اليوم العالمي للعمل التدويني، والأسبوع الأخضر على حبر

الإثنين 15 تشرين الأول 2012

قد يعتقد البعض أن الاهتمام بالبيئة هو “موضة” أو نوع من الترف أو أن هنالك أولويات أكثر أهمية يجب التركيز عليها. إلا آن المتأمل للوضع في الأردن يدرك أن القضايا البيئية محورية ولا يمكن فصلها عن التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها.

تزامناً مع اليوم العالمي للعمل التدويني Blog Action Day والذي يركز هذا العام على “قوة الجماعة” The Power of We، نخصص هذا الأسبوع على حبر لتسليط الضوء على قضايا بيئية مختلفة تمس حياة المواطن في الأردن، وتحتاج تكاتف الجهود على مستوى الفرد والمجتمع المحلي والدولة لمواجهتها.

الأردن يستورد نحو ٩٧ بالمئة من حاجته من مصادر الطاقة (من النفط الخام والمشتقات النفطية والغاز الطبيعي) ويشكل أمن الطاقة تحدياً مستمراً، فلا يمر شهر إلا وتتصدر أسعار المحروقات والفاتورة النفطية عناوين الأخبار المحلية وحديث الشارع. تناولنا على حبر مؤخراً هذه القضية من خلال تغطيتنا لبعض جوانب المشروع النووي الأردني، إلا أننا هذا الأسبوع سنركز على جانب آخر وهو ترشيد استهلاك الطاقة من خلال الأبنية الخضراء. إذ أن الأبنية – السكنية والتجارية – تستهلك ما يقارب ٦٠ بالمئة من الطاقة المولدة في الأردن. هذا عدا عن استهلاك المياه، وتأثيرات البيئة الداخلية للمباني على صحة المواطن، حيث تشير الإحصاءات إلى أن المسبب الأول للوفاة في الأردن هو أمراض القلب (يليها في المرتبة الثانية السرطان) والتي كثيراً ما تنجم عن نمط حياة غير صحي وظروف بيئة العمل والمعيشة.

نعلم أن الأردن هو رابع أفقر دولة في العالم في المصادر المائية – ولكن قلما نفكر في انعكاسات ذلك على حياة المواطن يومياً، من الأزرق التي استنزفت واحتها لتزويد عمّان بمياه الشرب، إلى جرش وعجلون حيث اضطر الكثيرون إلى هجر الزراعة بسبب قطع مصادر الري وتحويلها نحو تلبية الاستهلاك المنزلي، إلى قرى الأغوار حيث لا يجد المواطنون مفراً من اللجوء إلى مياه ملوثة لتلبية احتياجاتهم، إلى أحياء عمّان القديمة حيث تضطر ربات البيوت لاستخدام كل قارورة متوفرة لتخزين المياه عندما تصل مرة واحدة في الأسبوع. هذه بعض القصص التي قمنا بتغطيتها العام الماضي ضمن مشروع كان يا ماء كان، والتي سنعيد تسليط الضوء عليها هذا الأسبوع.

تعالت في الآونة الأخيرة أيضاً شكاوي المواطنين من تراكم النفايات في المدينة، وفي الوقت الذي تم فيه التركيز على مشكلة تدني كفاءة الجمع، يجدر بنا أيضاً أن نتنبه إلى الجانب الآخر من المشكلة وهو كمية النفايات الكبيرة التي ينتجها المواطن في الأردن، والتي تصل إلى ٩٠٠ غرام لكل شخص يومياً، وتعتبر من النسب المرتفعة مقارنة بالمعدل العالمي للدول محدودة الدخل. سننظر هذا الأسبوع إلى بعض المبادرات الفردية والجماعية للتعامل مع مشكلة النفايات، سواء بتقليل كميتها أساساً، أو من خلال إعادة الاستخدام وإعادة التدوير.

مشكلة النفايات تحمل في طياتها تحدياً آخر وهو الأكياس البلاستيكية، إذ يتم استخدام 3 مليار من الأكياس البلاستيكية كل سنة في الأردن، تحتاج حوالي ألف سنة لتتحلل. وتعاني حوالي 60000 غنمة في السنة من فقدان الوزن بسبب مشاكل تعنى بالهضم نتيجة تناول الأكياس البلاستيكية. نتعاون في حبر مع حملة “بلاش كيس” التي تنظمها اليونسكو برعاية وزارة البيئة، وتعنى بتقليل الاستخدام المكثف لأكياس البلاستيك في الأردن.

تصوير عامر سويدان

ندعوكم للمشاركة في الأسبوع الأخضرعلى حبر ويوم العمل التدويني  من خلال إرسال قصصكم أو آراءكم أو وتجاربكم، والمشاركة في الحوار حول التحديات البيئية التي يواجهها الأردن.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية