الإنسان أرخص ما نملك

الثلاثاء 21 شباط 2012

أرشيفية – من الاعتداء على المعتصمين في آذار ٢٠١١

بقلم آية رياض الموسى

لم يتبق وسيلة إلا واستخدمتها أنا وغيري من زملائي النشطاء السياسيين للتبليغ  عن الإساءات التي نتعرض لها بشكل متكرر. مؤخراً تم الضغط على ناشطات بتشويه سمعتهن والتشهير بهن، وسرق صورهن وتركيب صور بشكل مسيء ونشرها على الانترنت. أساليب متعددة تستخدم “السمعة والشرف” كوسيلة للضغط علينا من خلال تحريض المجتمع ضدها وكأننا بنات ليل!! هذا إضافة لتعرضنا أنا وغيري من الناشطات في الحراك السياسي لاتصالات هاتفية تهددنا بالقتل إن لم نصمت.

قدمنا عدة شكاوى  للبحث الجنائي ولمسؤولين كبار وما من مجيب.

يومياً نسمع التحريض على كل من يشارك في العمل الوطني على الإذاعات الصباحية وعلى صفحات الانترنت. لا يمر يوم واحد بدون أن يتلقى النشطاء نوعاً من التهديد أو الشتيمة، ولا تقتصر الإساءة على ذلك بل تتجاوز كل الحدود الحمراء وتصل لحد تلفيق المشاكل للفتيات. فمثلاً تم إخبار خطيب فتاة ناشطة بأنها “تخونه مع شاب آخر” كذباً. فتاة أخرى متزوجة وناشطة في العمل الوطني تم فبركة صورة لها ولناشط آخر وإرسالها إلى زوجها. ناشطة أخرى تم التشهير بها وفبركة صور لها على الانترنت وإرسالها إلى أهلها. محاولات لا تنتهي لتوظيف كرت السمعة والشرف من أجل إسكات الفتيات والتخلص من نشاطهن السياسي.

الإساءات لا تقتصر على الناشطات، فالناشطون الشباب يتعرضون أيضاً للتشهير والاستفزاز والتهديد والضرب والإساءة لأهلهم وعائلاتهم وغيرها من الأعمال التي تجعلني أشعر بالاستفزاز كلما سمعت التغني ب”الأمن والأمان”.

أين الأمن و الأمان؟ البارحة تعرضت الناشطة في الحراك الطلابي ايناس مسّلم للطعن في بطنها في أحد شوارع جبل اللويبدة. حدث ذلك بعد يوم من كتابتها لتدوينة تنتقد فيها عبارة الأمير حسن في لقائه على برنامج “ستون دقيقة” حول “تنخيل” المعتصمين. أخبرها المعتدي لحظة طعنها أنه سيقتلها في المرة المقبلة وأن ما قام به هو “لعيون الحسن وأبو حسين”.

إيناس كان قد تم الضغط على والدها من قبل المخابرات العام الماضي حتى تغلق مدونتها وفعلاً تحقق ذلك، ثم عادت الى التدوين بعد سنة… والبارحة تم طعنها!

قبل فترة استنكر الجميع قيام أحد الناشطين بحمل سلاح غير مرخص، ولم يدركوا أنه لم يحمله إلا لحماية نفسه بعد تعرضه لتهديدات متواصلة وعدم تجاوب الأمن العام مع الشكاوى التي قدمها. والآن ماذا ينبغي علينا أن نفعل؟ هل نوفر لكل ناشط وناشطة سلاحاً أو مرافقاً لحمايته؟ هل ننتظر ليتم طعن فتاة أخرى لكي نتحرك؟

بعض التعليقات البارحة على خبر الاعتداء على إيناس كانت “شو اللي مطلعها من دارها”، ” تنضب و تقعد”. هل ستغلق الأبواب على الناشطات ويتم معاقبتهن لعدم قدرة الدولة على توفير الأمن وردع المعتدين؟

كالعادة ستقيّد الجريمة ضد مجهول.

أنا أحَمِّل جهاز المخابرات مسؤولية ما يحدث من اتصالات وتهديدات وإساءة وعنف ضد النشطاء. هذا الجهاز يقوم بجلب أي مواطن من منزله بسبب تعبيره عن رأيه، في تعد صارخ على الدستور الأردني، ولكنه لا يفعل شيئاً إزاء الزعران الذين يتعرضون يومياً للناشطين في المظاهرات.

أحَمِّل المسؤولية لكل شخص قدمنا له شكوى ولم يجب.

أحَمِّل المسؤولية لكل مواطن تم استخدامه كورقة للضغط على الناشطين من خلال تحريضه.

أحَمِّل المسؤولية لمقدمي البرامج الصباحية على الإذاعات ممن يمارس التجييش وبث الفتنة بين المواطنين.

أحمل المسؤولية لجهاز الأمن العام  الذي يشاهد بأم عينه البلطجية يعتدون على المعتصمين، حتى بتنا نحفظ أسماءهم عن ظهر قلب.

أحَمِّل المسؤولية للأغلبية الصامتة. طعنت إيناس ومازلتم صامتين.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية