أشرف خمايسي يتحدّث عن الكتابة عن البدو والتفكير على الصعيد العالمي

الأربعاء 19 شباط 2014

ظهرت هذه المقابلة على موقع “الأدب العربي باللغة الإنجليزية” في22  كانون الثاني/يناير.أجرى المقابلة رافائيل كورماك.

بامكانكم أن تسمعوا المقابلة بأكملها هنا. لسماع مقتطفات اذهبوا لقناة حبرعلى “صوت” .

جلس رافائيل كورماك مع الروائي المصري وكاتب القصص القصيرة أشرف خمايسي للحديث عن الكتابة والحياة ووصول كتابه “منافي الرب” للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية.

الخمايسي: أولاً أرحب بحضرتك وأنا سعيد بأوّل حوار مع “الآخر” بالنسبة لي.

كورماك: متى بدأ اهتمامك بالكتابة والروايات؟

بدأ اهتمامي في الكتابة أيام الثانوية العامّة في السنة الثالثة ثانوي عندما كنت في الثامنة عشر من العمر. اهتمامي بالقراءة بدأ قبل ذلك بكثير. كتبت أول قصّة كان اسمها “الشمعة” ولم تظهر حتى الآن فقد كانت قصّة “بداية” وأخذتها لمدرّس اللغة العربية الذي فرح بها جداً وكتب لي عليها “إقرأ لنجيب محفوظ ولتوفيق الحكيم…”. و لم أكن أتخيّل وقتها أنه سيشاء لي القدر أن يقرأ لي نجيب محفوظ وأن يعجب بقصّة من قصصي عندما كان عمري 18 سنة ودخلت مسابقة كان هو يحكّمها واحتلت المركز الاول. فنجيب محفوظ، الكاتب العالمي، صافحني وأحب قصتي!

كان أول ظهور حقيقي على صفحات جريدة “أخبار الأدب” في العدد الأول التي كان يرأس تحريرها كمال الغيطاني. على الصفحة اليمين كان هناك قصيدة للشاعر العراقي الكبير عبد الوهاب البيّاتي وعلى الصفحة اليسرى كان محمود عباس العقّاد في الأعلى وأشرف الخمايسي في أسفل الصفحة. بعد ذلك نشرت قصص في عدّة صحف ومجلات من بينها الجمهورية، القصّة، وغيرها.

(ثم، في عام 1994 كان أحد الفائزين في مسابقة القصة في “اخبار الأدب” الذي حكّمها أيضاً نجيب محفوظ. روايته الأولى “المعبود/الصنم ” نشرت في عام 1999 ونشرت روايته الأخيرة ارض الله من المنفى في عام 2013).

الموضوعات في هذه الرواية هي فلسفية (مثل الدين والموت) أكثر منها سياسية على سبيل المثال، هل يمكنك التحدث قليلا عن الأفكار الواردة في الرواية؟

بالنسبة لي، القضية والشاغل الكبير لي في حياتي هو موضوع الموت. إذا رجعنا إلى أول رواية لي وهي “الصنم” كانت المرة الأولى التي تناولت بها سؤال: كيف يمكننا أن نغلب الموت؟ هذه الرواية “منافي الرب” تخوض أكثر بالموضوع هذا، فما هو الموت الحقيقي؟ وبالنسبة لحجازي فقد فهم الموت على أنّه “النسيان”، ومشكلة الموت ليست مع الموت نفسه بل هي مشكلة النسيان، ورمز النسيان هو القبر، والدفن. فهولا يمانع الموت بحدّ ذاته لكنه يريد لجثته أن تبقى بعد الموت. كيف نصنع حجرات للذرة، وللحيوانات مثل الماشية، وللكتب؟ علينا أن نخلق غرفة في وسط المنزل للموتى! …

هل أنت خائف من الموت أم أنك غلبت هذا الخوف؟.

لا، الأشخاص الذين يخافون الموت لا يعيشون حياتهم. أنا عكس ذلك وهذا ما أدعو إليه، لا تجعل الموت “فزّاعتك”، ولكنك يجب أن تعيش كل لحظة في حياتك… وهكذا لن تموت حقاً…

واحدة من الأمور الجيدة حول الوصول إلى قائمة البوكر العربية هي إمكانية الترجمة إلى لغات أخرى. هل لك أن تحدثنا قليلا عن الترجمة؟

أنا أعتقد أنني لست من هؤلاء الكتاب الذين يقدّمون عملاً فقط لبلدهم، فأنا أطمح لمخاطبة كل إنسان على وجه هذه الأرض، ولذلك سترى أن الرواية لدي ليست مهتمّة بإبراز أحداث التاريخية أو تفاصيل محددة عن مكان. مبدأ أن العالمية يمكن الوصول إليها بالإغراق في المحليّة ليس لي. تفكيري عالمي حقا من جميع الجوانب، فهي أن تكون رواية مقروءة. انها ليست حول حرب محددة أو أي شيء من هذا القبيل، بل هي عن فكرة فلسفية. ويبدو لي أن جميع الروايات العالمية الكبرى هي من هذا القبيل، فخذ مثلاً غابرييل غارسيا ماركيز أوباولو كويلهو. الأفكار الإنسانية الكبرى أهتم بها أنا كما يهتمّ بها شخص يعيش بعيداً، وهذا هو موضوع الرواية.

 

روايتك إذن من الممكن أن تكون مصرية وعالمية في الوقت ذاته، وبل هي بشكل محددٍ أكثر قد تكون “صعيدية” وليست فقط مصرية، وأنت من الصعيد. هل الصعيد يمثّل كتابتك؟

انها ليست رواية صعيدية ، بل بالأحرى هي عن عالم البدو والصحراء. منذ حوالي 20 عاما اشتغلت في الصحراء في استصلاح الأراضي، فقضيت بعض الوقت هناك حتى وأنا أعرف الجو في الصحراء ورائحتها، أنا أعرف لون الصحراء عند غروب الشمس، لونها عند شروق الشمس، ولونها في منتصف النهار، وأنا أعرف حيواناتها وكيف تعيش. ولكن الحزن هو حزن الرجل. الأميركي يشعر بالحزن  ذاته الذي يشعره رجل من أفريقيا، ولكنّ لكل واحد طريقته الخاصّة في التعبير.البدوي كيف يعبّر عن حزنه؟ تحدثت مطولاً مع أصدقائي هناك وقد كنت أتواصل مع البدو خلالهم فساعدوني في وصف وفهم البيئة هناك.

للمزيد من المراجعات للكتب التي وصلت القائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) أنقر(ي) هنا.

لقراءة مراجعة لكتاب “منافي الرب” بقلم رافئيل ماكورماك أنقر(ي) هنا.

**اذا كان لديك اهتمام باجراء مقابلة مع أحد الكتّاب المذكورين أو بمراجعة احدى الكتب الرجاء ارسال بريد الكتروني لعنوان [email protected]

 

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية