فلنتحدث عن الإصلاح الجنسي

الإثنين 21 آذار 2011

بقلم بسمة عبدالله

Work by Basel Uraiqat - Acrylic on Board

منذ فترة بدأت أمارس الركض في المدينة الرياضية وذلك لأنني مللت من النوادي الرياضية الباهظة الثمن ولأنني أشتاق للهواء الطلق في مدينة أعشق طقسها الجميل وأحب أن أسمع أصوات الطبيعة والشارع والناس خاصة أنني ككثير من الأردنيين العاملين أمضي معظم وقتي في المكتب بعيداً عن الشارع والتفاعل اليومي مع الناس. وما أحبه في المدينة الرياضية هو المكان المخصص للركض والذي يجمع العديد من الأفراد والعائلات من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية لممارسة الرياضة بكل حضارية في منطقة صحية وخالية من الملوثات البيئية والاجتماعية. لكن الجمعة الماضية مررت بتجربة أثارت في غضباً كبيراً وحزناً عميقاً مما دفعني لأكتب هذا المقال لأناقش موضوعاً غاية في الأهمية ومرتبط بعمق بعملية اصلاح المجتمع، وهي الإساءة للمرأة جنسياً والمعاكسة في الشارع.

أنا متأكدة أن كل امرأة أردنية مرت بتجربة المعاكسة مهما كانت طبقتها الإجتماعية أو أسلوب حياتها أو حتى لباسها. والمعاكسة في الإردن أصبحت ظاهرة غالبة على معظم الأماكن العامة والشوارع وحتى الجامعات والمدارس والمرافق المهنية. لكن ما أستغربه هو أن المعاكسة بدأت تأتي من صبية لا يتجاوزون الإثني عشرة عاماً في العمر! فقد تعرضت للمعاكسة يوم الجمعة بشكل مسيء جداً ومن الصعب تصوره من قبل “أطفال” لا يمكن أن يكونوا أكبر من ذلك بدليل أحجامهم الصغيرة وأصواتهم الناعمة التي أصدرت ألفاظاً لا يمكن أن تصلح لمخاطبة أي شخص في العالم.

تتم مناقشة موضوع المعاكسة الجنسية كثيراً في المجتمع الأردني وتتراوح النظريات التي تحاول تفسير الظاهرة والتعرض لأسبابها. فالبعض يعزي ذلك إلى ضعف التدين وهو تعليل غريب كوننا نجد أن المعاكسة شبه غيرموجودة في المجتمعات غير الإسلامية مثل أمريكا وأوروبا. أو طبعاً دائماً السبب الرئيسي هو لباس المرأة المثير وهو تعليل أغرب كون حتى المنقبات يتعرضن للمعاكسة في الشارع الأردني وقد رأيت ذلك بعيني عدة مرات وقرأت بكثرة عن تعرضهن للإساءة الجنسية في الشارع، وأيضاً استغرب قناعة المجتمع بهذا التعليل كونه ضمنياً يصنف الرجل الأردني قائد المجتمع والأسرة بفاقد للإرادة ومنقاد وراء رغباته لدرجة يصعب عليه السيطرة على لسانه الذي يحمل الألفاظ البذيئة على طرفه منتظرة الخروج في وجه أيه انثى تقع تحت بصره. ومع محاولة النقاش عن كل هذه الأسباب وغيرها نجد أن الظاهرة في تزايد وانتشار مستمر حتى بين “الأطفال”. لكنني أرى أن هذه الظواهر مجرد أعراض لمشكلة أكبر يعاني منها المجتمع الأردني وهي أولا قلة الوعي الجنسي الصحيح وثانياُ النظرة الدونية للمرأة كأداة جنسية وإلى جسدها كمصدر إغراء وليس كجسد أنساني يحمل عقلاً مفكراً وروحاً تشعر بالكرامة. وأرى أن الحل يكمن في الطريق المعاكس تماماً لما هو متبع من دعوة للانغلاق والكبت، وهو في التوعية الجنسية.

فنحن مجتمع لم يعتد أبداً التحدث عن الجنس إلا بطريقة مبتذلة بين الأصدقاء والمراهقين. البيت يرفض التحدث عنه بصفته موضوعاً محرجاً للجميع أو للخوف من مواجهة الإمكانية أن الأبناء قد يمارسون الجنس في مرحلة من مراحل حياتهم. ولا يناقش في المدرسة بطبيعة الحال لأن المدرسة تحاول جهدها كبت هذا الموضوع لاعتقادها أنها إذا تحدثت عنه قد يكون تحريضاً للطلاب. فيبقى الأصدقاء الذين يحصلون على المعلومات عن الجنس من وسائل الإعلام التي تستغل الغرائز والجهل المجتمعي بالأمور الجنسية، وتروج لها بطريقة تجعل المرأة أداة جنسية لا أكثر والرجل كساعياً خلف الغرائز وفاقداً لإرادته الإنسانية. فلا ينفع أن نستمر بلوم الفضائيات بل يجب علينا أن نبدأ بتحصين أنفسنا لنكون جاهزين لمواجهة ما يقدمه لنا العالم بقوة وإدراك لقيمة الإنسان والإرادة. ولا يتم ذلك بالكبت الجنسي المستمر بل بالتوعية والتحدث العلمي والموضوعي عنه.

فأدعو لإدخال التربية الجنسية في المنهاج الدراسي من المدرسة الإبتدائية، بحيث يسبق النظام التعليمي الانتشار الجاهل للمارسات الجنسية المهينة والخاطئة، ويقوم بتوعية الطلاب بمفهوم علمي وإجتماعي وأخلاقي. فأنا أذكر طوال دراستي في المدرسة لم يأتي موضوع له علاقة بالجنس إلا مرة في درس التربية الدينية عن الطهارة في الصف السابع، وقررت المعلمة المحافظة أن يكون درس قراءة خاصة نفهم منه ما نريد أن نفهم، وذلك من خوفها من أسئلتنا المحرجة، ومرة أخرى في درس الأحياء عن الأعضاء التناسلية في الصف العاشر، ومع أن المعلمة حاولت جاهدة أن تظل موضوعية وعلمية، لكنها لم تستطع استكمال الدرس بسبب ردود فعل المراهقين الذين لم يعتادوا التحدث عن الجنس إلا بطريقة سرية ومبتذلة مرتبطة تماماً بالمجلات والفضائيات الإباحية . فبسبب التقصير العلمي والمجتمعي بالتوعية الجنسية، أصبحت المصادر التجارية واللاأخلاقية هي المصدر الأول والوحيد لها. ولن نستطيع مقاومة هذه التأثيرات إذا لم نقم بالتحدث عن الموضوع فيما بيننا لأن الجهل يولد أشخاصاً مكبوتين ومسلوبي الإرادة وغير قادرين على ممارسة حياة جنسية طبيعية حتى بعد الزواج.

ويجب أن يكون التعليم الجنسي متعلقاً بعدة أمور منها البيولوجية، الصحية، المجتمعية، الأخلاقية، الإجتماعية، العاطفية، والدينية كل حسب معتقده،. ويتم تدريجها حسب الفئة العمرية وذلك للوصول إلى توعية تدريجية تتناسب مع المستوى الإدراكي وأيضاً تسبق المصادر الفاسدة التي تدس المفاهيم الجنسية الخاطئة عند الشباب والشابات. فلا ينفع إنكار وجود الحياة الجنسية في مجتمع يتزوج وينجب كثيراً بدليل التزايد المستمر في عدد السكان واالنسبة الشبابية الكاسحة في التعداد السكاني.

ثم يأتي موضوع فرض العقوبات على المسيئين جنسياً، حيث يجب أن تفرض عقوبات واضحة ومحددة وعلنية على أي شخص يقوم بالمعاكسة والإساءة الجنسية لأي شخص آخر سواء ذكر أم أنثى. ويجب أن تحتوي العقوبة على نوع من التشهير مثل نشر صورة واسم المسيء في الإعلام المحلي لكي يشعر بالإهانة التي سببها للآخر، فمن يمارس المعاكسة والإساءة علناً يستحق العقوبة علناً، ويجب فرض عقوبات خاصة على الأفراد القاصرين وليس الغض عن تصرفاتهم بحجة كونهم “أطفالاُ” لأن الطفل القادر على الإساءة يستحق المعاقبة لكن بأسلوب توعية وتعليم وإعادة تأهيل تتناسب وعمره. فأنا أطالب بشدة بمراجعة القانون ضد الإساءة الجنسية سواء جسدية أو كلامية أو حتى عاطفية وتطبيقه بشكل صارم على الجميع بما فيهم عناصر الشرطة والأمن الذين أيضاً يقومون بالتعرض للفتيات في الشوارع بشكل ملحوظ. وأقترح تعيين شرطة أخلاقية خاصة لتراقب التحرش الجنسي وتعتقل كل من يقوم به وأن نتنتشر في كل الأماكن العامة وبشكل مكثف لحماية الفرد وضمان كرامته.

أخيراً أود التأكيد على ضرورة التوعية الجنسية في المدرسة والبيت والمجتمع بأكمله وذلك لأن الكبت يولد أفراداً غير مدركين لهوياتهم الجنسية وضعفاء أمام أي تأثير خارجي. ويجب علينا التوقف عن التظاهر بأن الجنس أمر محرج وأن الممارسات الخاطئة غير موجودة خوفاً من الإضطرار للتحدث عنها. وأيضاً أود التركيز على ضرورة فرض عقوبات على المعاكسة بأنواعها وأهم نقطة أريد التأكيد عليها هي أنه يجب التوقف عن لوم المرأة على انحراف الرجل لأن ذلك فيه إهانة للطرفين. فإذا أردنا الإصلاح فعلينا أن نبدأ بأنفسنا وبأعمق المستويات لحل معضلاتنا الداخلية لكي نكون أفراداَ متعاونين ومدركين لوجود الآخر كإنسان وقادرين على حمل مسؤولية الحرية والديمقراطية. فالإساءة الجنسية تنبع أساساً من هشاشة في الهوية الإنسانية وعقدة نقص نتيجة الكبت والجهل ومن يعاني من هذه الأعراض لا يصلح لأن يقيم ثورة إصلاح أو يطالب بالحرية الفكرية.

39 responses to “فلنتحدث عن الإصلاح الجنسي”

  1. مواطنة says:

    كم أتمنا على الأمن و البحث الجنائي ملاحقة و تعقب و معاقبة المتحرشين جنسيا و المعاكسين بدل من مطاردة المحبين في الحدائق العامة

  2. منعاً للحرج تستطيع وزارة التربية تغيير إسم المادة التي تتحدث عن التربية الجنسية إلى التربية الأخلاقية, لكن في البداية من الجيد تثقيف من سيقوم بتدريس هذه المادة

  3. Zeid says:

    التراجع الفكري الحضاري والثقافي الذي نحن نعيشه يؤدي الى هكذا معاكسات وقلة أدب.

  4. I admire you for bringing this taboo subject into discussion. I was brought up in Jordan and schooled there, sex education was a taboo and other than the biology lesson which I remember they separated the boys and girls, we had to rely on our own sources and side discussions.
    Now with my son being schooled abroad and with a totally different educational system, I had to re learn about proper methods in discussing sex with him and to deal with his school’s approach to sexual education. Can you believe I was more embarrassed than him.
    The truth is that our children are exposed not just to their local society and culture with the internet they are exposed to a world of misleading information and without proper sexual education they can easily be manipulated and fed wrong information that will affect their sexual well being as adults.
    We have to work on the right program that will find middle ground between religion, culture and age appropriate. It has to be tailored for our society as their sexual maturity is not the same as the west.
    But the most important thing is for things to change within our society. Where discussing sex is taken in a different approach, as part of whom we are and not to be ashamed from. We need to start an awareness campaign that changes the mind set that a man has the right to say and do what he wants while a women should quietly accept what comes her way.
    Again I’m so happy that we reached a point where this is being discussed in the open.
    Way to go..

  5. Rasha says:

    thanks for the article. amazing choice of painting 🙂

  6. Baha says:

    المشكلة ان المجتمع يتحرج من لفظ جنس رغم ان النصوص الدينية تعج بلفظ الطهارة و البكارة و الفروج و الزنا و حتى الثقافة الشعبية مليئة بمصطلحات ذات مدلول جنسي و احيانا لا يجد اي شخص الحرج بمناقشة امور تتعلق بالانجاب و الحمل و تنظيم الاسرة !!!!! يعني الكل يعرف عن الجنس باستثناء تفاصيل صغيرة ظنا انها ستؤدي -ان عرفت- الي التشجيع على ممارستة!!! و هو خوف له مبرراته كون العلم بالشيء يزيل حاجز الخوف من العواقب و بالتالي يصبح الموضوع مجرد فعل مضبوط ,,,, لكن يتناسى الكثيرون ان الامر ايضا يتعلق بالارادة و لا يوجد ضابط افضل من الارادة الشخصية

  7. Devil's Mind says:

    I agree on almost all points, except for the second to last paragraph. It is extremely stupid to have “morality police”!! Last thing we want is for police to interfere with the everyday life of people on the street. We need less police, not more!

  8. shaker zalloum says:

    ان الخواء الفكري كما الفراغ يؤججان للتحرش الجنسي ومن هنا اود من تابع ميدان التحرير كيف تكلم شباب الثورة عن انعدام لهذة الظاهرة كما لغيرها من الظواهر مثل الطائفية.ان وجود مشروع وطني يضم الصغار والكبار على اهداف وطنية حقيقية سينسف الكثير من هذة الظواهر وسيحول المجتمع الى مجتمع متفائل وغير محبط.ان الادعاء بأهمية تدريس مادة الثقافة الجنسية سيحد من تلك الممارسات هو قول غير دقيق ومن عاش بالمجتمعات الاجنبية التي تهتم بتدريس الثقافة الجنسية وجد هذة الظاهرة بتجليات اخرى وقد تكون اكثر من مجتمعنا.

    • Rana says:

      أضم صوتي إلى صوتك. أنا بالفعل فتاة محجبة وملتزمة بالجلباب ولكنني للأسف تعرضت للتحرش أيضاً. طبعا أنا وضعي أفضل من غيري ولكن هناك فئة من الناس تتلذذ بالتحرش بالنساء بغض النظر عن احتشامها. تدريس الثقافة الجنسية برأيي ليس له أي علاقة بحل المشكلة، فالمشكلة ليست كبتا جنسيا، وإنما هو جهل وتخلف وسوء أخلاق ينعكس بهذه الصورة. أيضا لا يوجد لدينا رادع قانوني تستطيع الفتاة التي تتعرض لتحرش إلى اللجوء إليه. مثلا هناك فتاة قام مراقب حركة بوضع يده عمدا على جزء من جسدها، وكان هناك شهود، فماذا فعلت الفتاة؟ لا شيء، بل صعدت إلى حافلة الجامعة دون أن تنبس ببنت شفة. يجب أن يصبح هناك توعية للفتيات بكيفية حماية أنفسهن!

  9. جمال says:

    تعليقي أقسمه الى قسمين .. الأول بالنسبة للتوعية الجنسية وفتح الموضوع لتجاوز خطوطه الحمراء التي وضعها المجتمع بسبب الانغلاق واستمرت في فترة تخبطنا الحالية ما بين الانغلاق والانفتاح والتي لا نعرف أين نقف بالضبط .. موضوع التوعية الجنسية يستحق التحدث عنه وهو أساس حل المشكلة .. ومن هنا ابدأ بالنقطة الثانية والتي أختلف فيها مع كاتب المقال .. موضوع الشرطة الأخلاقية ربما مبالغ به في رأيي .. نعم هي مشكلة ويجب حلها لكن وضعها بهذا الشكل يعيدنا الى بداية المشكلة وهي تجاهلها وكبتها وتركها دون توعية .. بهذه الطريقة أنا أرى أننا لا نعالج المشكلة بل نتبع الحل السهل والذي يمكن أن يحل المشكلة بشكل مؤقت فقط والحل المؤقت ليس حل .. الحل يبدأ من التعليم .. كما هي الكثير من مشاكلنا الاجتماعية .. يمكن حلها من خلال النظام التعليمي المتأخر في الأردن .. والذي يتبع أساليب مثل التي ذكرت “درس قراءة خاصة” وهنا جذور المشكلة .. اذا أصلحنا النظام التعليمي فاننا نصلح المجتمع ولو كان بطريقة تجميعية وعلى مدى سنوات لكن هذا هو الحل للمشكلة ليس الشرطة الأخلاقية .. بالمناسبة لدينا شرطة سياحية وشرطة بيئية وسبب وجودهم لا زال يحيرني

    • عصام says:

      i think police is not the right word to be used here, there should be some sort of a volunteer act to counter such thing. but ideally there instead should be more awareness among the people in the streets to condone such acts, so one would be ashamed to do it in the first place

  10. Raeef says:

    I don’t think the solution for this issue is sex education. Let’s go back to Jordan 20 or 30 years ago, was the situation like this? I am pretty sure that it wasn’t. The main issue here that we are losing manners and etiquette when dealing with people. Your article covered one example of what I think of a bigger problem. We need education on how to deal and respect people. Small things like waiting in the line, not parking our cars in the street without caring if you are causing harm to other people in the street… Really , small things that are all connected. We need better education and law enforcement. I lived in the US for a while , and didn’t notice anything like this, but on the other hand, dating and sexual relationships can start at an early age, as early as the age of those ” children” you are talking about. A major point also, is people have plenty of time to kill while they don’t have that much of activities do to and the easier and cheapest activity is wander in the streets and throwing words. To sum things up, the issue won’t be solved by sex education and some small changes, you need a complete set of regulations, activities and also better education offered by the school and the families.

  11. Hala Ghattas says:

    ~sigh~

  12. بحاجه لمجتمع واعي says:

    الى مواطنه1
    ما همي الامن والشرطه بكل انواعهم اساس المشكله انا برأي من ظمن الدورات الي حضراتهم قاتليين حالهم عليها يضيفولهم دورات توعيه عن كيفية معاملة السيدات في الشارع يعني مش يظلوا حاميها حراميها

  13. بحاجه لمجتمع واعي says:

    الى شاكر زلوم
    كلامك كتيير رائع بصراحه عندما يكون المجتمع فارغ وليس هناك شيء يشغله فبطبيعة الانسان الميول الاول عنده الميول الجنسي و هذه حقيقه فعندما لا يكون مثقف من هذه الناحيه و يكون يعيش بمجتمع عرف عنه كل شيء عيب حتى مجرد التفكير يولد الانحراف و المعاكسات او التحرش مثال صريح

  14. منهج بالمرحلة الابتدائية

  15. حلو ، مش خالصين بالشوارع ، عشان تكمل بالمدارس

  16. FHilal says:

    انا بصراحة بشوف انو المشكلة اكبر من هيك حيث انو القضية الاساسية هي المواطنة. قضية التحرش الجنسي عالمية وموجودة في كل مكان بأشكال متفاوتة ولكن التحرش في الأردن يأخذ ملامح وشكل اخطر حيث يعبر فيه رجل عربي مكبوت، مهزوم ومتخاذل عن كرهه للنساء ومحاولته للسيطرة عليهم (بالعربي: التحرش في داخل وخارج المنزل) وهذا يأخذ اشكال عدة. هذا الرجل هو شخص يشعر انه لا حول له ولاقوة ويريد تعويض ذلك عن طريق فرض سيطرته على كل انثى في حياته – من عابرة سبيل، لأمه، وزميلته بالعمل. ذاك الرجل، الذي ليس له حيلة في العمل ولا الشارع وليس له مصدر فخر (نتاج العمل او الابداع الفني او حتى التعبير الذاتي) يريد ان يعوض هذا النقص و طبعا لأنه بنات الناس و الاخرين اصبحوا “مستباحين” وطبعا لأنهم “ليسوا ملك له” فهو يتحرش بهن. انا اسف على هذا التشبيه ولا اقصد فيه اي اهانة لأي فتاة (اي شخص يعرفني يعرف هذا) ولكنه مثل ان يقوم شخص بخدش سيارة جميلة في الشارع بمفتاح منزله. هذا شئ قمة في التخلف وعلينا العمل الجاد وأكيد الثقافة الجنسية اول خطوة ولكن علينا العمل في ميادين اخرى ايضا. وبدي اشكرك على الكتابة في هذا الموضوع – اكيد انو ما كان اشي هين.

  17. مقال ممتاز فعلاً. لا أدري إن كانت الحلول المطروحة قابلة للتطبيق في مجتمع يدعي “المحافظة” لكنه أقرب منها إلى التخلف.
    ألوم الشباب على تلك التصرفات… لباس البنت حجة مبتذلة و مستهلكة لأبعد درجة.

  18. Riham_sawalha says:

    الموضوع جدا مهم … والموضوع ليس تحرش جنسي ولكن اخطر من هيك … هو المعاكسة بكلمات بذيئة من قبل اطفال … وللاسف انا واحدة من الناس عمري 42 سنه تعرضت لهذه المعاكسة من قبل اولاد لا يتجاوزوا 14 سنه … فانا برأي الحل الاول والاخير هو توعية وتدريب الاهل بالثقافة الجنسية وكيفية التعامل والتحوار داخل بيوتهم ومن ثم التأكيد على المدارس ….

  19. barhoooom says:

    الوضع مأساوي …. التحرش في كل مكان… في الشارع و الاسواق و الجامعات و اماكن العمل…. ربما نحن بحاجة الى ثورة اجتماعية لتصحيح الوضع

  20. Mohammad Saleh via Facebook says:

    منهج محترم ومنظم … لتفادي اللي بصير بالشوارع يا عبدالله

  21. NRC says:

    The problem is that we are an Islamic society and so from day 1, the majority of the population is taught that there is a difference between males and females and that they should be separated as requested by Islam. Since our society is also male-dominant, coupled with that religious separation, people start to subconsciously think that males and females are not equal, while males have the upper hand. So take an average man in his 20’s, he probably never gotten into a relationship, never touched a girl and probably spoken to just a few girls in his whole life! So whenever he sees a girl, he will have a strong desire for her.

    That is the core issue. Until we, as a society, stop differentiating between men and women and separating them, this will continue.

  22. شكرا بسمة. مقال ممتاز. أعتقد أنه على كل فتاة أن تلجأ إلى الأمن والشرطة في كل مرة تتعرض بها إلى تحرش أو معاكسه، مع الوقت كلهم راح يحسبوا حساب! الرجاء قراءة هذه المدخلة
    http://khobbeizeh.com/2006/10/blog-post.html

    • Sandra Hiari says:

      I think instead of being weak and heading to the police, a woman should make eye contact with the guy. Sometimes that makes a big difference, they shy away like magic!

  23. SomeOne says:

    نعم فالذي يحول بيننا و بين استعمار كوكب عطارد هو التحرش الجنسي ، و بكل تأكيد لدى الكاتبة معلومات نجهلها حول التحرش الجنسي في الغرب حيث تدعي أنه شبه معدوم ، بكل بساطة انتهجت ذات نهج السابقين ممن ناقشوا الموضوع فلم تضعي يدك على أي جرح ، و لا أعتقد أنك تفردت بالطرح فأنا أسمع لهاثكم منذ سنوات لكي تضاف مادة ” الثقافة الجنسية ” إلى مناهجها ، و كأن مناهجها بحاجة إلى المزيد من الركاكة في الطرح ، ثم ننتظر من الجيل القادم أن يتطور ، المصيبة أنكم لا تراعون اختلافكم ثقافيا و اجتماعيا عن الغرب ، و بات السخف فيكم سمة تقدمية و التقليد منهج تنموي للأسف ، أتمنى في المرة القادمة التي تقصدين بها المدينة الرياضية أن تستعيري مسجلة الكترونية تسدين بها أذنيك فلا نتحمل نحن عقبات موضوع جديد

  24. Muhanad Otoom says:

    ان الاصلاح يشمل الاصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي والديني والاجتماعي

  25. AIQ says:

    If I still have a good memory, I recall that we had a “Morality Police” in Jordan in the late 70’s or early 80’s of the last century. I was a littel kid back then but still have traces of a memory of VW cars parked in downtown Amman painted in light brown and the words: “شرطة الآداب” written on their sides. I think that we do need to re-institute such an entity in today’s crazy world. Will be interesting to know the resaons for the birth and death of such a law enforcement! Anyone who remebers those days?

  26. hasan says:

    المقال لطيف واتفق مع فكرته عموما لكن اظن ان فيه شيئا من التحامل او انه رد فعل شديد تجاه فعل شديد فرغم ان المشكلة قائمة فهي في مجملها ليست بالسوء الوارد في المقال (في حدود علمي).. ورغم ان المقال يقول انه لا يجوز ان نحمل المرأة ((انحراف)) الرجل اظن وليس من وجهة نظر دينية ان المسألة مختلفة فنسبة لا بأس بها من الشابات في مجتمعاتنا تتعمد الظهور بمظهر لافت جدا وبصورة مبالغ بها.. لا اتحدث عن انها غير محجبة او ترتدي الملابس المعتادة لكن هناك احيانا مبالغة زائدة في (حب الظهور) ان جازت التسمية وهي مسألة بذاتها مدعاة لما اسماه المقال بالانحراف وليكون مثالي اوضح اظن ان الجميع يذكر رد الفعل لدى الجميع عند ظهور موضة البناطيل الساحلة والبوكسر الظاهر من تحتها عند الشباب.. برأيي المسألة مماثلة عند الشابات فكما ان ذلك المظهر كان زائدا ومدعاة للتعليق فان مثله يظهر عند الفتيات ويكون مدعاة للتعليق.. نوعا ما يمكن تسميتها بأن لكل فعل رد فعل.. نعم هناك مشكلة في المجتمع والتعليقات والمعاكسة تطال حتى المحجبات احيانا لكن قليل من المعاكسات تصل حد الاساءة او التحرش وهذا لا يبررها ايضا.. هناك مشكلة وهي بحاجة الى علاج لكن لا يتحملها طرف واحد عموما.. على فكرة المقال يعطي بعض الرجال اكبر من حجمهم لان الواقع يؤكد ان نسبة لا بأس بها من الرجال هم في الواقع مقادون تماما لغرائزهم.. وللاسف فإن في مجتمعنا نسبة عالية من الاناث اللواتي يؤيدن فكرة فوقية الرجل ويدعمنها واظن ان الجميع يذكر الاحصائية التي ظهرت قبل عامين وجاء فيها ان حوالي 76 بالمئة من النساء في المجتمع الاردني يؤيدن ضرب الرجل لزوجته !!!!!!!!!

  27. My Opinion says:

    there are many wrong assumptions you made and built the idea upon, for example:
    you actually think sexual harassment doesn’t exist in western society? are you high? did you even make a research about this?

    and most important, why do you think sex education can solve this problem? i can’t think of any reason.

    i am with sex education, i support it, but for a totally different reasons…

  28. نعيم says:

    الى الأخوة القاطنين في العصور الوسطى,
    هنالك فرق بين المعاكسة و التحرش الجنسي. يتحدث المقال عن المعاكسات المهينة في الشارع التى تبهدل خواتكم و خوات الجميع كل يوم في الشوارع الأردنية.
    الانحراف شيء موجود في كل المجتمعات و لكن الثقافة التى تبيح اهانة أي امرأة في الشارع هي كارثة يسببها أشكالكم.

  29. Rosasweet2001 says:

    رائع واظن أنك ذكرت الاسباب الحقيقية و طرحت حلول جيدة وسهلة التطبيق وأنا معك المعاكسة مرتبطة بالتربية ة الأخلاق وفهم اختلاف البشر واحترام هذا الاختلاف

  30. Hala Bsaisu says:

    Good article, you should review the latest changes the in the Penal Code law قانون العقوبات and how the Members of Parliment, first slashed all the penalties for incest, rape, and other sexual crime, no reaction from civil society or women groups, luckly they reversed their decision after some convincing (not from civil society).
    Until we reach a day civil society starts acting up and living up to its human rights principles and not just do workhops and travel, we will not get there.

  31. asd says:

    We need a secular constitution and an entire reform of the educational system. Religious studies in my opinion have to be excluded, or at least leaving them at the expense of only cherry-picking the good verses from these “holy books.” This applies of course to Christianity as well, as all religions downgrade women and regard them as automatically inferior to men.
    Legalizing prostitution would most definitely help as well.

  32. المعاكسة بمعنى الإطراء هي شيئ محبب عند معظم النساء
    بينماالتحرش باللمس او بالألفظ النابية يجب ان يعاقب بالقانون

    • عصام says:

      !!واضح جداً أنها كانت تتكلم عن الاطراء
      ما شا الله دكتور ذكي

Leave a Reply

Your email address will not be published.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية