يحيى السعود، مرة أخرى

الثلاثاء 19 تموز 2011

بقلم وعدسة Minister of Photography

كنت قد نشرت قصة تصويرية عن الانتخابات (في نوفمبر ٢٠١٠)، والحمدلله اتهموني بأني ضد الفلسطينيين والمسلمين وسكان المشتري وعطارد. خلاصة الذي قلته إنه جماعة الإسلام هو الحل ونصير المشردين ما راح يجيبوا الخير للبلد. طبعاً هذا الرأي ما كتبته عشان قضيت ستة اسابيع وأنا بتنقل من مقر إنتخابي للثاني، لأ طبعاً، هذا الرأي كتبته عشاني مرتشي وبشتغل مع مخابرات كوكب XX246.

حكي مثل هيك في الأردن صعب ينحكى، بس مثل ما بقول صديقي خطة ب – “الله مش مدرب فريقك  في الجامع” إذاً إلي بحكي بالنيابة عن الله ما راح يجي منه الخير.

نرجع لموضوعنا، اليوم في واحد نائب إسم يحيى السعود، هذا النائب متهم بأنه وراء تحريك البلطجيه في الشارع الأردني، طبعاً هو أكد هذا الإتهام لما راح لبس عسكري على البرلمان (شكله كاين سهران في حفلة halloween وما  لحق يرجع عالبيت يغير). هذا نفس النائب عمل مهرجان خطابي قبل الإنتخابات، وتحت بند صدق أو لا تصدق، كان إسم هذا المهرجان الزحف الكبير.

أنا رحت على هذا المهرجان الخطابي، من الإسم فكرت راح أحضر حفله لفرقة سلاحف النينجا، وأشوف الشباب يعملوا دائرة حوالين المرشح و يصيروا يغنوا (go ninja go ninja go, go, go yahya go yahya go). مرشح الاتجاه الإسلامي هذا عنده ذوق فرنسي، فراح نصب برج مثل برج ايفل في باريس، وعشان الأخ بشبه براد بيت، راح حط صورته على اليافطة  وكتب فوقها “الاسلام هو الحل”.
(سبحان الله كيف التصوير وموسيقى حرام إلا لما يستعملها الإسلاميين).

المهرجان الخطابي هذا فعلاً كان عرس في الديموقراطية، عريف الحفل افتتح المهرجان بالسلام الملكي، و بعدين أعلن عن ولاء الحضور والمرشح لجلالة الملك وحماس (وين كان الأخ لما سيدنا طرد حماس من الأردن ما بعرف). يا سيدي ما علينا، المهم تحدث أكثر من 30 شخص عن ميزات الحاج يحيى، وقوة عقيدته، وتثبته بقضايا الأمة المصيرية والقضيه الفلسطينية. بس كل هذول المتحديثن كانوا عبارة عن كومبارس، لأن عريف الحفل وعد الحضور بأن شيخ، عفواً، علّامة إسلامي كبير، سيأتي للإعلان عن دعمه لفارس الآمال والأحلام الشيخ الحاج يحيى السعود. (شيخ كبير يعني جايب ما بين ال-٥٥ ٪ و-٦٥٪ في التوجيهي أو دارس على أيدي شيوخ البترو إسلام، إذا ما إبتعرف شو هو البترو إسلام بنصحك تعرف قبل ما يصير عنا ديموقراطيه ونروح في ستين داهيه).

الشيخ للاسف ما شرّف، بس بعت شريط تسجيل صوتي، أعلن فيه إنه لم يدعم أي مرشح في حياته، من مبدأ أن الإنتخابات الأردنيه لا تقوم على قواعد إسلاميه ولذا المشاركة فيها حرام. ولكن الشيخ هذه المرة، وبعد دراسة لشخصية الحاج يحيى، قرر دعم المرشح لقناعته بأن الحاج يحيى بصفاء قلبه وإيمانه هو الأقدر على خدمة المسلمين وقضاياهم ونصرة القدس.

طبعاً خدمة الوطن ودعم اخواننا في فلسطين يكون عن طريق وضع يافطات تقول “اوقفوهم إنهم مسؤولون، الإسلام هو الحل” أمام كنيسة. وتحرير فلسطين وبناء الفكر الاسلامي يكون عن طريق ضرب متظاهرين سلميين (منهم أردنيين من أصول فلسطينية ومعظمهم مسلمين).

خلاصة الموضوع، أولاً: الذين يرفعون شعارات تحرير فلسطين ويتحدثون بإسم الدين لم ولن يجلبوا الخير لهذا الوطن وخصوصاً لاخواننا من أصول فلسطينية، ليش؟  لأن معظم هذه الشعارات ترفع في مناطق تعاني من مشاكل كبيرة مثل البطالة وتدني مستوى التعليم وكوارث بيئية، إذاً من يعجز عن حل هذه المشاكل سوف يلجأ إلى شعارات رنانة تغطي الافلاس الفكري والأخلاقي لديهم. إذا مش قادر تلم زبالة الحارة كيف بدك اتحرر فلسطين؟ أو ليش بدك تحررها؟ عشان تقلبها مزبله مثل حارتك؟ هذا النائب يستعمل أسلوب العنف وهو فائز في الإنتخابات، طب شو بعمل  إذا خسر؟

ثانياً، من المعروف أن بعض أجهزة الدولة تتدخل كثيراً في الإنتخابات، إذاً من هو العبقري الذي قرر أن وجود هذا النائب يصب في مصلحة البلد أو النظام؟ كثيرون من المعارضة مدعومون من جهة خارجية، وسكوتهم المخزي عن جرائم النظام السوري هو أكبر دليل على ذلك، لذا نتوقع أن تقوم أجهزة الدولة بدعم بعض المرشحين، ولكن دعم هؤلاء المرتزقة ليس في مصلحة أحد، لا نظام ولا دولة. إذاً هذا الدعم إما يعبر عن غباء شديد أو عن تيار يريد فرض أجندة خطيرة على الدولة والنظام والشعب.

إن الحديث عن السياسة يهيمن على نقاشات الشعب وخصوصاً هذه الأيام، هناك “المعارض” و”الموالي”، ويومياً يتم الحديث عن الملك والنظام والحكومة وسياسات الدولة، ولم أسمع يوماً أن هذه النقاشات أدت إلى قيام طرف ما بالتعدي على الطرف الأخر بالضرب أو الشتم، وهذا ما يجعلنا اردنيين بالأساس. وهذا النقاش يدور بين الملايين، إذا لماذا تصبح هذه النقاشات مشكلة عندما يتحدث فيها مئات؟

في عهد الملك الراحل كان هناك العديد من محاولات الاغتيال ضده، ولكن بدلاً من إعدامهم كان الراحل يضع المتآمرين في أعلى مراكز الدولة، وخصوصاً المراكز الحساسة أمنياً، وعندما حاول عبد الناصر وعرفات وغيرهم قلب النظام لم ينجحوا.  إذاً مجموعة شباب طائش مثل شباب دوار الداخليه لم ولن ينجحوا في فرض الأجندة على الدولة إلا إذا تصرفت الدولة والذين يدعون ولائهم للعرش بنفس الطيش.

بدلاً من إرسال بلطجيه إلى الدوار كان يجب وضع كراسي للشعب لمشاهدة الشباب، فوالله شعاراتهم مضحكة (تجد إمرأة ترتدي الخمار وترفع شعار الحرية و العدالة، وشاب يرتدي معطف من الجلد الفاخر ويسمي نفسه بو عزيزي الأردن) فأين الخطر هنا؟ وهل هؤلاء أخطر على النظام من ناصر وعرفات؟ أتدري الآن لم كان الملك حسين يبتسم في معظم صوره؟

أخيراً، وهنا الكلام موجه إلى الأخوة الذين وصفوا كلامي عن النائب وغيره بأنه كلام عنصري، أولاً اعتذاركم مقبول، النائب تبع فلسطين أولاً والإسلام هو الحل نازل ضرب في الفلسطينيين والمسلمين. وثانياً مش كل واحد عنده إعتراض على شعارات إسلاميه أو فلسطينيه عنصري وخائن، وثالثاً المرة الجاي بدل ما تفتي من ورا شاشة الكمبيوتر بنصحك تنزل تشوف الشارع الأردني.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية