تصوير ومونتاج محمد حجازي
مع ارتفاع تكلفة خيارات التدفئة في الشتاء نتيجة الارتفاعات المتكررة في أسعار المحروقات، وجد بعض اللاجئين السوريين في الأردن طريقة مختلفة لمواجهة البرد.
حملوا خيامهم ورحلوا بها إلى الأغوار.
من بين هؤلاء عائلة ممتدة تركت المفرق لتستقر في منطقة الكريمة، حيث يوجد نحو ٥٠٠ سوري، بحسب إحصائيات وزارة الداخلية. درجات الحرارة المرتفعة نسبياً في الشتاء (يتراوح معدّلها في الأغوار الشمالية من ١٠ – ٢٢ درجة مئوية) شكّلت فرقاً كبيراً عن برد الصحراء في المفرق، لكن ما لم يتوقعه هؤلاء هو السيول الناتجة عن مياه الأمطار والتي حاصرتهم بعد فترة قليلة من استقرارهم هناك، وتحديداً في ٨ كانون أول ٢٠١٣.
“إجينا من الصحرا على الغور لإنه أدفا وما كنّا عارفين إنه رح تشتي،” يقول أحمد، طفل سوري في الحادية عشر من العمر، فرّ مع عائلته الممتدة من حماة إلى الأردن العام الماضي.
قوّات الدفاع المدني قامت بإخلاء السوريين الذين حاصرتهم مياه الأمطار، لكن الكثير من ممتلكاتهم تلفت.
خالد، أحد السوريين الذين فقد خيمته، لم يجد مفراً من استئجار منزل صغير في المنطقة ليأوي عائلته، ويقول “الخيمة تكلف من ٦٠ إلى ٧٠ ديناراً، بالتالي وجدنا أنفسنا في مشكلة.”
خالد يلجأ لإشعال النار من أجل الدفء، في حين تستخدم بعض الأسر المدافئ الكهربائية وتشتري الكهرباء من البيوت المجاورة في المنطقة.
فريق الدفاع المدني الذي أنقذ السوريين المحاصرين بالسيول حاول إقناعهم بالانتقال إلى منطقة أكثر أماناً، لكنهم رفضوا. “كلنا أقارب ونحب أن نسكن هنا إلى جوار بعض،” يقول خالد، مضيفاً أن الدفاع المدني ساعدهم ببناء سد من أجل الحيلولة دون وقوع سيول مشابهة في المستقبل.
منال الوزني، مديرة مؤسسة إنقاذ الطفل Save the Children في الأردن، تقول أن معظم السوريين في منطقة الكريمة مسجلون مع الأمم المتحدة، وأن المنظمات الدولية تعمل على إطلاق مبادرات لدعمهم ومساعدتهم.
“قبل السيول، كان هؤلاء السوريون يتلقّون مساعدة،” تقول الوزني. “لكن لا شك أن السيول التي تعرضوا لها لفتت الانتباه أكثر إلى حساسية وضعهم.”