بلاد العرب أوطاني

الثلاثاء 22 آذار 2011

بقلم نورا العزوني

إلى أي وطن تنتمي؟ هذا السؤال الذي وضعته معاهده سايكس بيكو لننفذه نحن بطريقه غير مباشره وغير مقصوده. ألا يمكنني ان اكون فقط عربية دون تحديد للوطن؟ اولست مواطنه عربيه الاصل والمنشأ ويحق لي ان اكون من كل الوطن العربي؟ الا يمكنني ان اكون تارة تونسيه وتاره سورية وتاره اخرى جزائرية او اكون اردنيه او فلسطينيه… الخ؟

فكم شعرت بالفخر ووددت لو كنت تونسيه في ثورة تونس. وكم غمرتني الفرحه وتمنيت لو استطيع التحليق والوصول لمصر حين ثارت ام الدنيا واشعلت بنا نيران الصحوة. وكم يحزنني مايجري في ليبيا واليمن ويجعلني اشعر باني نصف ليبيه ونصف يمنية.

منذ اشهر لم اكن من محبي الكتابه بالسياسه بل اكنت اكتب واتعاطى بكل ما هو مختلف، روايات قصيره وامور عاديه. بصراحه لم اكن اجرؤ ان اتكلم! كنت اعتبر نفسي وللأسف غير منتميه لاي وطن سوى ذاك الوطن الذي انا منه ولا اعرفه. واعترف – ولعل اعترافي بخطأي الان فضيله؟ – أنه لم يكن يهمني ما يحدث حولي. وكنت دوماً ممن يرددون اني من هذا الوطن الذي هو كخرافه نسمع بها ونصدقها ولا نراها لكننا نحبها، ونحب كل من يحبها ونكره من يكذبها. انا هنا لا احاول الهروب من هذه الخرافه، لا على العكس انا هنا فقط احاول ان اصحح هذه الخرافه، أن اجعلها جزء من واقع رفضته في الماضي دون قصد مني. فبرفضي لهذا الواقع ما كنت الا منفذة لمعاهده سايكس بيكو، مثل ذاك الشخص الذي يشاهد فيلم لا يعجبه ويرفضه لكنه يروي قصته لكل من حوله وهو لا يعلم بانه بذلك ينشر هذا الفيلم للعوام ولكل من حوله. نعم اعلنها واعترف والاعتراف سيد الادله أني كنت من اولئك الذين استطاع من اراد تنفيذ نظريه “فرق تسد ” التاثير عليهم. رغم كلماتي التي كنت ارددها دوما باني فخوره لكوني عربية، لكني كنت عربية عنصرية، للاسف اقولها، ارجو ان تسامحني ايها الوطن العربي وارجو ان تغفري لي ايتها الامة العربيه. انا الآن عربية من كل بلاد العرب، سأتكلم وسأثور حتى لو كان الفساد في أقصى اليمين وأنا أعيش في أقصى الشمال. لن ادير ظهري لما يحدث حولي وانتظر النبوءة أن تتحق وأقنع نفسي أني هناك فقط في ذاك الوطن فقط، ساقول ما يحلو لي، فالحرية لا تكون بمكان دون آخر. وكلمه الحق لا تقيدها حدود جغرافية. فإن سألتموني الآن من أنت ساقول لكم وبكل فخر أنا مواطنه عربيه أسكن خريطه الوطن العربي. انا حفيدة صلاح الدين وعمر المختار، وابنه عربي ولد في وطن عربي وعاش في وطن عربي ومات ودفن في وطن عربي آخر. عمري من عمر الصحوة العربيه وطموحي الوحده العربيه، ونشيدي …

” بلاد العرب اوطاني … من الشام لبغدان ومن نجدٍ إلى يمن … الى مصر فتطوان فلا حد يُباعدُنا ….. ولا دين يُفرقنا ….لسانُ الضاد يجمعُنا “

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية