بين ساقيها

السبت 11 شباط 2012

 بقلم عبدالله شاكر

 لم ينزل ولا نقطة حتى، على الأقل لم يشاهد هو ولا نقطة. مارس “رجولته” هو قبلها مع كثيرات ويعرف منذ أن صار- أو يظن أنّه صار- “رجلاً” أنّه يجب أن ينزل دمٌ كضمانةٍ بأنّها مرّتها الأولى ولو كانت مرّته الخمسين. هزّها من كتفيها الذين كان يتغزّل قبل قليل بأنّهما أبيض من الحليب وبدأ بالصراخ كالمجنون. ما همّه الدموعُ التي تنهمر من عينيها التي كانتا قبل قليل تشعّان نوراً من الجنّة وما اكترث بضحكتها التي طمرتها “رجولته” الزائدة و”شرفه” الذي قبل كل شيء.

  أقسَم عليها الأيمان كلّها، سبّ عليها أكثر مما كان يتغزّل فيها؛ ف “شوقي” التي كانت تدغدغ مشاعرها صبح مساء ماظل منها إلا “الشين” و”قلبي” التي كانت تطرب أنفاسها ما بقي منها إلا ال”القاف”. لم ينتظر حتى الصباح، فبعض الأمور- كجمالها قبل ساعة – لا ينفع معها الانتظار. طلب منها أن ترتدي ملابسها ليعيدها إلى بيت أهلها الذي خرجت منه قبل سويعات مزدانةً بالطرحة البيضاء. المسكينة مرّ أمامها في ثوانٍ شريط السنتين التي عاشتها مع حبيبها. لم تصدّق كيف للحلم أن يصير كابوساً في دقائق. انعقد لسانها، لم تعرف ماذا تقول؛ أتقسم أنّها ما مسّها قبله بشر؟ أتختلق قصة سقطةٍ سال حينها الدم من بين ساقيها؟ أتخبره عن عملياتٍ ترتق الغشاء لو أخطأت مثله قبلُ وتابت فيسيل إذا أراد الدم الذي ينتظر؟ هنالك شيء منعها أن تتكلم، ليس خوفا بقدر ما هو كرامة في وجدانها تمنعها أن تبرر مطاطية غشائها أمام من اعترف لها بأنّه أخطأ قبل أن “يتوب” وهو ليس أفضل منها في شيء إلا بأنه يستطيع التبول واقفا إن أراد. سبقها إلى السيارة ف”التائب” مشمئزٌ لدرجةٍ تمنعه من النظر إلى وجهها الذي كان ملائكيا طوال سنتين.

 حمدت الله ألف مرة بأن بيت أهلها ليس بعيداً فهي لم تعد تتحمل إهانات “الشين” و “القاف”. وصلوا والمسكينة ترجف غير الرجفة التي كان يفترض أن ترجفها في ليلة العمر مع حبيبها “التائب”. قال بصوت يفور “شرفاً” بأنّه لن يعيدها إلا بعد أن “تُفحص” عذريتها. أرادت الصراخ هنا بأن هذا الفحص المعيب حراااااااام لكنّها تعلم مسبقا أن الدين يهمه فقط إن أراد إلباس أخته الحجاب أو التبجح بأحاديث وجوب طاعة الزوج – كما يراها طبعا. خرج غاضباً عائداً إلى بيت كان يفترض به الآن أن يفيض حباً.

 اقتربت منها أمّها تلطم دون أن تتكلم هي الأخرى. فجأة ابتسمت العروس دون أي سابق إنذار. بدأت تضحك وتضحك وتضحك حتى ظنّت الأمّ أن ابنتها قد جنّت!! قبّلت جبين أمّها التي بعد لم تفهم شيئا وهمست في أذنها: لا أريد أن أنجب ممّن يقزّم شرفي إلى غشاءٍ بين ساقي بات يباع ويشترى.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية