الارثودكسي والتطبيقية في مباريات مثيرة لم يكتب لها أن تنتهي بلا خلافات
مراسل حبر لشؤون الرياضات المحلية
بدأت مباريات الدور النهائي بمفاجأة سارة وهي نقل قناة رؤيا للمباريات في بث مباشر، فالأيام التي كانت فيها مباريات كرة السلة فرصة للقاء الأصدقاء القدامى والتعرف على لاعبي الفئات العمرية والحديث عن أخبار اللعبة مع المدربين واللاعبين ولت، وحل مكانها دي جي يتحف الجمهور بمؤثرات صوتية بلا داعي مع كل سلة وأغاني وطنية في الوقت المستقطع، إضافة إلى طبول وزمامير الفرق الشعبية التي تستأجرها بعض الفرق لتلعب دور الجمهور. أضف إلى ذلك أوضاع الصالة المتردية نظافةً و”خدمات” لتكتشف أن البث التلفزيوني، حتى مع محمد المعيدي معلقاً (!)، هو الخيار الأقل إزعاجاً.
تشكيلة الفريقين (مع خلفية كل لاعب بين قوسين):
[kml_flashembed publishmethod=”static” fversion=”8.0.0″ movie=”http://www.aqlamjmi.com/lina/basketball/BasketballLineUp.swf” width=”580″ height=”787″ targetclass=”flashmovie” fvars=”undefined”] undefined [/kml_flashembed]
ظهر التقارب الشديد في مستوى الفريقين في المباراة الاولى. فإذا كان التطبيقية متفوقاً في ناحية لاعبي الإرتكاز والبدلاء، فإن الارثوذكسي ضم اثنين من أفضل ثلاث لاعبين في الاردن حالياً في قمة جاهزيتهم بعد العودة من تجربة احتراف في الصين. كما أن الارثوذكسي يحتفظ بأفضلية من ناحية التدريب بوجود المدير الفني عامر طالب (أحد ثلاث مدربين لهم أكبر أثر في تطور السلة الاردنية (إضافةً إلى روبرت تايلور في الثمانينات وساشا في التسعينات)). بقيت المباراة الاولى متقاربة النتيجة حتى الدقيقة الأخيرة التي سجل فيها موسى العوضي رميتين ثلاثيتين كانت واحدة منهما على الأقل شبه مستحيلة (من خلف الخط بمسافة، بدون توازن، وبوجود مدافعين أمامه)، ففاز التطبيقية بالمباراة الاولى بفارق سبع نقاط.
في المباراة الثانية اعتمد الارثودكسي على لاعبيه الخمسة الأساسيين (لعب الارثودكسي الكثير من المباريات الهامة حتى هذه المرحلة في الدوري معتمداً على خمس أو ستة لاعبين فقط، بحد أدنى من التبديلات) فلعب زيد عباس بمستوى أفضل من المباراة الاولى (30 نقطة في المباراة الثانية) ووصل الفارق إلى 17 نقطة لصالح الارثودكسي في بداية الربع الرابع. لكن التطبيقية قلص الفارق وسجل وسام الصوص أربع رميات ثلاثية في الدقائق الأخيرة (31 نقطة في المباراة) ليفرض وقت إضافي أنهاه التطبيقية لصالحه بفارق ثلاث نقاط.
بعد المباراة اجرت قناة رؤيا مقابلة في الملعب مع رئيس نادي التطبيقية الذي أكد أن فريقه وعد جمهوره بالفوز بالبطولة لمدة ثلاث سنوات قادمة على الأقل وأشاد بمستوى التحكيم، بينما اقتحم “جمهور” التطبيقية أرض الملعب متقافزين أمام الكاميرات التي كانت تحاول إجراء المزيد من المقابلات الميدانية مع لاعبي الفريقين.
المباراة الثالثة: فرصة أولى للحسم
بدا واضحاً منذ الثواني الأولى للمباراة أن محمد المعيدي يعاني من زكام حاد، فلم يكمل المباراة بعد الربع الأول وحرم الجمهور من تعليقات مثل “نصف دقيقة مرت والنتيجة التعادل بدون أهداف”. اكتشف مدرب الارثودكسي في الشوط الأول من المباراة الثالثة في الدور النهائي أن اللاعب أحمد المغربي ضعيف المستوى، فمنح الفرصة الأولى لليث العبداللات (لم يلعب في أي مباراة منذ نهاية الدور الأول) ، لا بل حتى أنه اشرك لاعب آخر من البدلاء هو تامر قطامي (موضوع التدريب وأثره في وأد وتدمير مواهب اللاعبين الشباب في الرياضة الاردنية يحتاج إلى دراسة مستقلة). أما مدرب التطبيقية فقد أمضى الشوط الأول، الذي إنتهى بالتعادل، محتجاً على التحكيم (ملاحظة على الهامش: قد يكون أكثر الهتافات إبداعاً في تاريخ السلة الاردنية هو هتاف موسم 2000/2001: يا جزيرة هيج هيج، هيوه نزل الصهريج)
تقدم الارثوذكسي بفارق أربع نقاط مع بداية الربع الثالث وحافظ على تقدمه، فتوسع الفارق إلى 15 نقطة مع بقاء حوالي دقيقتين، لتنتهي المباراة بفارق 18 نقطة للأرثودكسي منحت ثقة كبيرة للفريق الذي أحس لاعبوه بأن خسارة المباراتين السابقتين كانت مجرد سوء حظ وأن هذا الفارق الكبير يثبت أنهم أفضل من فريق التطبيقية.
المباراة الرابعة: أفضل مباريات الموسم
أجرى مدرب التطبيقية تغييراً في تشكيلته الأساسية فبدأ المباراة بمحمد حمدان وعبدالله أبو قورة تحت السلة على حساب إسلام عباس. سيطر التطبيقية على لم الكرات دفاعاً وهجوماً كما هو متوقع، وكان عبدالله أبو قورة نجم الشوط الأول (أنهى المباراة مسجلاً 27 نقطة)، (إسلام عباس لاعب قوي وعنيف تحت السلة إلا أن الزيادة الكبيرة في وزنه تجعله بطيء الحركة). في المقابل أخذ زيد عباس (32 نقطة) وسام دغلس (25 نقطة) المباراة على عاتقهما، وسط تبديلات محدودة ومباراة سريعة ولطيفة ومسلية قد تكون أفضل مباراة بين فريقين محليين منذ عدة سنوات.
حافظ الارثودكسي على فارق الخمس نقاط الذي أنهى به الربع الثاني خلال الربع الثالث. في الربع الرابع قلص التطبيقية الفارق إلى نقتطين مع بقاء سبع دقائق على نهاية المباراة، إلا أن الارثودكسي وسع الفارق بسرعة إلى ثمانية نقاط. مع بقاء خمس دقائق على المباراة حاول التطبيقية إستغلال فارق الطول تحت السلة بتشكيلة من (وسام، موسى، حمدان، أبو قورة، إسلام) مقابل تشكيلة الارثودكسي “صغيرة الحجم” (سام،عمرو دكيدك، سنان، زيد، ليث العبداللات)، إلا أن الارثودكسي إستغل ذلك بالتصويب البعيد، فسجل سام وسنان ثلاثيات رفعت الفارق إلى عشر نقاط مع بقاء دقيقتين على المباراة التي انتهت بفارق ست نقاط للأرثودكسي. بعد المباراة أكد سام دغلس بأن الفرق الوحيد في آخر مباريتين هو “إنه الحظ بطل معهم”، أما زيد عباس فقال عند سؤاله عن “المعارك” تحت السلة مع شقيقه إسلام: “إسلام من أنا وصغير وهوه نازل فيّ، بس أنا متعود”.
المباراة الخامسة: حسم وزعل
مفاجأة جديدة قبل المباراة (مش المعيدي، المعيدي رجع من المباراة الماضية، ويمكنك أن تتخيل عدد المرات التي أخطأ فيها باسم لاعب عندما تكون أسماء أبرز لاعبي المباراة هي سام وسنان وسام وإسلام وموسى! يعني إذا جاب إسم اللاعب صح بتكون صدفة). المفاجأة كانت استقالة (أو إقالة) مدرب العلوم التطبيقية منتصر أبو الطيب. تخوّف لاعبو الارثودكسي من أن هذه الخطوة قد تساهم في رفع معنويات لاعبي التطبيقية الذين سوف يحاولون أن يثبتوا لإدارتهم بأن إختيار المدرب كان خطأ منذ البداية. أيضاً تبين أن وسام الصوص سيلعب هذه المباراة بالرغم من إصابته بقطع في أحد أوتار يده التي يستعملها في التصويب.
بدأ التطبيقية المباراة بالتشكيلة الكبيرة التي أنهى بها المباراة الماضية، مقابل الخمسة الأساسيين للأرثودكسي، وركز التطبيقية جهده بأن يستغل فارق الحجم، فحطم الارثودكسي في المتابعات دفاعاً وهجوماً (في إحدى الهجمات لم التطبيقية الكرة خمس مرات متتالية تحت سلة الارثودكسي حتى سجل) وركز كل لعبه تحت السلة. حاول الارثودكسي الرد عن طريق التصويب البعيد إلا إنه لم يكن موفق فأضاع لاعبوه أول ثماني محاولات ثلاثية قبل أن يسجل فارس سقف الحيط ثلاثيتين في اواخر الربع الأول الذي انتهى بتقدم التطبيقية بسبع نقاط.
استمر الربع الثاني بنفس السيناريو، ثلاث محاولات على الأقل للتطبيقية في كل هجمة (اللم الهجومي) مقابل المزيد من التصويب البعيد من الارثودكسي. مع بقاء حوالي أربع دقائق على الربع الثاني انقلبت الأدوار تماماً، فأتجه الارثودكسي إلى الاختراق من زيد وسام في كل هجمة، وأخذ الرميات الحرة، بالمقابل أصبح لاعبو التطبيقية متسرعين في الرميات الثلاثية (في أربع هجمات متتالية كان لاعب من التطبيقية يصوب من بعيد خلال أقل من عشر ثواني من بدء الهجمة) فتقدم الارثودكسي بفارق نقطة مع بقاء دقيقتين على الربع الثاني، وعاد التطبيقية ليسجل مرتين من تحت السلة في الثواني الأخيرة لينتهي الربع الثاني بتقدم التطبيقية بثلاث نقاط.
المباراة في شوطها الأول كانت سريعة ومسلية ولابأس بها لكن (واقتبس من دفتر ملاحظات المباراة المكتوبة في حينه) “الحكام من أسوأ ما يمكن.في مثل هذه المباريات يجب على الحكام أن يسمحوا ببعض الإحتكاك والاقتصاد في إستعمال الصفارة حتى لا يكون التحكيم جزءاً من العوامل المؤثرة في نتيجة المباراة. في نهاية الربع الثاني بالغ الحكام في احتساب الأخطاء خاصةً ضد اللاعبين البدلاء لمصلحة “النجوم”. رميات حرة كتيرة، ومن هون لآخر المباراة كل اللعيبة راح تطلع بالأخطاء الخمسة.)
يبدأ الربع الثالث بنفس التشكيلة للفريقين، وينتهي بنفس فارق الثلاث نقاط لصالح التطبيقية، مع مشاركة مهمة للبدلاء شادي فليفل (كابتن فريق الارثودكسي في أول ظهور في المرحلة النهائية) وليث العبداللات من جهة، ومحمد شاهر (أطول لاعب في الاردن الذي تحسن مستواه بشكل ملحوظ هذا الموسم، وإن كان يحتاج إلى المزيد من التدريب) من جهة أخرى.
يبدأ الربع الرابع بمحاولتين ثلاثيتين ضائعتين للتطبيقية قبل أن يتذكر الفريق خطته الأساسية للمباراة ويسجل ثمانية نقاط متتالية من تحت سلة الارثودكسي، فتظهر المباراة بأنها حسمت مع وصول الفارق إلى 11 نقطة مع بقاء 7 دقائق على النهاية. يتحول الارثودكسي إلى الدفاع الضاغط في كل الملعب ويسجل زيد عباس ثلاث نقاط من دخول وخطأ، ومن بعده فارس سقف الحيط وسنان عيد من رميات ثلاثية تجعل الفارق نقطتين لصالح التطبيقية مع بقاء ست دقائق وبضع ثواني على نهاية المباراة.
الدقائق الأخير: كما وردت من دفتر ملاحظات المباراة
6:17 النتيجة 70-68 لصالح التطبيقية. أول صافرة للحكم مشكوك بأمرها: خطأ شخصي على إسلام تحت سلة فريقه أثناء حجز زيد للم الكرة.
الأخطاء في الربع الأخير حتى الآن 5 أخطاء على التطبيقية (كل خطأ الآن برميات حرة) مقابل صفر على الارثودكسي!
5:17 70-71 لصالح الارثودكسي بعد رمية ثلاثية من سنان عيد.
4:29 محاولة ثلاثية فاشلة لفارس سقف الحيط يتعرض خلالها للدفع بدون احتساب خطأ. موسى العوضي يسجل ثلاثية على الطرف الآخر.
4:00 بالمقابل سام دغلس يستغل المعاملة التفضيلية للنجوم (من المعروف أن الحكام المحليين بيحترموا سام تحديداً وبعاملوه معاملة خاصة) ويكسب خطأ كان ممكن يمشي ليعادل النتيجة 73-73
3:11 موسى العوضي بثلاثية على شكل قوس قزح ييقابلها سنان عيد بثلاثية من مسافة بعيدة.
2:40 خطأ شخصي ضد التطبيقية، زيد عباس يسجل رمية من اثنتين. الارثودكسي يتقدم 77-76
2:19 المصور والمخرج لقطوا بنت حلوة بالجمهور وشغالين زوم. في إحتمال صغير انهم ما يرجعوا للمباراة.
2:18 خطأ أبداً مش واضح على إسلام. حتى كأنه خطأ هجومي تقريباً في نفس الوضع وهو بلم الكرة من زيد وشبكوا ايديهم ببعض.
إسلام بيحتج. بيعطوه خطأ فني. بعد شوية مشاورات بسامحوه بالتكنيكل. زيد عباس بضيع الرميتين.
2:12 خطأ شخصي لصالح إسلام عباس. سام دغلس بيحكي مع إسلام وهو على خط الرمية الحرة، مستحضراً تجربة فرنون ماكسويل في استفزاز جيمس ورثي في نهائي الليكرز والسلتكس لعام 1984.
2:08 خطأ لصالح سام. المباراة قلبت مباراة حكام. ما في داعي! ما في داعي الحكم يحدد المباراة.
سام بجيب رمية وبضيع الثانية.
إسلام عباس كمان خطأ على زيد في أثناء المتابعة تحت سلته!! إسلام بفقد أعصابه وبياخذ تكنيكل وبيطلع بالأخطاء الخمسة.
(يتبين لاحقاً إنه إسلام عمل حركة كأنه بتف على الحكم، وشافه الحكم البعيد، فحسب الخطأ الفني)
الارثودكسي يتقدم 81-76
1:45 خطأ لصالح أبو قورة. بضيع الرميتين.
1:34 خطأ لصالح زيد عباس. بجيب الرميتين.الارثودكسي بفارق سبع نقاط.83-76
يسيطر على المباراة أجواء بأنها انتهت.
1:00 تبادل رميات حرة 84-76 للأرثودكسي.
38 ثانية: ثلاث نقاط لوسام الصوص 84-81, وخطأ سريع على تامر قطامي.يسجل الرميتين 86-81.
17 ثانية: خطأ واضح لصالح التطبيقية، لدرجة أن أحد المعلقين على المباراة يصيح بشكل عفوي “فاول”، بس الأجواء الاحتفالية أوحت للحكام أن المباراة انتهت.
12 ثانية: خطأ لصالح الارثودكسي لإيقاف الساعة. الارثودكسي يسجل رمية من اثنتين. 87-81.
10 ثواني: وسام الصوص يحصل على خطأ أثناء محاولة ثلاثية ويسجل ثلاث رميات حرة. 87-84.
6 ثواني: لاعبو الارثودكسي يغادرون الملعب محتفلين بالفوز قبل نهاية المباراة!
احتجاج ورفض للتويج
بعد انتهاء المباراة ركض إسلام عباس بإتجاه أحد الحكام قبل أن يحجزه زملاؤه، فظهر المشهد كأنه يحاول التهجم على أحد الحكام. توجه بعدها إسلام إلى طاولة الحكام صارخاً: “عيب عليكم تعملو هيك، انتو زلام كبار”. رفض نادي العلوم التطبيقية الصعود إلى المنصة لاستلام ميداليات المركز الثاني وكذلك رفض لاعبو فريق التطبيقية (ب) الصعود لإستلام ميداليات المركز الثالث ووقفوا في الملعب إلى جانب زملائهم في النادي. (علق رئيس نادي كفريوبا على ذلك قائلاً: “إدارة النادي تسير قلباً وقالباً مع توجهات الاتحاد وليس لها علاقة لامن قريب ولامن بعيد بعدم صعود اللاعبين.”)
أما ختام النقل التلفزيوني لدوري هذا العام فكان مع مقابلة مع كابتن فريق التطبيقية وأحد أفضل لاعبي كرة السلة في الاردن على مدى السنوات العشر الماضية وسام الصوص: “اليوم كان لازم يكون في كأسين، كأس للأرثوذكسي وكأس للحكام. احنا صعب نقدر نلعب خمسة ضد سبعة. الإتحاد متحيز مع الارثوذكسي. أخر خمس دقايق كانوا عيني عينك. انحسب علينا خمسة أوفنسيف فاول في آخر دقيقتين. إذا احنا لاعبين منتخب ما بدهم يحترمونا، خلي لعيبة الارثودكسي يمثلوا المنتخب.”
في أعقاب ذلك قرر مجلس الادارة ايقاف لاعب التطبيقية إسلام عباس لمدة عام كامل “لمحاولته الاعتداء على طاقم التحكيم في المباراة النهائية” بالاضافة لحرمان كابتن فريق التطبيقية وسام الصوص حتى نهاية العام الحالي وذلك “بسبب مهاجمته للاتحاد وتوجيه النقد له”.
—–
السبت: العلوم التطبيقية، ما له وما عليه في مؤتمر صحفي لرئيس النادي، ومستقبل كرة السلة بين هلال بركات وهيثم أبو خديجة
اقرأ أيضاً:
الجزء الأول: نظرة خلفية على كرة السلة الأردنية في السنوات الأخيرة
الجزء الثاني: قائمة النخبة وتهديدات الانسحاب ولاعبو اللحظات الأخيرة