بقلم إيناس العباسي، كاتبة تونسية
استمتعت بقراءة رواية 366 رغم الكم الهائل من الشجن الذي لون مناخاتها فالبطل أو “المرحوم” كما أطلق على نفسه يعمل استاذ فيزياء بالكاد يكفيه راتبه الضئيل، يتوله بحب فتاة اسمها “اسماء” يراها مصادفة في أحد الأعراس دون أن يتحدث إليها أو يعرفها بنفسه أو يأخذ رقم هاتفها أو حتى يعرف اسمها الكامل وكيفية التواصل معها. حب صاعق يربك البطل ويجعله يقوم بسلسلة من التصرفات التي يسميها بنفسه حماقات…أليس مجنوناً من يستقيل من عمله ليتمكن من التفرغ للبحث عن أثر، أي اثر مهما كان صغيرا لحبيبة رآها مرة واحدة في حياته؟
الرواية هي بحث محموم عن “أسماء”، بحث يكتب تفاصيله البطل على شكل رسائل يكتبها بقلم أخضر، يكتب يوميات بحثه ويصف ليالي أرقه واشتياقه وهو يفكر بها. ومن خلال هذه الحكاية يصل لنا الروائي أمير تاج السر تفاصيل العالم السفلي للمدن السودانية، الشوارع الخلفية، الفقر، كعادته أبدع الرائي السوداني أمير تاج السر في حبك القصة بطريقة مُحكمة خاصة حين أضاف لها توابل جريمة غامضة تحدث بالتوازي مع عملية البحث عن “أسماء”. جريمة يجد البطل نفسه المتهم الأول فيها. وكي لا أكشف الاحداث للقراء الذين لم ينتهوا بعد من قراءة رواية 366 لن أتحدث عن التفاصيل. الجدير بالملاحظة أنه رغم كل هذا اليأس الذي يكبل العاشق، فإن القصة لا تخلو من مواقف كوميديا رشيقة تفتك منا ابتسامات تنسينا هم العاشق الحائر. مهنة التعليم التي لا تسد رمقا والمحدودة الافاق. عالم التدريس الذي يحنط المدرس ويحد من مخيلة التلاميذ ايضا بحكم المواد الجافة والمكررة التي تدرس لهم سنويا.
بالاضافة إلى نقطة هامة واساسية تميز الرواية، هي أسلوبها الشيق الذي يشد القارئ ولغتها السلسة التي مكنت الروائي من سحبنا بخفة عبر الاحداث بحيث لن نتوقف عن القراءة قبل أن نكتشف مصير هذا العاشق المُتيم!
ظهرت هذه المراجعة باللغة الانجليزية على موقع “الأدب العربي (باللغة الانجليزية)” في 17 كانون الثاني\ يناير
مقابلة مع الكاتب أمير تاج السر باللغة العربية وباللغة الانجليزية.
**اذا كان لديك اهتمام باجراء مقابلة مع أحد الكتّاب المذكورين أو بمراجعة احدى الكتب الرجاء ارسال بريد الكتروني لعنوان [email protected]
[…] مراجعة أدبية للرواية بقلم إيناس العباسي […]