الصحف اليومية لا تزال قادرة على إدهاش قرائها

الإثنين 25 تشرين الثاني 2013

ظاهرة العناوين الموحدة بين الصحف اليومية الأردنية الكبرى الثلاث (الرأي، الدستور، الغد) باتت طرفة مستهلكة لا تثير تعليق الأردنيين، لكنها ربما ما زالت تدهش السياح عند رؤية صورة كبيرة موحدة للملك في النصف العلوي للصحف على ستاندات الجرائد.

اليوم استعادت الصحف الثلاث قدرتها على إدهاش قرائها المحليين بعنوان موحد لخبر واحد، نشرته كل صحيفة على موقعها الإلكتروني بصيغة التفرد في النشر: (الرأي) تنشر الخطة التنفيذية لتعزيز منظومة النزاهة الوطنية 2013 ، الدستور تنشـر النسخة الأولية لميثاق النزاهة الوطنية والخطة التنفيذية ، “الغد” تنشر نص مسودة ميثاق النزاهة.

الجديد اللافت هنا “الصدفة” أو “الجهة” التي ألهمت إدارات تحرير الصحف الثلاث لنشر النص الكامل لمسودة ميثاق النزاهة الوطنية في يوم واحد بعد عشرة أيام من نشره على الموقع الالكتروني لرئاسة الوزراء

الجديد اللافت هنا “الصدفة” أو “الجهة” التي ألهمت إدارات تحرير الصحف الثلاث لنشر النص الكامل لمسودة ميثاق النزاهة الوطنية في يوم واحد بعد عشرة أيام من نشره على الموقع الالكتروني لرئاسة الوزراء، وبعد أسبوعين من تعليقات بعض كتاب الصحف ذاتها على المسودة، وبعد ثلاثة شهور من تغطية الصحف الثلاث لجولات وتصريحات لجنة ميثاق النزاهة في المحافظات.

والمدهش حقا إلى درجة الغموض اتفاق الصحف الثلاث على نشر المسودة (يوم الاثنين) قبل يوم واحد فقط من انتهاء المهلة (الثلاثاء) التي حددتها اللجنة الملكية لتعزيز منظومة النزاهة الوطنية لاستقبال ملاحظات ومقترحات المواطنين. والمهلة أعلنت عنها الصحف الثلاث (الرأي، الدستور، الغد) في خبر منقول عن وكالة الأنباء الرسمية “بترا”، بعنوان “تمديد فترة استقبال الاقتراحات حول النسخة الأولية لميثاق النزاهة الوطنية”. ولم تفسر الصحف إعلانها عن تمديد لمهلة لم يعلن عنها مسبقا.

ويبقى الطريف دائماً في صحيفة الرأي التي نقلت خبر وكالة “بترا” عن “تمديد فترة استقبال الاقتراحات من المواطنين” وحذفت منه البريد الإلكتروني وأرقام الفاكس المخصصة لاستقبال ملاحظات المواطنين. خطأ قد يكون مقصودا كرد جميل للحكومة بعد أن لبّت مطلب معتصمي الصحيفة، الراتب السادس عشر.

وقد تكون مجرد مجموعة من الصدف، لكن الواضح فيها بعد تكرار تجارب مشابهة، أن نشر الصحف للمسودة في يوم واحد يعني أنها انتظرت من دون بذل أدنى جهد للبحث وإن كان مكتبيا عبر الانترنت، إلى أن طلبت منها الجهات الرسمية نشر المسودة.

مثال على أسلوب عمل صحفي سائد في وسائل الإعلام التقليدية في الأردن.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية