مناظر رهيبة حيث الامن كان يقوم بضرب الشباب على الارض والذين لا ادري ان كانوا ميتين أو مغشي عليهم. جاءني نصيبي واستيقنت ان الأمن لن يحميني. توقعت منهم على الأقل الرحمة بالجرحى، و لكن لم تكن الرحمة بقاموسهم فقاموا بضربي و انا علي الارض، فقمت مترنحا. جاء رجل امن ينشلني من يدي يدفعني للقيام والتحرك اماما ويقول ” شو …صحفي!! رووح اكتب يللا” و دفعني باتجاه البناية المهجورة، قمت بدخول البناية و أنا أنزف.. كان الشباب يهربون من هناك بكافة الطرق. كوني مصاب لم استطع تقليدهم. جاء شاب ربط لي رأسي النازف بكوفيتي الحمراء، حاولت الخروج و لكن البلطجية كانوا بانتظارنا من المخرج الوحيد، فقمت بالانتظار في تسوية البناية، لتلحقنا قولت الامن هناك مرة أخرى بالضرب والمسبات و الدفع. وعند اخبارهم ان المخرج الوحيد عند البلطجية لم يستمعوا و كان هناك فتيات فنادى احدهم بالصياح ان هناك فتيات فقام البلطجية بالسماح بالمرور، و عندما مررت ساعدني شاب بلحية وعباية صوف أما زملاؤه البلطجية فقاموا بضربي بالخيزرانات و الشلاليت وأنا انزف.

عندها قام رجل من عائلة الدباس باصطحابي للمستشفى التخصصي، و قام بإنزالي قريبا كون الطريق مغلق، قمت بالمشي قليلا عندما صادفتني شلة من المحتفلين بالجريمة، كانوا 5-6 سيارات، قاموا بعمل حركات و مسبات وأنا أنزف وأظهر لهم يدي المدماة فيضحكون و يضحكون..
اما نتيجة ضربة الخشب من رجل الأمن فهي 10 قطب في الرأس ورضوض وكدمات وسحجات من وجهي حتى قدمي.

سؤالي هو: لماذا؟

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية