عشرة أسباب للإفراج عن المعتقلين

الإثنين 03 كانون الأول 2012

بقلم ريما الصيفي 

عند البدء بكتابة هذه السطور لم أتردد كما أتردد عادة عند الكتابة في الشأن السياسي؛ فالأمر بالنسبة لي واضح – سجن المعتقلين المدنيين دون محاكمة مدنية خطأ والاعتقال السياسي خطأ.

أنا لا أتفق مع من خرجوا للشارع في ظل عدم وضوح المطالبات وطرح البدائل وغياب الحوار. ولكني أدرك أهمية تعبير المتظاهرين عن رفضهم لقرار رفع الدعم بل أؤيدهم في هذا الرفض تحديداً فخروجهم دعوة لتتراجع الدولة قرارها وتبحث عن البدائل.

أدرك أن هناك من استغل حالة التظاهر لأغراض التخريب والنهب وهذا أمر متوقع فالنفوس المريضة تنتهز أي فرصة لتحقيق مآربها ولكني أكاد أجزم أن الدخلاء لا علاقة لهم بالمتظاهرين أو الحكومة فالمنطق يناقض هذا المبدأ. وبالتالي فإن تقديم المعتقلين للمحاكمة المدنية أمام قضاء نزيه مستقل هو أبسط الطرق للتأكد من التهم. ولكن أياً كانت الهتافات والكلمات التي نطق بها المتظاهرون فهي لا تبرر تحويلهم إلى محكمة أمن الدولة – فالتظاهر ليس إرهاباً.

عندما تطالب بأمر ما عليك أن تذكر الاسباب، بمنطقك أو منطق غيرك ، تالياً عشرة أسباب علها تكون كافية:

• سجن المعتقلين المدنيين دون محاكمة مدنية يتنافى وحرية التعبير المصونة في الدستور

• سجن المعتقلين المدنيين دون محاكمة مدنية يتنافى ودورهم كمواطنين واجبهم المطالبة بحقوقهم

• سجن المعتقلين المدنيين من الأطفال وكبار السن دون محاكمة مدنية يتنافى مع كل المواثيق الدولية والإنسانية

• سجن المعتقلين المدنيين دون محاكمة مدنية يتنافى مع منهج الأردن في الاحتواء والحوار

• سجن المعتقلين المدنيين دون محاكمة مدنية لن يغير من أرائهم وتوجهاتم بل سيزيد الاحتقان والغضب

• سجن المعتقلين المدنيين دون محاكمة مدنية يجعلهم في قائمة الأبطال والرموز

• سجن المعتقلين المدنيين دون محاكمة مدنية يعطي لقضيتهم مصداقية الحكومة في غنى عنها

• سجن المعتقلين المدنيين دون محاكمة مدنية يضع الأردن في مصاف الدول القمعية المتسلطة لا دولة دستور وقانون

• سجن المعتقلين المدنيين دون محاكمة مدنية بتهم “تقويض أمن الدولة” لمجرد هتافات وتعبير عن الرأي يذهب بهيبة الدولة

• سجن المعتقلين المدنيين دون محاكمة مدنية يعطي انطباعا بتهديد الأمن والأمان الذي ننعم به في الأردن

ما دفعني لكتابة هذه السطور هو خوفي على حق بلدي أن أنحاز لها، وخوفي على حريتي وحرية أبنائي، أخشى أن يطأطئ أطفالي رؤوسهم ويبقوا صامتين خوفاً من العقاب الذي لا يفرق بين مطالب ومخرب. أخشى أن تقسى بلدي عليهم فتبعدهم عنها.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية