ويكيليكس بالعربي: الكباريتي يقدم تحليلا واسعا

السبت 03 أيلول 2011

البرقية الأصلية بالانجليزي: هنا
الرقم:3978
تاريخ الإصدار:18 تموز 2002
تاريخ التسريب: 30 اب 2011 التصنيف: سري
المصدر : السفارة الأمريكية – عمان
المصنف: السفير ادوارد غنيم
العنوان: تحليل واسع مع رئيس وزراء سابق

1. التلخيص: في لقاء واسع ومطول مع السفير تحدث رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق عبد الكريم الكباريتي بصراحة عن مجموعة مواضيع محلية وخارجية. الكباريتي معروف بمواقف قوية محلية وخاصة فيما يتعلق بعلاقة الحكومة الأردنية مع العراق. يجب قراءة آراء الكباريتي ضمن سياقها فهو مسؤول حكومي سابق وخارج دائرة القرارات. رغم ذلك تحليله مهم ويتماشى مع ما نسمعه في الشارع حول الحكومة الأردنية وعلاقة الملك ببلده وحكومته.

2. زار السفير رئيس الوزراء السابق عبد الكريم كباريتي في 17/7/2002. الكباريتي الآن هو المدير العام للبنك الكويتي الأردني. لقد كان الكباريتي رئيس الوزراء ما بين 1996-1997 ووزير الخارجية ما بين 1995-1996. شغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ونائب رئيس مجلس الأعيان ورئيس الديوان الملكي ومؤخرا عضو مجلس أعيان.

3. يقول الكبارتي أنها “معجزة” أن الأردن يبدو محمياً من تأثيرات الأحداث في الضفة وقطاع غزة. يعطي الكباريتي الفضل للخطوات الأمنية والإجراءات الوقائية التي اتخذها الملك والتي كانت نتيجتها المباشرة منع المشاعر من التراكم والتفاقم. وقال إن ما ساعد أيضاً هو أن “الجميع سعيد بالعمل والقدرة على إرسال أموال لأهلهم في فلسطين”. وقال إن نجاح استراتيجية الحكومة الأردنية فاقت توقعات الحكومة نفسها.

4. الكبارتي تساءل بصوت عال ما إذا كان الدور الأمريكي في محاولة حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي سيزداد بعد الانتخابات النصفية الأمريكية. وقال ان تحسن الوضع في الأراضي المحتلة سيساعد “اكثر من اي شي اخر” في زيادة التأييد للمصالح الأمريكية في المنطقة والحكومة الأردنية أيضا. وقال ان بعضاً من “فك الارتباط مع شارون” بعد الانتخابات سيظهر “اهتماماً بمصالح الشعب الفلسطيني ومشاكلهم.” وقال ان أي ضجة ستحدث بعد الهجوم الأمريكي على العراق لن تتعلق بالعراق بقدر ما ستشكل معارضة لأمريكا وتعاطفا مع فلسطين. وقال الكباريتي انه يجب أن يتم مكافأة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله لدوره في دعم عملية السلام. وقال إنه يجب التخطيط لما بعد الانتخابات بخطة تعطي الامل وتظهر أن مبادرة ولي العهد “على الأقل اخذت بجدية.”

5. وفيما يتعلق بالعراق أوضح الكباريتي ان رئيس الوزراء ابو الرغب يعطي “انطباعات خطيرة” بنفية المتكرر لوجود قوات أمريكية في الأردن، وان الأردن لن يتم استخدامه لدعم العمل الأمريكي في العراق. وقال انه عندما تضرب أمريكا العراق سيحدث واحد من أمريين، إما إقصاء حكومة ابو الراغب وتعيين حكومة بديلة او سيضطر رئيس الوزراء للقول ان “الحقائق السياسية” أجبرت تغيير جذري في السياسات. وقال الكباريتي انه “متخوف جدا” بسبب الاختلاف الكبير بين موقف رئيس الوزراء العلني والواقع حيث سيكون من الصعب التعامل مع الرأي العام آنذاك.

6. وعلق رئيس الوزراء السابق على علاقة الأردن مع دول الخليج. وقال ان الوضع الراهن فيما يتعلق بالعراق مزعج لأصدقاء الأردن. وكمثال على ذلك قال الكباريتي ان بعض كبار المسؤولين الكويتين “منزعجين جدا” وقد سألوه شخصيا اذا ما كان رئيس الوزراء يتلقى رشوة. وقال الكباريتي انه دافع عن رئيس الوزراء واكد لمحدثه الكويتي ان ما يجري يأتي “ضمن حملة سياسية محليه لمعالجة الوضع السياسي” ولكنه حلل ان هذه الاستراتيجية “ستفشل ويكون لها رد فعل سلبي.”

النفط وسمعة رئيس الوزراء

7. واكمل الكباريتي وهو مضطرب “لقد انزلقنا كثيرا وراء مغريات التجارة مع العراق.” وقال الكباريتي ان ابن رئيس الوزراء له علاقات تجارية واسعة مع عراقيين وإنها “تبدوا سيئة للغاية.” وعند سؤال السفير حول التحويلات غير شرعية للنفط العراقي (مرجع أ) قال الكباريتي ان الدافع كان “المال.. هذا هو” ووصف العملية بانها “رشوة” وان زيد جمعة من الديوان الملكي كان يعرف بذلك. وقال أن جزء من الأموال كانت يذهب للجيش ولكن معظمها كانت تذهب “للرؤساء.” الكباريتي قال ان “الامر كله كان مغلفاً بمباركة الديوان والملك.” وقال إن “حكومة الأردن لم تكن من قبل مأخوذة إلى هذا الحد بالتفاصيل والتعقيدات” كما هي الآن مع هذا النوع من التجارة وانه كنتيجة لذلك فان الحكومة تخاطر بان يصبح لها سمعة “صناع قرار رخيصين”.

8. وتذكر الكباريتي اليوم الذي طُلب من رئيس الوزراء ابو الراغب تشكيل الحكومة . وقال انه نصح ابو الراغب ”عندما تصبح رئيسا للوزراء لا يوجد اي طريق أمامك سوى للأسفل.” وانه سيحتاج “الحظ والإصرار والولاء” للمحافظة على الوظيفة. وقال لابو الراغب ان عليه أن “يفكر في اليوم الذي سيستقيل وكيف سينظر إليه التاريخ. هل سيتم تذكره كإصلاحي؟” وقال الكباريتي انه بدل ان يكون “الرجل الخليج القوي” فإن رئيس الوزراء هو “رجل النفط العراقي القوي.” وقال انه بعد خمسة سنوات سيتم تذكره “كعميل لصدّام والذي قبض من صدام.” وقال الكباريتي انه يبدوا ان ذلك كان ما يريده ابو الرغب عندما وضع نفسه “كرهينه للموقف المؤيد للعراق ولعلاقته مع العراق.”

السياسات الداخلية

9. وقال الكباريتي ان الملك يحتاج ان يفصح اكثر وان يلعب دور اكبر في قولبة الرأي العام قبيل اي ضربة متوقعة عل العراق. وقال ان الملك يستطيع ان يغلف حجته بطريقة تركز على نظام صدام بدل من التركيز على الشعب العراقي. وانه هناك العديد من الأمور التي لا يستطيع الشعب العراقي ان يحققها “بسبب صدام وان الهجوم سيستهدف الجرائم ضد الإنسانية وليس الشعب العراقي.

وقال الكباريتي ان زيارة الملك القادمة لواشنطن ستكون فرصة سانحه لكي يعطي رسالة “واضحة” حول كيف يمكن “تحضير الشعب لما سيحدث.” وقد أشار الكباريتي إلى عدم رئيس الوزراء للملك في زيارته القادمة لواشنطن وقال إنها سياسة جديدة وأن ابو الراغب قيل له ان عليه ان “يكون مثل رئيس وزراء مصر الذي يهتم بالوضع الداخلي.” وان الملك سيعالج السياسية الدولية. من الواضح أن هذا لم يعجب ابو الراغب وقد اصبح “عصبيا وخائفا” نتيجة تلك السياسة الجديدة.

10. اتفق الكباريتي مع السفير ان العلاقة بين واشنطن وعمان قد تحسنت “عما كانت عليه في سنوات سبقت.” وان ذلك ياتي بسبب احترام الرئيس بوش للملك وقدرة الملك والملكة على التواصل مع الشعب الامريكي. وقال ان الملك يرتاح اكثر في التعامل على ارضية خارجية من معالجة الامور المحلية. وقال ان الاثنين يشعران بعدم الامن في الاردن. وقال ان شعوره بعدم الامان في الاردن ينتج عنه تعيين “أشخاص بمعيار متدني” في الحكومة لانه “لا الملك ولا رئيس الوزراء يرغب ان ياتي من يتفوق عليه.” وقال ان الملك لم يصل الى ما كان وصل إليه والده فيما يتعلق بالثقة بمستشاريه وانه “لا يحب السياسة” وقال الكباريتي انه نتيجة لذلك فإن مستشاري الملك يخافون ان يقولوا له اي شيء (ملاحظة: الكباريتي أيضا قال ان الملك “يحب قطع الناس” من حيث إخراجهم من الحكومة. وقال ان الملك يشعر بان ذلك يعكس شخصية “قوية ومصممة .” نهاية الملاحظة).

11. قال الكباريتي ان الملك “بحاجة لوقت” ليتعلم كيف يحكم وقال ان كل ما كان يريده الأمير عبد الله قبل وفاة الملك حسين هو ان يكون قائد للجيش. ”كان ذلك حلمه طويل المدى.“ ولم يتم تحضيره لمنصب الملك. وقال ان “الملكة تزيد شعوره بعدم الأمان لانها أيضا لا تثق بأحد.” وأضاف انها “أخر من يهمس في أذنه” في معظم الأمور.

الانتخابات

12. في رد لسؤال من السفير حول توقيت الانتخابات النيابية قال الكباريتي انه لا يعتقد انها ستتم قبل أيار او حزيران من سنه 2003. وكان مفاجئاً أن الكباريتي قال أن هذا التوقيت “مقبول”. ورغم انه مقتنع ان الملك يستطيع “إدارة” الانتخابات إذا تمت في الخريف كما هو متوقع ولكن الملك يستطيع ان يؤخر الانتخابات بدون أي ضرر يذكر. وقال أن الملك غير قلق من نتائج الانتخابات. بل بالعكس فان الديوان يرغب بان “يحكم بدون ان يتم محاسبته من قبل البرلمان.” وفي إشارة لتجربته هو كرئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس قال الكباريتي “ممكن للمرء أن يعقد الصفقات في السياسة حتى مع الاخوان المسلمين” والذين كان دعمهم ضروري لتمرير اتفاق السلام مع إسرائيل في 1994.

13. وفي عودة لنفس الموضوع قال ان على الملك “ان يتعلم كيف يصنع التحالفات ويبني الثقة على أسس سياسية.” وقال انه مع او بدون انتخابات على الحكومة ان “تتعامل مع الوضع السياسي المحلي”. وشدد الكباريتي بقوة ان “الرؤية بدون القيادة امر قاتل. والقيادة بدون الرؤية أمر قاتل أكثر.” وقال ان على الملك ان يتعامل مع الأمور السياسية حتى ولو انه “غير مستعد للمعاناة” في العمل السياسي.

الاقتصاد

14. اعتبر الكباريتي ان الاقتصاد “في وضع جيد.” وقال ان النمو خلال الخمس اعوام السابقة “مميز” رغم الوضع المتشنج في المنطقة. وقد أيّد قول السفير انه يجب ان يشعر عدد أكبر من المواطنين بنتائج التحسن الاقتصادي. وكرر ما قاله سابقا انه لولا التحسن الاقتصادي لما استطاع الأردن “التعامل” مع الوضع الفلسطيني. وشكر الكباريتي السفير بحرارة على المساعدات والدعم الأميركي. وقال ان النمو في الصادرات إلى الولايات المتحدة يجب أن يكون علامة للأردنيين أن الانفتاح على المصالح الاميركية له “فوائد واضحة للغاية.

الفضيحة البنكية

15. في موافقته على تحليل السفير ان القطاع المصرفي تجاوز فضيحة القروض (مرجع ج) قال الكباريتي إن المتهم بذلك مجد الشمايلة اختار البنوك التي أراد التعامل معها بعناية. وقال ان الشمايلة “اختار بنوك قديمة يديرها مدراء يتم رشوتهم بسهولة” وابتعد عن البنوك “المهنية” ذات المعايير الصارمة للقروض والتي لا يمكن ان تسمح بمثل تلك الاعمال. واكد ان البنك المركزي “عمل جيدا” ولكنه اعتبر انه من الضروري وجود محاسبة اكبر في القطاع المصرفي ان كنا “سننجو” من مشكلة اخرى في المستقبل. وقال ان الأموال المفقودة في هذه الفضيحة تصل الى 12 مليون دولار وعلى البنوك استيعابها خلال ما بين سنتين الى ثلاث سنوات.

16. أشار الكباريتي إلى قضية رئيس المخابرات السابق سميح البطيخي الذي تم حجز أملاكه خلال التحقيق معه والذي اتهم كما جاء في الصحافة انه جزء من الفضيحة – اتهامات لم يتم طي صفحتها علنيا بعد. وقال انه ذكّر الملك ان البطيخي كان مهما جدا في حماية نظام والده ونظامه. وقال انه لو كان البطيخي يرغب بالمال فكان هناك عدة طرق للحصول عليه: كان بإمكانه الحصول على 15 مليون دولار من الكويت و50 مليون دولار من صدام وحتى 10 مليون دولار من الليبيين. وأوضح الكباريتي انه خلال محاولة ترتيب أمور الديوان المالية خلال وجودة كرئيس للديوان ما بين اذار 1999 وكانون ثاني 2000 اكتشف ان الملك كان “يخبئ بعض أموال الديوان مع البطيخي.” وقال الكباريتي انه ذكر الملك بذلك في “حوار صريح جدا “. وقال أنه بعد مشاهدته لما حدث للبطيخي فانه لن يعود أبدا للسياسة.

لن نتركك في البرد القارض

17. في نهاية الحديث عاد الكباريتي لموضوع العراق. وقال انه على خلفية التبادل التجاري والنفط مع العراق فان رئيس الوزراء لن يستطيع إصدار كلام قوي في موضوع العراق وخاصة رسالة للشعب الأردني مفادها الحاجة للتغيير. وقال انه مطّلع على تعهدات أمريكية للأردن مفادها “لن نترككم في البرد” اذا ما تم وقف تدفق النفط العراقي. وقال ان الرسالة من الولايات المتحدة للأردن يجب ان تكون “لا تقولوا لنا عن ال 250 مليون دولار(وهو ثمن النفط العراقي) نحن قدمنا لكم 500 مليون دولار!” واكمل الكباريتي بالقول ان اتفاق نادي باريس الذي تم مؤخرا ما كان ليحصل بدون مساعدة الحكومة الأمريكية، ملمحاً ان نشر هذه القصة علنياً سيساعد.

تعليق

19. الكباريتي رجل ذو شغف وعواطف وطنية وآراء قوية، وهو معروف للسفارة. خدمته في الحكومة طويلة في عهد الملك حسين والملك عبد الله مما يعطيه الإمكانية لرؤية فريدة في الأمور الدولية والإقليمية والمحلية.
غنيم

** مشروع ترجمة وثائق ويكيليكس الصادرة من عمان، بالتعاون بين حبر دوت كوم وعمان نت. الترجمة غير رسمية من قبل متطوعين، دون تحرير للمحتوى الاصلي كما سبق أن نشر من ويكيليكس.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية